يبدو أن الوصول إلى العلاج بإكسير الشباب الذي يحول دون
الشيخوخة بات قريبا، خاصة بعدما أجرى العلماء تجربة فريدة ساعدت على تمديد عمر الفئران بنحو 35%، كما تحسنت حالتها الصحية؛ لذا فإن هناك فرقاً بحثية تحاول التوصل إلى المركبات التي يمكنها أن تتخلص من خلايا الشيخوخة بناءً على نجاح تجربة الفئران.
صحيفة "الإندبندنت" البريطانية ذكرت، الخميس 4 شباط/ فبراير 2016، أن وصول العلماء لهذه النتائج في التجارب التي أجريت على الفئران، مكنتهم من إزالة خلايا الشيخوخة أو الخلايا البالية التي تراكمت مع تقدم السن وكان لها تأثير مدمر على الجسم بالكامل.
وحينما تم إخضاع الفئران المعدلة جينيا لهذه التجربة، كان التأثير مذهلا، حيث عاشت الحيوانات الخاضعة للعلاج مدة زمنية أطول تتراوح بين 25-35% من عمرها الافتراضي.
الفئران ظلت أكثر نشاطا وتحسنت وظائف القلب والكلى. كما اختفت آثار الالتهابات الضارة من أنسجتها وأعضائها، وانخفض عدد الأورام التي كانت تصاب بها.
ولم يتأكد العلماء بعد من مدى استفادة الإنسان من هذا الاكتشاف. ومع ذلك، لا تزال فرق الباحثين تبحث عن المركبات التي تستهدف خلايا الشيخوخة وتكون بمثابة أساس لطرق العلاج بهدف إبطاء عملية الشيخوخة.
فكرة ليست بعيدة المنال
ونقلت "الإندبندنت" عن دارين بيكر، العالم الأمريكي الذي ترأس فريق مستشفى مايو خلال دراسة الفئران، قوله: "إنها فكرة ليست بعيدة المنال أن نتوصل إلى أمور يمكنها التأثير على تلك الخلايا أو إزالتها".
ولخلايا الشيخوخة ارتباط وثيق بأمراض الشيخوخة والهزال، فالخلايا الهرمة يتزايد اختلالها وخطرها المحتمل، فضلا عن كونها لا تنقسم، وقد تكون مؤذية مع ذلك، إذ تفرز جزيئات يمكن أن تضر بالأنسجة المجاورة وتسبب التهابات مزمنة.
ورغم أن الجهاز المناعي يحاول القضاء عليها بالكامل، إلا أن هذه العملية تصبح أقل فاعلية بمرور الوقت بما يسمح للخلايا بالتراكم.
فريق مستشفى مايو سعى للتوصل إلى ما قد يحدث في حالة حماية الفئران متوسطة العمر من تأثير خلايا الشيخوخة.
وقال بيكر خلال وصفه للبحوث أثناء مقابلة أجراها مع (Journal Nature): "تم تمديد أعمار جميع الفئران التي عولجت لإزالة خلايا الشيخوخة بنسبة 25-35 %".
وتابع: "وجدنا في جميع الحالات أن هناك تمديدا في أعمارها وتحسنا في صحتها"، وأشار إلى أنه لم يكن للعلاج أي آثار سلبية واضحة.
وأضاف بيكر أنه نظرا لأن التقنيات البحثية اعتمدت على الهندسة الوراثية، فلا يمكن تطبيقها بصورة مباشرة على الإنسان.
ومع ذلك، فقد أشار إلى أن هناك فرقا بحثية تحاول التوصل إلى المركبات التي يمكنها أن تتخلص من خلايا الشيخوخة.
واختتم بقوله: "نظرا لأن خلايا الشيخوخة لا تتكاثر بسرعة، يستطيع
العقار أن يقضي بفعالية وسرعة على ما يكفي منها من أجل الحصول على تأثير هائل على صحة الإنسان وعمره الافتراضي".