قال الخبير
الإيراني المعروف حسن هاني زادة أن معركة
حلب تستهدف التحالف الثلاثي الذي يتشكل من
السعودية وقطر إلى جانب
تركيا، الذي يهدف إلى إسقاط النظام السوري منذ أكثر من خمسة أعوام، بحسب قوله.
وكان حسن هادي زادة؛ رئيس تحرير وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء، المقربة من الحرس الثوري، يتحدث لموقع "نسيم أونلاين" حول التطورات الإقليمية والميدانية بسوريا.
وقال زادة إن "معركة حلب والانتصار الذي حققته القوات الشعبية في المدينة بكسر الحصار عن بلدتي نبل والزهراء يعتبر تقدم استراتيجيا، حيث تمثل معركة حلب اليوم أهم معركة حاسمة في الأزمة السورية؛ بسبب بعدها الجغرافي والاستراتيجي والسياسي بالنسبة للمعارضة السورية، والدول الداعمة لها" على حد تعبيره.
وأضاف هاني زادة "بعد الانتصار الذي تحقق بفك الحصار عن نبل والزهراء الشيعيتين؛ الدور القادم سوف يكون لقطع طريق الإمداد بين حلب وتركيا"، موضحا أن "تركيا هي الطريق والمعبر الرئيسي الذي يغذي المعارضة السورية بالعتاد والسلاح، وبهذا نستطيع القول بأنه بهذا الانتصار تم تفكيك المثلث السعودي- القطري- التركي الذي تشكل لإسقاط النظام بسوريا".
وعلق زادة على إعلان السعودية عزمها إرسال قوات برية إلى سوريا قائلا: "وفقا للتطورات الميدانية السورية والتفكك الذي يواجهه التحالف السعودي- القطري- التركي بسوريا، هددت السعودية وتركيا بإرسال قوات برية إلى سوريا. وإذا حدث ذلك حقا، فسوف تدخل المنطقة في حرب شاملة، ولن تقف المواجهات داخل نطاق الحدود في سوريا فحسب، بل ستمتد إلى داخل حدود العديد من دول المنطقة"، على حد قوله.
وأضاف زادة: "يبدو أن تركيا أكثر جدية في إرسال قواتها البرية إلى سوريا"، موضحا أنه وفقا للتقارير التي تتوفر لدينا، فإن تركيا والسعودية تحاولان إطالة أمد الأزمة السورية حتى عام 2017، حتى نهاية ولاية أوباما؛ لأن هناك اعتقادا قويا لديها بأن الرئيس القادم للولايات المتحدة الأمريكية سوف يكون من الجمهوريين، وسيكون قريبا جدا من السعودية وتركيا في القناعة بإسقاط النظام السوري، ولذلك ووفقا لكل المعطيات التي طرحت وموجودة بين أيدينا، فنحن نعتقد بأن تركيا جادة وعازمة على إرسال قواتها البرية إلى سوريا".
وعلق زادة على مفاوضات جنيف قائلا: "مفاوضات جنيف لإنهاء الأزمة السورية فشلت، ولا يوجد أي حل سياسي للأزمة السورية في المستقبل، والحل يبقى بيد القوات السورية، والأطراف المسلحة الموجودة في الميدان بسوريا".
وتابع قائلا : النظام السوري وحلفاء النظام السوري أدركوا أهمية التقدم الميداني، وتأثيره على مفاوضات جنيف؛ لذا رأينا أن النظام لم يهتم بمفاوضات جنيف، بقدر اهتمامه بالمعارك والتقدم على جبهات القتال بسوريا، والآن أصبح هناك تقدم ملحوظ لقوات النظام ميدانيا، وهذا وحده من يقرر مصير المفاوضات في المستقبل".
يُشار إلى أن هناك اهتماما إعلاميا إيرانيا واسعا بعد إعلان السعودية عزمها إرسال قواتها البرية إلى سوريا. وحذر قادة الحرس الثوري من وقوع حرب واسعة في المنطقة، في حال دخلت قوات سعودية أو تركية إلى الأراضي السورية.