يواجه
التعليم باليمن ظروفا صعبة جراء الحرب الدائرة منذ نحو عشرة أشهر، في ظل أرقام مهولة ومؤشرات كارثية تعكس وضعية التعليم، خصوصا في مرحلتيه الأساسية والثانوية، وسط غياب أي بوادر لحل ينهي مأساة أطفال
اليمن.
وفي تقرير حديث صادر عن مركز الدارسات والإعلام التربوي (حكومي)، فإن أكثر من ألف طفل، قتلوا، وأصيب ما يزيد عن (1650) آخرين، خلال العام الماضي، بينما ارتفع عدد الأطفال المتواجدين خارج المدارس من (1.800) ، إلى (2.800) طفل، ما يزالوا في سن التعليم.
وأضاف التقرير، الذي وصل "
عربي21" نسخة منه، مساء السبت، أن قرابة (230) طفل أعمارهم بين (10و17) سنة تعرضوا للاحتجاز من قبل ميليشيات
جماعة الحوثي المسلحة، بينما بلغ عدد الأطفال الذي جندهم الحوثيون، أكثر من (2500) طفل.
وأوضح تقرير مركز الإعلام التربوي، أن قرابة "مليون وثمانمائة ألف" طالب وطالبة، حرموا من إكمال عام الدراسي 2014 و2015، بسبب الحرب التي تسبب في إغلاق المدارس.
وقدّر التقرير اليمنيعدد الأطفال الذين نزحوا مع أسرهم إلى أماكن أكثر أمنا في البلاد بـ (1.800) طالب، بينما وصل عدد من غادروا إلى خارج البلد بـ"عشرة آلاف" طالب وطالبة.
وفي هذا السياق، ذكر تقرير المركز اليمني بأن أكثر من 200 معلم ومعلمة لقوا مصرعهم، منهم ستون شخصا، في مدينة تعز (جنوبا) وحدها، فضلا عن عشرات الإصابات في صفوف الكادر التربوي.
وأشار إلى أن جماعة الحوثي، قامت بإيقاف مستحقات مالية، لما يقدر بـ3500 معلم ومعلمة في محافظة ذمار (جنوب صنعاء) وحدها، خلال شهر واحد، على خلفية توجهاتهم الفكرية المخالفة لفلسفة الجماعة.
ووفقا لتقرير
مركز الدراسات، فإن الحوثيين قاموا باستقطاعات غير شرعية من مستحقات الموظفين، ومنهم المعلمين، حيث وصلت خلال شهر واحد إلى "مليار ريال" بما يعادل نحو"5 ملايين دولار"، بحجة دعم الامتحانات.
واتهم التقرير جماعة الحوثي بتحويل المدارس إلى مراكز للتعبئة الطائفية وبث الكراهية، حيث قامت بإرسال مرشدين موالين لها إلى مختلف المدارس في المناطق الخاضعة لسيطرتها، خصوصا "عمران وصعدة، وصنعاء"، لهذا الغرض.
وبحسب التقرير، فإن اللجنة الثورية التابعة للحوثيين أصدرت توجيهات إلى وزارة التعليم، باعتماد نتائج (4840) طالب، كان مقرر عليهم إجراء امتحانات نيل الشهادتين الإعدادية والثانوية، لكونهم مشغولين بـ"أعمال جهادية".
من جانب آخر، أورد التقرير قيام "الحوثي" برسم شعارات الجماعة في العديد من جدران المدارس وأسوارها، وتوزيع مطويات وملصقات طائفية، فضلا عن إلزام عدد من مراكز التعليم بإحياء بعض المناسبات الدينية، وتحديدا "المولد النبوي".
ولفت إلى أن الحوثيين استبدلوا النشيد الوطني بشعارات الجماعة الطائفية، وترديدها أثناء الدوام المدرسي، وتشغيل بعض الأناشيد والزاومل الخاصة بهم داخل دور التعليم.
وأوضح مركز الإعلام والدراسات التربوي، أن عددا من مدارس العاصمة صنعاء وبعض المحافظات الواقعة تحت سيطرت الحوثيين تحولت إلى بازارات لجمع الأموال عبر أطباق خيرية يعود ريعها لصالح المجهود الحربية.