عدد من النواب إلى المحاكمة الجنائية في تهم متعددة منها التزوير - أرشيفية
يتعرض مجلس النواب المصري لحملة شرسة في وسائل الإعلام المؤيدة للنظام، يهدف -بحسب مراقبين- إلى التمهيد لحل المجلس في أي لحظة، وإعادة سلطة التشريع مرة أخرى لقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي.
ومنذ انعقاد الجلسة الأولى له، يتعرض مجلس النواب لانتقادات لاذعة واتهامات بعدم القدرة على تحقيق طموحات المصريين، وكان آخر الانتقادات ما قاله السيسي في خطابه الأخير حينما لام المصريين على اختياراتهم التي جاءت بمثل هؤلاء النواب ليمثلوه.
نواب في قفص الاتهام
وخلال الأيام الأخيرة، أحيل عدد من النواب إلى المحاكمة الجنائية في تهم متعددة، منها التزوير وخيانة الأمانة والتحريض.
ومن هؤلاء النواب أكمل قرطام الذي تمت إحالته يوم السبت إلى محكمة الدقي، بعد اتهامه بتقديم مستندات مزورة؛ لتسهيل استيلائه على قطعة أرض مملوكة لأحد المواطنين، حيث توجد خلافات بينهما على ملكيتها.
وكان البرلمان قد اتخذ قرارا برفع الحصانة عن النائب هيثم الحريري، بعد تلقي رئيس المجلس طلبا من النائب العام للمثول أمام محكمة جنايات الإسكندرية؛ بتهمة التحريض على العنف خلال عهد الرئيس محمد مرسي.
أما النائب محسن أبو سمنة، فقد أحالته جامعة الفيوم لمجلس تأديب للتحقيق معه، بعد ضبطه يغش في أحد الامتحانات التي يؤديها في جامعة الفيوم، باعتباره طالبا في التعليم المفتوح.
أما النائب توفيق عكاشة، فيتعرض هو الآخر لانتقادات شديدة بعد استقباله السفير الإسرائيلي حاييم كورين في منزله، وبعدها طالب عدد من النواب برفع الحصانة عنه، متهمينه بالخيانة العظمى وتشويه صورة البرلمان أمام الرأي العام.
كما كشف عدد من النواب، وفي مقدمتهم مصطفى بكري، أن شهادة الدكتوراه التي يحملها عكاشة مزورة، وطالبوا بعقد جلسة عاجلة للنظر في إسقاط العضوية عنه بعد أن فقد ثقة الشعب فيه.
الحساب بالساعة
وتقدم أكثر من مئتي نائب بطلب لرئيس المجلس بتعديل اللائحة المالية للبرلمان، يطالبون فيه بحساب بدل الجلسة بالساعة، وكذلك زيادة قيمة بدل الجلسات الأساسية والنوعية.
كما طالب النواب بمنحهم بدلات مالية للانتقال والمبيت والتغذية والمظهر والعلاج والاتصالات.
من جانبه، شن معتز بالله عبدالفتاح، أستاذ العلوم السياسية ومقدم برنامج "أنا مصر" على التلفزيون المصري، هجوما حادا على مجلس النواب، قائلا إنه في وقت يطالب فيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي المواطنين البسطاء بالتبرع لجنيه لمصر، نجد نواب البرلمان يطالبون بزيادة رواتبهم.
انخفاض نسبة الرضا
وفي سياق ذي صلة، أصدرت حملة "راقب نائب" نتيجة استطلاع رأي أجرته الأسبوع الماضي حول تقييم أداء النواب البرلمان، وأوضحت أن معدلات الرضا عن البرلمان تشهد تراجعا سريعا للغاية.
وأضافت الحملة في بيان لها السبت، تلقت "عربي21" نسخة منه، أن معدل رضا المصريين عن مجلس النواب انخفضت من 46% في شهر يناير الماضي إلى 41% في شهر فبراير الجاري، مشيرة إلى وجود تراجع كبير للغاية خلال أقل من ثلاثين يوما فقط، تخللها فترات تعطل لعمل البرلمان.
وأشارت الدراسة إلى أن أهم الأسباب التي أدت إلى تراجع الرضا عن أداء البرلمان هي الصراعات بين النواب على اللائحة الداخلية، وتصويت النواب لبعضهم البعض، ومطالبة النواب بزيادة البدلات المالية المخصصة لهم في ظل الحالة المتردية للاقتصاد المصري، واستخدام البرلمان لأغراض شخصية، واعتداء بعض النواب على الصحفيين البرلمانيين.
وفي محاولة للدفاع عن زملائها، قالت النائبة هالة أبو السعد إن 95% من أعضاء مجلس النواب جدد، وليس لديهم الخبرة البرلمانية، في وقت يعمل البرلمان تحت ضغوط هائلة منذ الجلسة الأولى، ليكون على قدر تطلعات الشعب.
برلمان مدرسة المشاغبين
وفي مقال له السبت بصحيفة المصري اليوم، قال الصحفي صلاح عيسي إن "ما جرى على مسرح مجلس النواب، في الأسبوع الماضي، أشبه بمشاهد من مسرحية مدرسة المشاغبين.
وأضاف عيسى: "أخشى لو استمر النواب في استنساخ مشاهد أخرى أن يتحول أول مجلس نيابي بعد ثورة 30 يونيو إلى فصل هزلي في التاريخ البرلماني المصري، الذى تجاوز عمره قرنا ونصف القرن.
وتابع: "مسخرة أخرى تحدث تحت قبة البرلمان بدأها النائب مرتضى منصور بتجميع توقيعات من النواب لوقف برنامج القاهرة اليوم، الذي يقدمه عمرو أديب؛ بتهمة إهانته للشعب المصري، بينما ينفي أديب هذا، ويؤكد أن موقفه كمشجع متحمس لنادي الزمالك هو سبب غضب رئيس النادي الذي هو نفسه النائب مرتضى منصور"!.
واستمرارا لحملة التشويه التي يتعرض لها البرلمان في الإعلام المؤيد للانقلاب، نشرت صحيفة "اليوم السابع" كاريكاتيرا ساخرا يصور نواب البرلمان في صورة مرضى نفسيين.
وقالت الصحيفة إن النواب منشغلون بمعاركهم الشخصية، ولا يهتمون بقضايا الوطن، ما يجعلهم في حاجة لعلاج نفسي؛ حيث يقول أحد الأطباء النفسيين للنائب: "دي الجلسة اللي هننتخبك فيها رئيس.. والجلسة الجاية هجوزك هنومة".