هاجم رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام
الإيراني هاشمي
رفسنجاني، قرارات مجلس صيانة الدستور الإيراني وموقف المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي، من إقصاء سبعين بالمئة من التيار الإصلاحي من الانتخابات البرلمانية المقبلة، المقررة في 26 شباط/ فبراير المقبل.
ونشر رفسنجاني تحذيرا على موقعه الرسمي، بعنوان "من خوّلنا أن نتدخل بمصير الشعب الإيراني؟"، قائلا بمحتواه، إن "المسؤولين الذين يتخذون القرارات الخاطئة يجب أن يفهموا أنه إذا أصبح الشعب الإيراني لا يبالي بهذه القرارات، فلن تكون لدينا أي صيانة ومكانة لديه"، بحسب تعبيره.
وأضاف رفسنجاني أن "من يريد أن يعرف كيف يصبح الشعب الإيراني غير مبالٍ لقرارات المسؤولين في هذا النظام، فلينظر لأزمة
الانتخابات الإيرانية التي يرى فيها الشعب أن هناك من يريد أن يفرض عليه آراء لا يرغب فيها"، مؤكدا أن "الشعب الإيراني لن يشارك في هذه الانتخابات".
وتابع رفسنجاني تحذيره لمجلس صيانة الدستور الايراني والمرشد خامنئي، بقوله إن "الانتخابات كانت تشهد حضورا شعبيا واسعا، ولكن هناك بعض المؤسسات التي تفرض قيودها غير القانونية على الناس، وبالتالي فإنها تتحكم بمصير الشعب"، مكررا تساؤله: "من سمح لنا بأن نتدخل بمصير الشعب الإيراني بهذا الشكل الخطير؟".
وأشار رفسنجاني إلى الثورة الخضراء لعام 2009، وعملية تزوير الانتخابات الرئاسية، محذرا من "سياسة فرض الآراء على الشعب الإيراني، التي نجحت عام 2009، لكنها دفعت الشعب للتحرك مثل التسونامي، والقضاء على كل ما تم بناءه، وانتخب روحاني".
وأكد رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، أن الانتخابات الإيرانية ملك الشعب، ولا يمكن حل المشاكل في البلاد من خلال إقصاء المرشحين من المشاركة في الانتخابات، موضحا أن "الشعب وحده من يحق له اتخاذ قراره ومصيره من خلال الانتخابات، ولسنا نحن"، بحسب قوله.
وهاجم رفسنجاني تيار المحافظين بشدة، قائلا إن "الوحدة هي التي أوصلتنا لما نحن عليه الآن، والبعض يريد أن يستمر بالهيمنة على هذه الوحدة، ولكن بالانقسام والتفرقة"، معتبرا أن "هذا لن ينجح أبدا"، على حد تعبيره.
وأضاف رفسنجاني، المقرب من التيار الإصلاحي، أن "أقبح ما يمكن أن تشاهده هذه الأيام هو المحافظين الذين يهاجمون الاتفاق النووي، ويعملون على تخريبه"، واصفا إياه بأنه "أعظم إنجازات هذه الحكومة التي توصلت إليه بمشاكل وضغوطات كبيرة جدا، لا يمكن أن يتصورها أحد".
واتهم رفسنجاني مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيراني، التي يشرف عليها خامنئي بشكل مباشر، بخداع الشعب الإيراني، متسائلا: "لماذا لا ينظم التلفزيون الرسمي الإيراني مناظرات مباشرة حول حق الناس في الانتخابات والقضايا الأساسية والهامة في البلاد؟ لماذا يركز الإعلام الرسمي الإيراني على مصطلح ونظرية النفوذ الأمريكي بعد الاتفاق النووي وربط ذلك بالإصلاحيين لتشويه صورتهم؟".
وأشار رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام إلى أن "حق الناس بالحديث أصبح محرما، وهؤلاء لا يعلمون بأنهم بهذه السياسية لا يخدعون الناس بل هم يخدعون أنفسهم".
واختتم رفسنجاني تحذيره بالقول، إن الشعب الإيراني "يقرأ ويحلل، والشعب متعلم جدا ويتابع ما يحدث في البلاد من خلال فهمه العميق لكل التطورات السياسية الداخلية، ولا يمكن تجاهل وعي هذا الشعب"، قائلا إنه "يجب أن يراعى حق الشعب الإيراني في كل القضايا، والأمور التي نراها اليوم أصبحت منحرفة"، مؤكدا أن الانتخابات الإيرانية المقبلة هامة وحساسة جدا وتحدد قضايا كثيرة في إيران.
وقال مراقبون للشأن الإيراني، إن رفسنجاني يسعى من خلال تحذيره وهجومه المباشر على مجلس صيانة الدستور والمحافظين، لتثبيت نفسه قطبا سياسيا جديدا يقف ضد المرشد الأعلى والحرس الثوري الإيراني، قبل شهر واحد من الانتخابات البرلمانية.