أحيا مئات الآلاف من الروس، السبت، في موسكو ومدن روسية أخرى وفي عواصم عدة من العالم، الذكرى السنوية الأولى لاغتيال المعارض الروسي بوريس
نيميتسوف، الذي قتل بطلقات نارية على بعد أمتار من مبنى الكرملين العام الماضي.
ويحظى المعارض الراحل بشعبية كبيرة، إذ إنه شغل منصب نائب رئيس الوزراء في عهد الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين، وعرف عنه أنه كان معارضا شرسا للرئيس الحالي فلاديمير
بوتين.
وذكرت وسائل إعلام روسية أن السلطات منعت المتظاهرين من التوجه إلى جسر موسكفورتسكي حيث حصلت الجريمة، وقد أصبح المكان بمثابة محجة لمؤيدي نيميتسوف، لكن الإدارة الروسية اضطرت للسماح بتظاهرة موسكو.
وكان نيميتسوف اغتيل في 27 شباط/ فبراير 2015، على يد مجهولين أطلقوا عليه رصاصات عدة في ظهره وأردته على الفور، حينما كان يتمشى برفقة صديقته الأوكرانية قرب مبنى الكرملين.
وتجدر الإشارة إلى أن الكرملين وجه أصابع الاتهام حينها إلى متطرفين شيشان، لكن الرأي العام لم يصدق تلك الرواية، لأن عملية
الاغتيال حصلت قبل أقل من 48 ساعة على تظاهرة حاشدة ضد سياسات بوتين كان نيميتسوف دعا إليها ولاقت تجاوبا شعبيا كبيرا.
ولا يزال خمسة متهمين من الشيشان بانتظار محاكمتهم في عملية الاغتيال هذه، والتي زعم القضاء الروسي أنهم نفذوها بعد أشهر من التخطيط، لكن عائلة نيميتسوف اتهمت بوتين وحليفه الرئيس الشيشاني رمضان قديروف بالتخلف عنوة عن إلقاء القبض على مدبري عملية الاغتيال والمخططين لها.
من جهته، شارك السفير الأمريكي لدى موسكو جون تيفت، في المسيرة، وأعرب للصحافيين عن مدى حزنه العميق على المعارض الراحل، وقال: "أنا هنا أوصل رسالة حزن عميقة من الشعب الأمريكي إلى البطل الراحل. أنا هنا لأحيي ذكرى رجل عرفته سياسيا، وبالنسبة للأمريكيين كان صديقا. نحن هنا لنحيي المبادئ والقيم التي آمن بها نيميتسوف ودفع حياته ثمنا لأجلها، نحن هنا لنؤكد أن الأمل بالمستقبل مستمر".
وعلى الرغم من شعبية نيميتسوف الواسعة، فقد رفض الحزب الحاكم في
روسيا ونوابه اقتراحا قدمه بعض النواب في مجلس "الدوما" للوقوف دقيقة صمت في البلاد حزنا على رحيل المعارض المناهض لبوتين.