تظاهر الآلاف من
الأساتذة المتدربين بالمغرب في
مسيرة وطنية حاشدة، الأحد، بالعاصمة الرباط، مطالبين بإلغاء ما بات يعرف بـ"
المرسومين المشؤومين"، وبإسقاط الحكومة.
المسيرة التي تعتبر الثالثة في تاريخ احتجاج الأساتذة المتدربين، حج إليها الأساتذة من مختلف مدن
المغرب، ومعهم أسرهم وطيف من الهيئات النقابية والحقوقية والسياسية ومنظمات شبابية، وعرفت رفع لافتات وترديد شعارات تنتقد سياسة الحكومة في معالجة ملف الأساتذة المتدربين، من قبيل "المدرسة العمومية في خطر"، و"ابن كيران ارحل"، و"صامدون صامدون لحقنا مطالبون".
ورغم تأكيد الحكومة، في تصريح سابق لها، على أنها ستمنع أي احتجاج غير مرخص له، إلا أن مسيرة الأحد، التي اتخذ لها شعار "مسيرة الحق والكرامة" لم تعرف أي فلتان أمني، ولم تتدخل السلطات الأمنية، التي حجت بكثرة، لمنعها.
وقال عضو التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين بالمغرب (فرع إنزكان) محمد اسليماني، في تصريح لـ"
عربي21"، إن هذه المسيرة لدليل واضح على رفض الأساتذة للمرسومين، وسيستمرون في نضالهم حتى تحقيق "مطالبهم العادلة".
في حين قال الأستاذ المتدرب، بلال اليوسفي، إن المسيرة تأتي لإسقاط المرسومين "حفاظا على حق أبناء الشعب المغربي في وظيفة عمومية وفي مدرسة عمومية وفي تعليم مجاني".
وأضاف في تصريح لـ"
عربي21"، أنه "لم يعد مسموحا للذين يسترزقون على جراحات هذا الوطن أن يستمروا في بيعه جزءا جزءا"، معتبرا قطاع
التعليم "خط أحمر"، ومؤكدا على أن المغاربة هم في صف واحد يرفعون كلمة واحدة "معا لإنقاذ التعليم العمومي" و"لا لخوصصته".
وأكد اليوسفي أن الأساتذة ومن تضامنوا معهم لا يخوضون صراعا سياسيا بل هم أتوا "للدفاع عن حقهم في تعليم مجاني"، موجها كلامه للمسؤولين في حكومة ابن كيران قائلا "ليعلموا أن مخططهم لخوصصة التعليم هنا يتوقف" ليستطرد "على دمائنا لن يباع قطاع التعليم".
بدوره قال أحد المشاركين في المسيرة، في تصريح لـ"
عربي21" إن التعليم في المغرب يعرف تراجعا لأن "المسؤولين على القطاع ليست لهم إرادة أو نية إصلاح، وهذا دليل على عدم مبالاتهم به (التعليم)"، وطالب الحكومة بـ"التراجع عن المرسومين، وإصلاح السياسة التعليمية إصلاحا جديا".
اقرأ أيضا: الأساتذة المتدربون والحكومة المغربية.. ويستمر التوتر
ويطالب الأساتذة المتدربون بإسقاط مرسومين وزاريين أقرتهما وزارة التربية الوطنية، ينص الأول على فصل التكوين عن التوظيف، ويقلص الثاني من قيمة المنحة، معتبرين إياهما "تراجعا خطيرا في القطاع التعليمي".
وتصر الحكومة في شخص رئيسها، عبد الإله ابن كيران، على تطبيق المرسومين، مشيرة إلى أنهما سيوسعان من دائرة المستفيدين من التكوين لإعدادهم للالتحاق بالوظيفة العمومية أو القطاع الخاص، لافتة إلى أن المرسومين سيساهمان في "تجويد الولوج لسلك الوظيفة العمومية لقطاع التربية والتكوين".
يشار إلى أن المسيرة الوطنية الثالثة للأساتذة المتدربين تأتي يوما واحدا بعد تقديم الحكومة مقترح توظيف جميع الأساتذة على دفعتين مقابل عودتهم للدراسة، وذلك في لقاء، السبت، بين والي الرباط كممثل عن الحكومة، وممثلين عن الأساتذة والنقابات.