أجرت
إيران الثلاثاء، تجارب على
صواريخ بالستية لإظهار "قوتها الرادعة"، وذلك في تحد لعقوبات أمريكية جديدة فرضت عليها بسبب برنامجها الصاروخي في كانون الثاني/ يناير.
والإعلان الذي أوردته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، أكد أن التجارب تظهر "الجهوزية التامة لمواجهة أي تهديد" لسيادة البلاد.
وبث التلفزيون الرسمي بعد وقت قصير لقطات للأسلحة التي استخدمت في ما وصف بأنه مناورات عسكرية "أطلقت خلالها صواريخ بالستية من منصات تحت الأرض"، في مناطق مختلفة من البلاد.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على طهران بسبب برنامجها الصاروخي، بعد وقت قصير على رفع عقوبات أخرى على خلفية برنامجها النووي بموجب اتفاق تاريخي مع دول الغرب.
التجارب الأخيرة التي أطلق عليها "اقتدار الولاية" أشرف عليها "
الحرس الثوري والقوة الجوفضائية"، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية.
بدورها، أكدت وكالة الأنباء "سيباه" التابعة للحرس الثوري في بيان، التجارب الصاروخية التي تأتي بعد أقل من أسبوعين على انتخابات حقق فيها أنصار الرئيس حسن روحاني، مكاسب كبيرة.
ويأتمر الحرس الثوري بالمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي وليس بالرئيس روحاني، ونفوذه أقوى من نفوذ الجيش والقوات المسلحة الأخرى.
وينظر إلى تجارب الصواريخ البالستية على أنها وسيلة ليظهر الجيش أن الاتفاق النووي لن يكون له تأثير على خططه التي يقول إنها للدفاع فقط.
وحضر التجارب اللواء محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري، والعميد أمير علي حاجي زادة، بحسب وكالة الأنباء الرسمية.
وبرنامج إيران للصواريخ البالستية يثير جدلا منذ إبرام الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة وخمس دول كبرى أخرى في فيينا، في 14 تموز/ يوليو العام الماضي.
وفي 11 تشرين الأول/ أكتوبر، أجرت طهران التجربة الأولى من تجربتين على صواريخ بالستية، ما أغضب واشنطن. وبث التلفزيون الرسمي بعد أسابيع مشاهد غير مسبوقة لمستودعات صواريخ تحت الأرض.
وقالت لجنة تابعة للأمم المتحدة في كانون الأول/ ديسمبر، أن التجارب تنتهك قرارات سابقة تهدف إلى منع إيران من تطوير صواريخ قادرة على حمل رؤوس حربية نووية.
وتنفي طهران باستمرار، السعي لحيازة قنبلة ذرية، وتقول إن صواريخها لن تصمم حتى لتحمل قنبلة نووية.
ورحب بالاتفاق النووي معتدلون مثل روحاني الذي جازف بسمعته بشأن المفاوضات، فيما قال المتشددون في طهران إن الاتفاق أضر بالمصالح الوطنية.
وفي إعلانه عن العقوبات الجديدة في 17 كانون الثاني/ يناير الماضي، بعد يوم واحد على بدء تطبيق الاتفاق النووي، قال الرئيس باراك أوباما إنه لا تزال هناك "خلافات عميقة" مع طهران بسبب "سلوكها المزعزع للاستقرار".
وأعلنت وزارة الخزانة إضافة خمسة إيرانيين وشبكة شركات مقرها دولة الإمارات والصين، إلى لائحة العقوبات الأمريكية.
وكان البيت الأبيض هدد في البدء بفرض الإجراءات في كانون الأول/ ديسمبر، لكنه سحبها بعدما هاجم روحاني توقيتها وهدفها. ولم تكن الصواريخ من ضمن الاتفاقية النووية التي بدأ تطبيقها بعد أسابيع.
وقبل إعلان العقوبات الجديدة في 17 كانون الثاني/ يناير، وردا على سؤال بشأن موقف إيران من عقوبات جديدة بسبب الصواريخ، قال روحاني إن "كل فعل يقابل برد فعل".
وجاءت تلك الإجراءات بعدما غادر طهران أربعة إيرانيين-أمريكيين، بينهم مراسل "واشنطن بوست" جيسون رضائيان، ضمن صفقة تبادل سجناء مع الولايات المتحدة.
وأعلن عن صفقة التبادل تلك في نفس اليوم الذي بدأ فيه تطبيق الاتفاق النووي.