شن الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله هجوما عنيفا على تركيا والسعودية، واتهم الدولتين بحماية تنظيم الدولة، وبأن "مصالحهما تلتقي مع المصالح
الإسرائيلية"، مهددا بما أسماه "إنهاء قصة المنطقة كاملة" إذا دخل السعوديون والأتراك إلى سوريا.
وقال نصر الله خلال كلمة له تحت شعار "مقاومة لا تهزم" بالضاحية الجنوبية في بيروت، الثلاثاء، إن "هزيمة المجموعات المسلحة" هو ما دفع السعودية وتركيا للحديث عن تدخل بري.
وأشار إلى أن الإسرائيليين اعتبروا، بعد عقد مجموعة من المؤتمرات الداخلية، أنهم أمام فرصتين ذهبيتين، الأولى "تشكل مناخ مناسب لإقامة علاقات والدفع بتحالفات مع الدول العربية السنية"، لمصلحة إسرائيل"، خصوصا أنها ستستفيد من تفاقم الصراع بين تكتل الدول العربية السنية وإيران. أما الفرصة الثانية فتتجلى في "إمكانية تغيير النظام في سوريا".
وأوضح بالتعبير الحرفي قائلا: "سقوط النظام في سوريا سينزل ضربة قاسية بمحور المقاومة، والجيش السوري سيصبح مشكوكا بقدرته في المشاركة بأي مواجهة عسكرية مع إسرائيل".
وأضاف أن "التهديد الأول للإسرائيلي هو إيران، والثاني هي حركات المقاومة في فلسطين ولبنان، حيث يصنف
حزب الله (لدى الإسرائيليين) بالتهديد العسكري الأساسي".
وتابع قائلا: "الإسرائيليون ومعهم حكومات عربية يدفعون بقوة باتجاه الحديث عن الصراع السني الشيعي، والتصوير بأن كل ما يجري بالمنطقة هو صراع سني شيعي.. مشيرا إلى أنه صراع سياسي، كما في اليمن والبحرين وسوريا والعراق ولبنان".
وأضاف نصر الله: "بعض العلاقات العربية الإسرائيلية بدأت تخرج إلى العلن ومن تحت الطاولة إلى فوق الطاولة"، مضيفا أنّ "الإسرائيلي يعمل لتقديم نفسه كصديق لأهل السنة في العالم العربي، وفي مرحلة من المراحل قدم نفسه كحام للمسيحيين في لبنان وفلسطين، وماذا كانت النتيجة؟"، متسائلا: "ماذا فعل الصهاينة بأهل السنة منذ احتلال فلسطين إلى اليوم؟ هل أهل السنة يقبلون صديقا لهم كإسرائيل؟"... وتابع بقوله: "هل تقبلون صديقا يحتل أرضا سنية؟ هل تصادقون كيانا ارتكب أهول المجازر بحق أهل السنة؟".
وقال: "هذا العدو الإسرائيلي قتل الشعب الفلسطيني على مر الزمن على مرأى الحكام العرب"، فـ"كيف يقبل عاقل من أهل السنة أن تقدم إسرائيل على أنها صديق وحام، هؤلاء الذي يقدمون هذا العدو على أنه صديق هم عملاء وخونة وحاقدون".
وحول الوضع في سوريا، زعم نصر الله أن "الرهان على الجماعات الإرهابية بات غير مضمون النتائج بالنسبة لتركيا والسعودية؛ لذلك بدأوا بالحديث عن دخول بري تحت عنوان "ائتلاف دولي" فهم يعتقدون أن هذا هو الخيار الذي يجعلهم أقوياء في المفاوضات والبحث عن مكان بعد كل هذه الخيبات".
وأضاف أن "السعوديين والأتراك يريدون إيجاد موطئ قدم لهم؛ ولذلك هم جاهزون لأخذ المنطقة لحرب إقليمية لتحقيق مصالحهم، ولا يريدون أخذ سوريا إلى تسوية"، حسب قوله.
وتابع قائلا: "يكفي لتركيا أن تغلق حدودها وتوقف الدعم وبيع النفط؛ للقضاء على داعش". وتساءل مستنكرا: هل من يسلم اليمن لداعش يريد قتالها في سوريا؟"
وفي تهديد واضح لتركيا والسعودية، قال نصر الله: إذا لم يأتِ هؤلاء (الأتراك والسعوديون) إلى سوريا جيد، وإذا قدموا بقواتهم سيكون أمرا جيدا أيضا، موضحا أنه "إذا لم يأتوا إلى سوريا فستُحل الأزمة، وإن استغرق الأمر وقتا". وتابع: و"إذا جاء هؤلاء إلى سوريا ربما سيكون من الخير للمنطقة؛ كي تنتهي قصة المنطقة بأكملها!".
واعتبر الأمين العام لحزب الله سوريا "عمود خيمة المقاومة في المنطقة"، وقال إن إسرائيل تهدف إلى القضاء على المقاومة؛ بإسقاطها لنظام
بشار الأسد، وليس حبا في شعبها، بل خدمة لمصالحها فقط، "فلا توجد قيم أخلاقية لديها".
وزعم أنه "من زاوية إسرائيل، المصلحة في زوال هذا النظام ( نظام بشار الأسد)".
وأشار إلى أن إسرائيل تعتبر كلا من تنظيم الدولة وجبهة النصرة بسوريا أفضل لها من بقاء النظام السوري القائم حاليا؛ لأن هذا النظام يشكل خطرا على مشروع ومصالح إسرائيل في المنطقة، لذلك "هم من اليوم الأول كانوا جزءا من المعركة على سوريا؛ بتقديمهم تسهيلات أمنية وعسكرية في الحدود" لمعارضي النظام القائم بسوريا.
وأكد أن إسرائيل تعتبر حركات المقاومة في لبنان وفلسطين وحزب الله "تهديدا لهم"، لافتا إلى وجود تطابق بين الأدبيات الإسرائيلية وبين أدبيات بعض الإعلام العربي، خصوصا السعودي والخليجي.
وكرر نصر الله عبارات التهديد للكيان الإسرائيلي في حال استهداف الضاحية بالقول: "خبراء إسرائيليون يقولون إن الهجوم على حاويات الأمونيا في حيفا يوازي قنبلة نووية تماما".
و تطرق نصرالله إلى الملف الداخلي اللبناني، فأشار إلى أن التفاهم مع التيار الوطني الحر بزعامة ميشال عون تطور إلى تحالف.