نشرت صحيفة فان مينيت الفرنسية تقريرا حول الأجواء المشحونة التي يعيشها فريق
ريال مدريد منذ هزيمة السبت ضد أتلتيكو مدريد، وهو ما طرح تساؤلات عديدة، بشأن مدى قدرة
زيدان على قيادة الفريق في ظل ضعف الأداء والنتائج وظهور خلافات بين اللاعبين.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الأجواء في فريق ريال مدريد حساسة لدرجة أن شرارة صغيرة كافية لإشعال النار، وقد حدث ذلك السبت، بعد أن انقاد الفريق الملكي لأول هزيمة مع المدرب زين الدين زيدان ضد أتلتيكو مدريد، وهو ما بدد منطقيا حظوظ النادي في الحصول على لقب الليغا، ووضع نهاية للحماس والتفاؤل الذي صاحب تعيين زيدان في خطة المدرب.
اقرأ أيضا: هكذا سخر برشلونة من هزيمة ريال مدريد أمام أتليتيكو (صورة)
وذكرت الصحيفة أن زيدان كان قد نجح في منتصف الشهر الجاري في التعامل مع الصعوبات بشكل جيد، وحقق انتصارا بهدفين مقابل صفر ضد فريق روما الإيطالي في دور السادس عشر من رابطة الأبطال الأوروبية، ولكن بعد شهرين من تعيينه، أدت خسارة الريال لأول مباراة دربي يخوضه بقيادة زيدان إلى ظهور احتجاجات كبيرة في مدرجات ملعب سانتياغو برنابيو، وهو ما وصفه المحلل الرياضي الإسباني البارز "سانتياغو سيغورولا" بالقول: "في هذه اللحظات قلعة النادي الملكي تشبه مبنى تشتعل فيه النيران، حيث يمكن رؤية خيبة الأمل واضحة على وجوه الناس، بعد الأداء الضعيف الذي قدمه الفريق والنتيجة المخيبة للآمال، أما عن التفاصيل فإن الجميع شاهد أن نصف الجماهير غادرت قبل الصافرة النهائية للقاء".
وأشارت الصحيفة في نفس السياق إلى أنه بينما كان لاعبو النادي الملكي يحاولون تعديل النتيجة، كان جزء هام من جماهير النادي يرددون شعارات ضد رئيس النادي فلورنتينو
بيريز ويطالبونه بالاستقالة، وهو أمر يحدث لأول مرة منذ تعيين زين الدين زيدان كمدرب للفريق، ويطرح بالتالي تساؤلات حول مدى حكمة هذا القرار، رغم أن هذا النجم الفرنسي لا يزال يحظى ببعض التقدير من قبل الجماهير التي تحتفظ له بذكريات طيبة مع الفريق، ولذلك بقي زيدان في تلك المقابلة بعيدا عن انتقادات الجماهير، خاصة وأن مشاكل النادي لم تبدأ معه هو، بل أن المدرب السابق رفاييل بينيتيز فشل أيضا في مواجهة تلك المشاكل.
اقرأ أيضا: ريال مدريد ينافس برشلونة على التعاقد مع الجزائري رياض محرز
وقالت الصحيفة أن ما يعمق الإحباط الذي أصاب النادي، هو أن هذه الهزيمة ضد أبناء المدرب دييغو سيميوني سوف تجعله في المرتبة الثالثة برصيد 54 نقطة، ويليه في المرتبة الرابعة فريق فياريال بفارق نقطتين فقط، ما يعني أنه لم يبتعد فقط عن المرتبة الأولى، بل أيضا أصبح مهددا بخسارة المرتبة الثالثة.
وقد صرح زيدان بعد اللقاء بالقول: "أعرف أن الجميع سينتقدنا ولكن هذا جزء من اللعبة وجزء من عملي كمدرب، سوف أحاول إيجاد حلول كما أنني مطالب بلا شك بتحقيق الانتصار في مباراة يوم الثلاثاء المقبل ضد فريق ليفانتي".
وأشارت الصحيفة إلى أن زيدان سيواجه أيضا مشكلة جديدة في إدارة الأجواء داخل حجرات الملابس، بعد التصريح المثير للجدل الذي أدلى به كريستيانو رونالدو للصحفيين إثر اللقاء، حيث قال: "لو كان الجميع في نفس المستوى الذي أظهرته أنا لكنا في المرتبة الأولى"، ورغم أنه تدارك الموقف بالتأكيد على أنه يقصد المستوى البدني وليس أداء الفريق ككل، فإن هذا التصريح أثار موجة من الجدل في وسائل الإعلام الإسبانية.
اقرأ أيضا: رونالدو يخرج بتصريح غريب و"متعجرف" تجاه زملائه.. ماذا قال؟
واعتبرت الصحيفة أن التساؤل حول ما إذا كان انتداب زيدان خطأ منذ البداية هو أمر مفهوم، حيث أن النادي الملكي انسحب من كأس الملك وابتعد عن صدارة الليغا، ولم يعد لديه أي فرصة سوى المراهنة على كأس رابطة الأبطال الأوروبية، حتى يتجنب الخروج للموسم الثاني على التوالي خالي الوفاض، ومن الواضح أن لاعبي الفريق بقيادة المدرب زيدان مؤهلون للوصول للدور الربع النهائي خلال مباراة الإياب ضد روما في الثامن من مارس/آذار المقبل، ولكن بعد ذلك سوف يبدأ الخطر مع مواجهة فرق أكثر قوة، خاصة وأن جماهير النادي تعلم جيدا أن المردود الباهت الذي ظهر به الفريق ضد أتلتيكو مدريد لن يكون كافيا بالمرة في مواجهة عمالقة دوري أبطال أوروبا.
ونقلت الصحيفة في هذا السياق رأي المحلل الرياضي الإسباني ألفريدو ريلانو، الذي قال: "يبدو أن حالة الحماس التي رافقت قدوم زيدان بدأت تخبو، صحيح أنه لا يزال يملك فرصة قوية في رابطة الأبطال، ولكن عندما نشاهد الأداء الذي يقدمه الفريق حاليا لا نشعر بالثقة في قدرته على تحقيق ذلك".