دشن مجموعة من
النشطاء المصريين في الداخل والخارج، وفي مقدمتهم بعض أهالي المعتقلين والشهداء، حملة تحت شعار "صرخة مواطن مصري.. ارحمونا"، مطالبين قادة الحراك الثوري ورموزه بإنهاء
الخلافات بينهم، وأن يتوحدوا جميعا حتى يتم إسقاط حكم العسكر، لافتين إلى أن هدفهم هو عودة الحق إلى أصحابه الذي هو الشعب، والبعد عن أي خلافات للنخبة التي قالوا إنها لم تكن على قدر المسؤولية التي ألقيت على عاتقها.
وقالوا -في بيان لهم الاثنين- : "بعد مرور ما يقرب من ثلاثة أعوام على سرقة الثورة المجيدة، دعونا نواجه أنفسنا بأننا جميعا شركاء في هذه المؤامرة، فبدل أن ننظم صفوفنا ونتعلم من أخطائنا ومن دروس الماضي، رأينا بعض من أطلقنا عليهم رموز الثورة في الخارج، الذين وضعنا فيهم ثقتنا، ورأينا في الالتفاف حولهم سبيل الخلاص واسترداد الحق المنهوب، رأيناهم يمارسون سياسات لا تعمل أبدا على توحيد الصفوف ولمِّ الشمل وتقوية الحَراك واستمراره".
وأضاف : "بل مارست بعض هذه الرموز أساليب تعمل على تفتيت الرفقاء، وتأخير المسيرة، وعدم الاحتواء، والإقصاء، والانفراد بالرأي، وعقاب كل مخالف أو صاحب فكر مختلف بالتشكيك، ومقابلة أي رأي أو اجتهاد أو مبادرة بالتخوين والاتهام بالتخلي عن الشرعية، وانقسم أصحاب الخندق الواحد إلى تكتلات وأحزاب وكيانات".
واستطرد قائلا: "انقلبت صفحات التواصل الاجتماعي وشاشات الإعلام إلى حلبة مبارزة، كل طرف يريد أن يثبت أنه هو صاحب الحق، ومَن دونه على باطل لمجرد الاختلاف في الأولويات والأسلوب، ونسيت بعض هذه الرموز أننا جميعنا شركاء في هذا الوطن، وشركاء في هذا الحلم، وشركاء في هذا الأمل".
ووجه البيان رسالة إلى
قادة الثورة، قائلا: "أيها الرفقاء: ربما يكون هذا هو النداء الأخير والفرصة التي نمنحها لكم ولأنفسنا قبل فوات الأوان، دعونا ننسى خلافاتنا، ونخفض أصواتنا، ونسمع بعضنا بعضا، ونبدأ صفحة جديدة دون شروط مسبقة، دون تخوين وتشكيك ومزايدة، ونتذكر أن آلاف المعتقلين ينتظرون منا أن نتحد ونصبح قوة تستطيع كسر أبواب المعتقلات وتحرير الأبرياء، نتذكر الأعراض التي انتهكت، والدماء التي أريقت دون وجه حق، والأطفال الذين اغتصبت براءتهم، والرجال الذين قُهروا من شدة الظلم، نتذكر عتمة حجرات الإعدام وبرد الشتاء في الزنازين".
وتابع : "دعونا نسأل أنفسنا: هل نحن نقدِّر هذه التضحيات؟ هل ما زلنا على عهدنا معهم ألا نتخلى عنهم ولا ننسى تضحياتهم ولا نخذلهم؟ فإن كانت الإجابة (نعم!)، فلتكن هذه الرسالة الفرصة الأخيرة، الصيحة التي توقظ الضمائر وتنقذ ما يمكن إنقاذه، دعونا نُري الله من أنفسنا خيرا؛ فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".
وأردف: "وإلا فلن يرحمنا من ضحوا من أجلنا، ولن يرحمنا التاريخ، وستكون أخطاؤنا هي الجسر الأخير الذي سيعبر عليه الانقلاب ليثبِّت جذورَه يوما بعد يوم، وسنقاطعكم جميعا، وسنسألكم أمام الله، وعليكم أن تتنحوا جانبا، واتركوا الثورة للثوار والثائرات على أرض مصر، ولا تورطوهم معكم في دائرة صراعاتكم؛ فيتفتت شملهم في الداخل كما تفتت في الخارج".
واختتم النشطاء بيانهم بالقول: "استمعوا لضمائركم، استمعوا لنداء الوطن، استمعوا لصرخة مصري يتمنى ألّا تخذلوه".
ومن بين الموقعين على بيان الحملة محمد (شقيق المعتقل سعد عبدالله)، وتامر وردة (عضو بيان القاهرة)، وياسر (شقيق شهيد فض رابعة أحمد إبراهيم)، وسمير (شقيق المعتقل يوسف شكري)، د. عمر مجدي - مدير المستشفى الميداني بأحداث محمد محمود 2011، ومروة أبوزيد - زوجة المعتقل عبدالرحمن محمد حسن، ومنى (شقيقة شهيد أحداث محمد محمود 2013 علي فودة)، وأسرة الشهيد عبد الباسط خليفة الدقهلية، ومحمد شحاتة خطاب (صحفي و شقيق المعتقلين عبدالله وأسعد شحاتة)، وأسرة الشهيد صبري أمين، وأسرة الشهيد جمال عبد الحميد، وأسرة الشهيد محمد أحمد علي ، وأسرة المعتقل علاء محمود، وأسرة الشهيد أحمد محمد عبد الدايم، وعبد الرحمن عاطف (حركة 18)، ووسام أحمد (ثوار السويس)، ومحمد شوبير (منسق عام حركة غربة)، وهيثم أبو خليل (ناشط حقوقي)، وأنس البري (من شباب الإخوان)، وأحمد عبد الباسط (المتحدث الرسمي لحركة جامعة مستقلة)، وياسر المصري (حركة غربة)، ومصطفى عاشور (إعلامي مصري بقناة الجزيرة)، ومحمد إسماعيل (المصريين بالخارج من أجل الديمقراطية حول العالم)، وعبد الفتاح شبانة (فنان)، وياسر العمدة (شاعر الثورة)، وفكري فهمي (ناشط سياسي)، وهشام مرسي (ناشط سياسي)، ود. عبد الموجود الدرديري (عضو برلمان الثورة)، ود. هشام جادالله (عضو مؤسس بمنظمة رعاية مصابي الثورة) ، ود. صفي الدين حامد (أستاذ التخطيط الاستراتيجي بجامعات أمريكا وكندا)، وتامر مكي (برلماني بمجلس الشوري)، ود. سامية هاريس (الديمقراطية لمصر)، وحسين بديني (ممثل حزب غد الثورة)، وتامر عمار (منتج أفلام وثائقية)، ود. أمين محمود (عضو في مركز العلاقات المصرية الأمريكية).