رفضت النيابة الإيطالية بروما رواية الأمن
المصري بخصوص مقتل الطالب جوليو
ريجيني، فيما طالب وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني بالحقيقة كاملة، ساعات بعد إعلان الداخلية المصرية عن أن ريجيني كان ضحية شبكة إجرامية.
وأعلنت السلطات السياسية والقضائية الإيطالية عن شكوكها واستيائها بعد تأكيد الشرطة المصرية أن الطالب جوليو ريجيني الذي عثر عليه مقتولا مطلع شباط/فبراير الماضي، كان ضحية شبكة جريمة منظمة تستهدف السياح الأجانب.
وكتب وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني، الجمعة، على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي، بـ"تويتر": "
إيطاليا تصر: نريد الحقيقة".
موقف الخارجية الإيطالية انضاف إليه قرار النيابة العامة الإيطالية، حيث اعتبرت نيابة روما أن ما خلص إليه أخيرا التحقيق المصري مرفوض.
وتشك الصحف الإيطالية والأوساط الدبلوماسية الغربية في مصر بأن يكون عناصر في أجهزة الأمن قد خطفوا الطالب وعذبوه حتى الموت، الأمر الذي تنفيه
الحكومة المصرية بقوة.
رواية مصر
وأكدت الشرطة المصرية الخميس أنها تعرفت على قتلة جوليو ريجيني بعد شهرين من اختفائه، وأعلنت عن مساهمة أفراد الشبكة الإجرامية الأربعة المتورطين في قتله، بعد العثور على جواز سفر الطالب وأغراضه الشخصية في شقتهم.
وأمرت النيابة المصرية في القاهرة السبت، بالحبس الاحتياطي أربعة أيام لأربعة من أقارب أحد أفراد العصابة التي قتلت قوات الأمن أفرادها الأربعة، واتهمتها بالضلوع في قتل وتعذيب الطالب الايطالي.
وكان ريجيني قد فقد أثره في 25 كانون الثاني/يناير في قلب القاهرة وعثر على جثته بعد تسعة أيام ملقاة على جانب طريق سريعة مشوهة وتحمل آثار تعذيب.
إيطاليا تتهم
ورأى مدعي روما جوزيبي بينياتوني في بيان أن "المعلومات التي حصلنا عليها حتى الآن غير مرضية لإلقاء الضوء على مقتل جوليو ريجيني، وبالتالي من الضروري مواصلة التحقيقات".
وقالت مصادر حكومية إن رئيس مجلس الوزراء الإيطالي وعد والدي الطالب بأن إيطاليا ستواصل ممارسة الضغوط على مصر حتى كشف الحقيقة كاملة.
وأضافت هذه المصادر أن "إيطاليا لن تكتفي أبدا بأي شيء يكون أقل من الحقيقة، كل الحقيقة، وإزالة عناصر الغموض والالتباس في هذه القضية".
وقالت رئيسة مجلس النواب لاورا بولدريني في تغريدة على "تويتر": "إن الرواية الأخيرة لمقتل جوليو محبطة وتلقي بالشكوك على نزاهة التحقيقات الجارية في مصر".
ونقلت الصحف الإيطالية عن والدي الطالب قولهما إنهما "يشعران بالأسف والمرارة حيال المحاولة الأخيرة للسلطات المصرية لتضليل التحقيق"، ووصفا ما يجري بـ"الإخراج السيء".
وأكد صديقان للشاب الإيطالي هما محمد السيد وعمر أسعد في حديث نشر السبت في صحيفة "كورييري ديلا سيرا" أن 15 غراما من الحشيش والنظارات التي قالت الشرطة المصرية إنها عثرت عليها بين أغراض ريجيني، لا يمكن أن تكون له.
وريجيني (28 عاما) طالب دكتوراه في جامعة كامبريدج البريطانية، كان يعد في مصر أطروحة حول الحركات العمالية، وأظهر تشريح جثته آثار حروق وكسور وتعرضه للضرب المتكرر وللصعق الكهربائي لأعضائه التناسلية.