وجه سياسيون فلسطينيون انتقادت لما اعتبروه سباق مرشحي الرئاسة في الولايات المتحدة لمحاولة كسب أصوات اليهود عبر التعبير عن دعمهم لإسرائيل، لا سيما بوصف
القدس المحتلة بأنها "العاصمة الأبدية لإسرائيل".
وجاءت هذه المواقف تعقيبا على إعلان الملياردير الجمهوري دونالد
ترامب، بأنه سيعمل على نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، وذلك في حال فوزه في
الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
واعتبر ترامب، الذي يعد الأوفر حظا لنيل ترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة المقررة في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبلة، أن "القدس الموحدة هي عاصمة
إسرائيل الدولة اليهودية للأبد".
وأضاف ترامب، في كلمة له أمام المؤتمر السنوي للجنة العلاقات الأمريكية الإسرائيلية "إيباك"، أنه في حال انتخابه فإنه سيستخدم حق النقض في مجلس الأمن ضد كل قرار "لفرض خطة سياسية على الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني".
مخالفة للقانون الدولي
من جانبه، قال أمين مقبول، أمين سر المجلس الثوري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، إن تصريحات ترامب "تهدف إلى كسب أصوات اليهود في الانتخابات الأمريكية".
وأكد، في تصريحات لـ"
عربي21"، أن تصريحات المرشح الأمريكي "مخالفة للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة التي تعتبر مدينة القدس جزءا من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967".
وأشار مقبول إلى أن "ما قاله ترامب هو إنكار للحقوق الفلسطينية؛ وهو ما تعودنا عليه عبر كل الانتخابات الأمريكية، والسباق نحو كسب أصوات اليهود، حتى وإن كان ذلك مخالفا لحقوق الإنسان".
مزايدة
وعلق يحيى موسى، النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن كتلة حركة "حماس" البرلمانية، قائلا: "ليس غريبا على دونالد ترامب وكافة المرشحين الأمريكيين؛ أن يصدر عنهم هذا الخطاب الذي سمعناه اليوم وطيلة العقود الماضية أيضا"، ورأى أن ترامب "يزيد عليها أن الجميع يستشعر أنه مثل الثور الهائج؛ الذي لا ضابط له ولا أفق لاندفاعته وجنونه"، بحسب وصفه.
وأضاف لـ"
عربي21"، أن "المجتمع الأمريكي أصبح يميل نحو العديد من أشكال العنصرية، فكل مرشح يتبارى للوصول إلى كرسي الرئاسة على حساب الدم العربي والفلسطيني".
وعبر النائب الفلسطيني عن اعتقاده بأنه "لا غرابة أن تصدر عن المرشح الأمريكي ترامب الذي يتصرف كمجنون مثل هذه التصريحات؛ لأن الدولة التي ينتمي إليها ترعى أبرز نموذج للعنصرية والإجرام المعاصر، المتمثل في دولة الاحتلال الصهيوني".
اقرأ ايضا: سباق بين مرشحي الرئاسة الأمريكية في مغازلة إسرائيل
وأرجع النائب موسى، تسابق مرشحي الرئاسة الأمريكية على المزايدة على الحقوق الفلسطينية، لغياب "الأب للفلسطينيين والذي من المفترض أن يتمثل في أمة عربية وإسلامية فاعلة، لكن هذه الأمة مجروحة تعيش حالة من الصراع"، واصفا الفلسطينيين بـ"الأيتام على موائد اللئام؛ ودمنا وحقوقنا هي الثمن؛ التي تسفح على مذبح الانتخابات الأمريكية"، بحسب قوله.