قال الكاتب والمحلل السياسي، مايكل ويس، الذي شارك بتأليف كتاب "
داعش: داخل جيش الإرهاب"، إن شبكات تنظيم "داعش" تتسع عبر أنحاء
أوروبا، وأنه جدد التركيز على "استهداف الغرب في الغرب" واستشهد بتوعد زعيم التنظيم أبي بكر
البغدادي، ومهمة سلفه أبي مصعب
الزرقاوي.
وقال مايكل ويس في تصريح لشبكة "CNN"، الثلاثاء: "لديهم شبكات في جميع أنحاء أوروبا التي أعتقد أنها أكثر اتساعا مما يستوعب المسؤولون الأوروبيون".
وأضاف ويس: "كنت قد تحدثت مع أحد المنشقين من داعش في مقابلة في تشرين الأول/أكتوبر.. وتحدثت إليه اليوم. أخبرني أن أعداد العناصر التي أرسلت إلى أوروبا هي أكبر مما يعرفه هو حتى".
وتحدث ويس عن تفجيرات بروكسل، قائلا: "انظروا إلى أهداف اليوم، إنه مطار دولي، لذلك قتلوا أشخاصا ينتمون إلى عدد مجهول من الدول، ويرسل ذلك رسالة إلى كل واحدة من تلك الدول، أن باستطاعتنا ضرب كل واحد منكم كما لو كان على أرضكم. ثم هناك، محطة مترو الأنفاق المزدحمة، والتي هي فعليا تحت أرض مؤسسة أوروبية كبرى تتجاوز الحدود الوطنية".
وأضاف ويس: "كان بإمكانهم قتل البيروقراطيين، أشخاص كان يمكن أن تجرى معهم مقابلات في مرحلة ما على وكالات الأنباء الدولية مثل هذه. إنهم يحاولون توجيه رسالة مفادها أنهم بيننا وينامون في أحيائنا، انظروا إلى صلاح عبد السلام، لقد اعتقل على بعد حي واحد من منزل طفولته"، في إشارة إلى المشتبه به الرئيسي في تنفيذ هجمات باريس واعتقلته السلطات البلجيكية، الجمعة الماضية.
وعلق ويس: "الحرب على الإرهاب ولدت كليشيهات رهيبة مثل القلوب والعقول، والاختباء على مرأى من الجميع، ماذا من المفترض أن نصف ما حدث بغير ذلك؟ إنها ليست فقط قلب أوروبا، ولكنها العاصمة، عاصمة الاتحاد الأوروبي وحلف الشمال الأطلسي. إنه أمر مرعب. أنا آسف، ولكن ليس هناك كلمة أخرى لذلك".
وسجل: "ولكن عمليات داعش الأجنبية، لطالما كانت الدعامة الأساسية لمساعيه، والفرق الآن، هو أن ما تسمى بالخلافة، بدأت تفقد نفوذها على الأرض في شمال سوريا حول كوباني، منذ أكثر من عام، ولذلك جددت التركيز على استهداف الغرب في الغرب".
وتابع الكاتب نقلا عن مصدره: "إن ألمانيا هي هدف داعش المنظور. وتحدثت إلى مسؤولين في الاستخبارات الأمريكية قالوا إن هناك الكثير من الأحاديث والإشارات الاستخبارية عن الرغبة في الذهاب إلى إسبانيا وإيطاليا، وذلك لأسباب رمزية".
وعن رمزية استهداف "داعش" لمواقع في إسبانيا وإيطاليا، قال ويس: "أعلن زعيم داعش، أبو بكر البغدادي، في عام 2014، أنه سيقهر روما، وهي على مقربة من إيطاليا وليبيا حيث خلق داعش موقعا عسكريا قويا وقاعدة تراجعية، وهذا عامل أيضا فيما يتعلق بإسبانيا، إنها الحرب الإسلامية".
واستطرد ويس، قائلا: "إنه الجزء الآخر من إستراتيجيتهم"، وتحدث عن وضوح إستراتيجية وأهداف أبي مصعب الزرقاوي، عندما "ارتكب موجة مدمرة من التفجيرات الانتحارية في فنادق عمان بالأردن، حين فجر ثلاثة فنادق، وقُتل المئات".
وأضاف ويس: "وكان هناك هجوم فاشل بالمواد الكيماوية خطط له تنظيم القاعدة في العراق استهدف عمّان، واعترضتهم وأوقفتهم سلطات المخابرات الأردنية".