ذكرت مصادر عشائرية أن
مليشيات إيزيدية منعت، السبت، عشرات العائلات العربية من العودة إلى منازلهم في قرية "كولات" القريبة من قضاء
سنجار، على الرغم من حصولهم على الموافقات الأمنية اللازمة لإثبات عدم صلتهم بتنظيم الدولة.
وتتبع قرية "كولات"، التي تقطنها عشائر عربية، لناحية القيروان، إلى الجنوب من قضاء سنجار الذي تسيطر عليه قوات البيشمركة الكردية منذ استعادته من تنظيم الدولة في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي.
وفي اتصال مع "
عربي21"، أكد أبو أحمد المتيوتي، الذي رفض الكشف عن اسمه الكامل، أنّ مليشيات أيزيدية منعته وعائلته من الدخول إلى قرية الكولات التي غادرها إلى إقليم كردستان منذ آب/ أغسطس 2014، على الرغم من حصولهم على موافقات أمنية بعد تعبئة استمارات حقيقية تحوي جميع المعلومات عن ربّ الأسرة وأفرادها.
وأضاف أن تلك الاستمارات تمّ توزيعها عليهم "في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي من قبل جهات أمنية تابعة لحكومة الإقليم للتحقق من صلاتنا مع تنظيم الدولة".
وذكر أن مجموعات مسلحة تابعة لـ"مليشيا قاسم ججو الإيزيدية" منعتهم وعشرات العائلات من عشيرتي المتيوت والجحيش من دخول القرية "بحجة تعاوننا مع تنظيم الدولة"، مضيفا أنّه تحدث إلى أحد عناصر المليشيا وأبرز له الموافقة الأمنية، لكنه هدده بالاعتقال، متهماً جميع أبناء القرية بالتعاون مع تنظيم الدولة ومشاركته في الهجمات التي كانت تنطلق من القرية أثناء سيطرته عليها.
ونقل أبو أحمد عن مسلح من المليشيات الإيزيدية قوله: "العرب بدؤوا باحتلال أراضينا وسبي النساء ونهب الممتلكات، والعين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم"، كما قال.
من جهةٍ أخرى، عبر المتيوتي عن "ثقته" بأنّ هذه الإجراءات تأتي "لإفراغ المناطق العربية المحيطة بقضاء سنجار من أهلها، وليس كما تدعي المليشيات الإيزيدية بتعاوننا مع تنظيم الدولة، رغم إثباتي لهم مغادرتي القرية مع عشرات العائلات من أبناء عمومتي في 11 آب/ أغسطس 2014، أي بعد أقل من أسبوع على سيطرة التنظيم على القرية".
من جانبه، قال أحد وجهاء عشيرة الجحيش العربية، إنّه يتواجد الآن عند مدخل قرية كولات مع عائلته وعشرات العائلات الأخرى في العراء، دون مأوى أو خيم تقيهم البرد.
وأضاف أن أبناء العشائر العربية ضحية خديعة "جهات معينة"، لم يذكرها بالاسم، تريد "الانتقام والتنكيل بنا وبعائلاتنا لإرغامنا على ترك مناطقنا بشكل نهائي"، وهو هدف لتغيير "تركيبة السكان في تلك المناطق لصالح الأكراد، تمهيدا لضمها إلى إقليم كردستان"، حسب قوله.
وذكر الجحيشي أنه غادر قرية "كولات" بعد حوالي شهر من سيطرة تنظيم الدولة على المنطقة صيف عام 2014 إلى مدينة تلعفر القريبة للعيش مع أقارب له هناك، لكنّه لم يمكث فيها أكثر من شهر حتى قرر المغادرة إلى مدينة دهوك في إقليم كردستان؛ لتسجيل أبنائه الخمسة في مدارس الإقليم، حيث إنّ الحكومة لا تعترف بمدارس المدن الواقعة تحت سيطرة التنظيم.
واتهم الجحيشي البيشمركة الكردية "بالوقوف مكتوفة اليدين رغم مشاهداتها ما نعانيه نحن وأطفالنا من منع لدخولنا إلى مناطقنا، ومبيتنا في العراء دون ماء أو طعام، رغم أنّ هذه القوات تستطيع توجيه الأوامر لمليشيات قاسم ججو للسماح لنا بدخول القرية".
وختم معبرا عن "خوفه" مما سيجري لهم في الأيام المقبلة على يد "المليشيات الإيزيدية"، كما حصل لأبناء عمومته في قرية "أبو حنايا" قرب ناحية ربيعة قبل أكثر من عام، عندما "ذبحت هذه المليشيات ثمانية من أبناء عمومتي، واختطفت عددا من نساء القرية، لا يزال مصير بعضهن مجهولا"، حسب قوله.