ذكرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية أن تقريرا أعدته مؤسسة في لندن لمكافحة التطرف، ولقي دعما من الأمم المتحدة، كشف عن تركيز
تنظيم الدولة على
الأطفال؛ باعتبارهم جيل المستقبل القادم، وأنهم الجيل الذي سيؤمن مشروع "
الخلافة".
وجاء في
التقرير، الذي أعدته مؤسسة "كويليام" أن الأطفال الذي يعيشون في ظل "الدولة" الإسلامية، ومن بينهم 50 طفلا، يجبرون على المشاركة في عمليات الإعدام الجماعية ولعب كرة القدم بالرؤوس البشرية المقطوعة؛ من أجل تحويلهم إلى مقاتلين شرسين.
وتشير الصحيفة إلى أنه سيتم عرض نتائج التقرير يوم الأربعاء أمام البرلمان البريطاني، وكتب معدو تقرير "أطفال الدولة الإسلامية": "تركز المنظمة جزءا كبيرا من جهودها على تثقيف الأطفال، من خلال مقرر تعليمي متطرف، وتربيهم كي يصبحوا إرهابيي المستقبل".
وبحسب تقرير المؤسسة، فإن الجيل الحالي من مقاتلي التنظيم يعد الأجيال القادمة أفضل وأنقى منهم، فهذا الجيل تربى في ظل تعاليم "الخلافة"، ولم يتلوث بالعيش في ظل أنظمة علمانية، "ولم يتحولوا إلى الأيديولوجية الراديكالية، بل تربوا في ظلها، وتشربوا قيمها منذ الولادة حتى الشباب".
وتلفت الصحيفة، وفق ما ترجمته "
عربي21"، إلى أن هذا التقرير يأتي بعد ظهور طفل بريطاني اسمه عيسى دير في شريط دعائي للتنظيم، وقد لبس الزي العسكري، ووضع عصابة سوداء حول رأسه، مشيرة إلى أن عيسى ليس استثناء، فبحسب دراسة معدي التقرير، فإن تنظيم الدولة استخدم على مدى ستة أشهر 12 طفلا.
ويجد التقرير أن النظام التعليمي المعمول به في مدارس "الدولة" مهم في عملية تربية وتثقيف الأطفال، وخلق الجيل الثاني من المقاتلين، وتبدأ العملية من المدرسة، حيث يتم تعليم الأطفال القيم المتشددة، ويدربون على السلاح، ويستخدمون في مهام، منها التجسس والحراسة والقتال والأعمال الانتحارية، وعندما يصلون إلى سن 10 إلى 15 عاما ينقلون إلى معسكرات التدريب، حيث يتم تعليمهم أساليب القتال الوحشية، ولا يسمح للفتيات "جواهر الخلافة" بالمشاركة في معسكرات التدريب، فمهمتهن هي البقاء في البيت ورعاية المقاتلين.
وتبين الصحيفة أن التنظيم يعتمد أحيانا على الأطفال لإعدام من يرفضون الانصياع لأوامره وتعاليمه، لافتة إلى أنه بإجبار الأطفال على المشاركة، فإن التنظيم يقوم بتطبيع العنف داخلهم، حيث يتم تعليم الأطفال على كيفية القيام بعمليات انتحارية، ويطلب منهم ارتداء أحزمة ناسفة وهم يقومون بأعمال مثل الحراسة، حيث يفجرون أنفسهم في حال تعرضهم لهجوم.
ويلاحظ التقرير أن التنظيم استخدم الأطفال بشكل كبير في دعايته، ففي الفترة ما بين 1 آب/ أغسطس العام الماضي إلى 9 شباط/ فبراير 2016، وجد الباحثون أن الأطفال ظهروا في 254 مناسبة ودعاية للتنظيم.
وتورد الصحيفة نقلا عن التقرير قوله إن الأطفال يجبرون على الانضمام للتنظيم بوسائل عدة، مثل الترهيب والتهديد بالجلد والتعذيب والاغتصاب أو الاختطاف، وذكرت بعثة الأمم المتحدة في بغداد أن التنظيم اختطف في حزيران/ يونيو ما بين 800 إلى 900 طفل، تتراوح أعمارهم ما بين 9 إلى 15 عاما، ومن مناطق مختلفة في
العراق، خاصة محافظة نينوى.
ويعتقد معدو التقرير أن التنظيم ربما درس عمليات التثقيف الحزبي للنازية، التي كان لديها فرع خاص بالشباب، وقارنوا بين "أشبال الخلافة" وعملية استخدام تشارلز تيلور للأطفال في ليبيريا في غرب أفريقيا.
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن الباحثين يقولون إن دراستهم قامت على بيانات وأشرطة فيديو صدرت عن التنظيم، ومصادر موثوقة داخل "الخلافة"، وأوصى التقرير بإنشاء لجنة لحماية الجيل القادم من العنف، وللمساعدة في إعادة تأهيل ودمج الأطفال الذين تعرضوا للتثقيف الجهادي من أبناء الأوروبيين.