تقول صحيفة "التايمز" البريطانية إن الأمهات المسلمات اللاتي لم يتعلمن
اللغة الإنجليزية سيفقدن حقهن بالإقامة في
بريطانيا، وذلك جزء من حملة يقودها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد
كاميرون لدمج الأمهات في المجتمع، ما يجعلهن قادرات على منع أبنائهن وبناتهن من السفر إلى مناطق الحرب والانضمام لتنظيمات متشددة، مثل
تنظيم الدولة.
ويشير التقرير إلى أن كاميرون سيعلن عن خطته اليوم، حيث سيخصص 20 مليون جنيه إسترليني لتحسين فصول تعليم اللغة الإنجليزية للمهاجرين، التي سترفق بعقوبات لمن تفشل من
المهاجرات بتحسين لغتها الإنجليزية.
وتكشف الصحيفة عن أن كاميرون سيهاجم الرجال الذي يقومون بالتحكم بالنساء، زوجات وبنات وأخوات، كما وسيعلن عن مراجعة لعمل مجالس الشريعة.
ويلفت التقرير إلى أن فشل بعض المجتمعات المسلمة بالاندماج في المجتمع العام ساعد على انتشار التطرف والقيام بـ"ممارسات مروعة"، مثل الختان الفرعوني والإكراه على الزواج.
وتورد الصحيفة أن كاميرون كتب مقالا في صحيفة "التايمز"، دعا فيه إلى "الحزم فيما يتعلق بقيمنا الليبرالية، وأن نكون أكثر وضوحا بشأن توقعاتنا التي نراهن بها على بلدنا، وأن نكون أكثر إبداعية في العمل الذي نقوم به لكسر الحواجز". مشيرة إلى أن مقال كاميرون جاء في أعقاب حادث كولونيا، حيث اشتكت أكثر من مئة امرأة وفتاة من التحرش بهن في ليلة السنة الميلادية الجديدة، وهو ما أثار جدلا في ألمانيا.
وأضاف كاميرون: "هذه بريطانيا، وفي هذا البلد النساء والبنات حرات في حياتهن وكيفية لباسهن وعلاقاتهن العاطفية، فقيمنا هي ما تميز هذا البلد. ولن تستمر إلا من خلال الدفاع عنها".
وينوه التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن تصريحات كاميرون تأتي في ضوء ما اقترحه أو بدا يقترحه زعيم حزب العمال جيرمي كوربين، من إمكانية فتح قنوات اتصالات مع تنظيم الدولة، واستخدم كوربين الجيش الإيرلندي الحر "آي آر إي" للقياس، حيث حافظت المؤسسة البريطانية على إجراء حوار معه.
ويقول كاميرون: "تنظيم الدولة، حوار، ربما كانت الكلمة الخطأ للاستخدام هنا، ولكنني اعتقد أنه يجب أن نفهم أين نقاط قوتهم وضعفهم، وكيف نواجه أيديولوجيتهم".
وتذكر الصحيفة أن كاميرون اعترف في مقالته بأن العديد من المسلمات يعانين من هجمات عنصرية بسببت دينهن، وبأن الممارسات المشينة لنزع الحجاب عن رؤوسهن منتشرة بشكل واسع.وقال إن أي إشارة تربط بين الأسلوب المحافظ لممارسة الدين والتطرف إهانة للمسلمين المحبين للسلام.
ويستدرك التقرير بأن كاميرون كان صريحا عندما دعا إلى إخراج المسلمات، ومعظمهن من باكستان وبنغلاديش، من الحياة غير الفاعلة في بيوتهن، والاندماج في الحياة العامة. وأشار إلى دراسة قالت إن نسبة 22% من النساء المسلمات، أي ما مجموعه 190 ألف امرأة "تتحدثن بلغة إنجليزية ضعيفة، أو لا تتحدثن بها رغم عيشهن في بريطانيا لعقود"، ومن بينهن 40 ألف سيدة لا تتحدثن اللغة الإنجليزية على الإطلاق.
ويقول كاميرون: "في الوقت الحالي ينتقل بعضهن للعيش هنا بمعرفة أساسية باللغة، ودون شروط على انتقالها"، ولكنه أضاف: "سنغير هذا الآن، وسنقول إن لم تحسني معرفتك باللغة الإنجليزية فقد تخسرين بقاءك في بريطانيا، وهو ما سيعطي رسالة لأزواجهن بأن هناك نتائج لمنعهن من الاندماج".
وتنقل الصحيفة عن المسؤولين قولهم إن "الزوجات القادمات من الخارج سيتم امتحانهن وتقييم مستوى لغتهن بعد عامين". وسيبدأ تطبيق هذا في تشرين الأول/ أكتوبر.
وينقل التقرير عن مسؤول قوله: "لا توجد هناك خطط لسحب الإقامة ممن يفشلن في تحسين لغتهن، ولكن هذا سيؤخذ بعين الاعتبار عندما يتم التقدم لتجديد الإقامة أو تمديدها".
وتفيد الصحيفة بأن كاميرون يشير إلى أن جلب النساء المسلمات للحياة العامة سيعمل على مواجهة التطرف الديني. ويقول: "فكروا بصبي ينشأ في برادفورد، حيث جاء والداه من بلدة صغيرة في باكستان، ووالدته لا تتحدث اللغة الإنجليزية، ومن النادر أن تغادر البيت، ولهذا يجد من الصعوبة التواصل معها، فهي لا تفهم ما يجري في حياته".
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول كاميرون: "في الوقت ذاته يكافح الصبي لتعريف نفسه من خلال الثقافة الغربية، وهو ما يدفعه للبحث عن تطورات جديدة، وقبول ممارسات تؤكد الخلاف، ويؤكد من خلالها الانتماء عندما يعطيه فكر التطرف شيئا لكي يؤمن به".