أثارت تصريحات رئيس الوزراء
العراقي حيدر
العبادي، الاثنين، التي دعا فيها إلى "
الثورة" ضد رأس
الفساد في الدولة، موجة سخرية عارمة في مواقع التواصل الاجتماعي بالعراق.
وقال العبادي خلال ترؤسه اجتماع المجلس الأعلى لمكافحة الفساد: "إننا سنتمكن من القضاء على الفاسدين، ويجب عدم الخشية منهم ولنبدأ بأعلى رأس فساد في الدولة مهما كان منصبه أو حزبه"، ودعا إلى "ثورة حقيقية ضد الفساد وفتح ملفات الفساد الكبرى".
وأضاف العبادي بحسب بيان لمكتبه أن "دور المجلس مهم خلال هذه الفترة من أجل ملاحقة الفاسدين، ونحن سنوفر كل الدعم له"، مشيرا إلى "أهمية أن يشعر الفاسد بالخوف من وجود جهة ستلاحقه وهؤلاء ستجدونهم ضعفاء إذا وقفنا سوية"، مطالبا "بكشف كل أموال الفاسدين وملاحقتهم".
وتساءل عراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي بطريقة ساخرة: "فمن يأمر يا دولة رئيس الحكومة إذا كنت أنت من يدعو؟".
وقال الكاتب الصحفي العراقي أحمد الحاج: "ما معنى أن يدعو أحد كبار المسؤولين في الدولة العراقية إلى ضرب رأس الفساد، وإلى ثورة حقيقية ضده وفتح ملفاته الكبرى؟ يا أخي المسؤول لا يدعو، المسؤول يأمر بمكافحة الفساد من دون تردد فيطاع على الفور وهذه من أقل صفات القادة والزعماء مرتبة".
وأضاف الحاج أن "الدعوة على وفق مفاهيم الإصلاح والتغيير السياسي والاقتصادي والأمني بمثابة مقترح مقدم من أحدهم ليس إلا، قد يرفضه البعض وقد يؤيده الآخر، وعلى الأرجح أن الدعوة ستجابه بالرفض القاطع أو التسويف المانع من قبل الجميع كونهم من المتورطين بملفات الفساد والغارقين ببركه الآسنة ألا من رحم الله، مع الادعاء بمحاربته - تلفازيا – فقط".
من جهتها علقت العراقية "إشراق السامرائي"، على تصريحات العبادي على حسابه في "فيسبوك" بالقول: "ما تعبت من اللغوة.. والله تعبت نفسنا منك ومن القضاء الفاسد ومن كل حزب اللغوة (حزب الدعوة) كافي شوفلك شغلة جديدة اكنس الحثالة إلي يمك، شوف الأيتام، الأرامل، الشيوخ، والله حرام عليكم.. عساكم بنار جهنم".
بدوره، أبدى المدون "مبارك فارس العراقي" استغرابه من تصريحات رئيس الحكومة قائلا: "هي ملفات الفساد ما زالت مغلقة؟! لعد هاي تسعة أشهر وأكثر الناس طالعة ليش؟ بعدين لماذا لا تحاسب هذه اللجنة التي لا تفتح الملفات هذه؟ لماذا هذا الضعف في مخاطبتهم؟ بعدين أين دعمكم لهذه اللجنة بحيث تزيدون من أعضائها وقضاتها وتمويلها وحمايتها حتى تسرع في فتح ملفات الفساد؟".
وتأتي تصريحات العبادي هذه بالتزامن مع تظاهرات كبيرة خرجت الجمعة الماضي، أمام المنطقة الخضراء في بغداد، كان قد دعا إليها زعيم التيار
الصدري مقتدى الصدر الذي قال إنها "ضد الفساد والفاسدين".