كشفت
ياسمين سبل، مضيفة الطائرة
المصرية - التي تعرضت للاختطاف بمطار لارنكا في
قبرص، الثلاثاء - عددا من الأكاذيب التي روجها الإعلام المصري خلال الساعات الأخيرة، حول مختطف الطائرة، سيف الدين مصطفى، ودوافعه لاختطافها.
وأكدت المضيفة أن دوافع المختطف كانت سياسية. وكشفت أنه قدم قائمة بأسماء 63 سيدة مصرية طالب بخروجهن من السجون المصرية، فيما تجنب الإعلام المصري سرد هذا الجانب من الحادثة، حتى لا تجذب الأنظار - وفق مراقبين - إلى انتهاكات نظام حكم رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي في مجال حقوق الإنسان.
وقالت ياسمين سُبل - في تصريحات لقناة "سكاي نيوز عربية" - إنها كانت الشخص المفاوض للخاطف، وإنه أعطاها مظروفا به أوراق، لتسليمه لأحد ممثلي الاتحاد الأوروبي، من خلال كابتن الطائرة.
وكشفت أنها قامت بتصفح المظروف بسرعة، وكان عبارة عن 63 اسم فتاة وسيدة (مصرية) يريد أن يتم إخراجهن من السجون، طالبا مترجمة معينة (بالاسم)، وبالفعل قمت بكتابة اسم المترجمة، وأوصلت المظروف لكابتن الطائرة.
وأشارت إلى أن الخاطف كان هادئا منذ البداية حتى بدا عليه التوتر عند الحديث عن فتح أبواب الطائرة لأنه كان يخشى القتل، كاشفة أنه كان يقول: "أنا صاحب فكر وقضية".
وتابعت أن الخاطف حدد في البداية ثلاثة مطارات للهبوط من ثلاثة بلدان هي قبرص واليونان وتركيا، مشيرة إلى أن كابتن الطائرة عمرو الجمل، هو من حدد الهبوط في مطار لارنكا بقبرص.
وأردفت - في حوارها مع "سكاي نيوز عربية" - أن وسائل الإعلام تناقلت الكثير من الشائعات المغلوطة بما فيها الحديث عن زوجته، وإلقائه ورقة من الطائرة، وأشياء أخرى من هذا القبيل.
وأوضحت أن "سيف الدين مصطفى" طالب في البداية طاقم الطائرة بجمع جوازات السفر الخاصة بالركاب من الأجانب والمصريين، مؤكدا أنه صاحب قضية، ويريد احتجاز الأجانب كوسيلة للضغط.
المضيفة تكتفي للفضائيات المصرية: الدوافع سياسية
لكن المضيفة اضطرت لاحقا في حوارات مع القنوات الفضائية المصرية إلى عدم ذكر هذه الجزئية الخاصة بالسجينات.
ورفضت الكشف عن مطالب الخاطف خلال مداخلة هاتفية لفضائية "النهار"، قائلة إن الكلام في هذا الموضوع ممنوع، ما يشير إلى تلقيها تعليمات بعدم الكشف عن هذا الجانب المتعلق بالمعتقلات من حادثة
الاختطاف.
فأكدت - في اتصال هاتفي ببرنامج "العاشرة مساء"، للإعلامي وائل الإبراشي، عبر فضائية "دريم"، مساء الثلاثاء - أن أسباب الخاطف للاختطاف كانت سياسية، وليست شخصية.
وأردفت أنها قالت لمختطف الطائرة إن كابتن الطائرة يبلغك أنه سينفذ لك كل طلباتك، وعند الهبوط في مطار لارنكا قلت له: "لو عايز تتأكد انظر للخرائط"، فرد عليها قائلا: "أنا عارف كويس، ومش عايز أي خسائر في الأرواح.. أنا صاحب فكر، وقضية".
وفي مداخلة هاتفية ببرنامج "نهار جديد" مع الإعلامية أسماء مصطفى، عبر فضائية "النهار"، قالت المضيفة: "حينما حدث موقف اختطاف الطائرة كنت متواجدة عند كابينة الطيار، طبقا لتوزيع أدوار طاقم الطائرة"، مضيفة: "فوجئنا بورقة تقول إن الطائرة مختطفة، وفي حال عدم تنفيذ الأوامر سيتم تفجير الطائرة، والموقف كان صعبا، ولكن تمت السيطرة عليه".
شهادات الشهود تؤكد رواية المضيفة
وأكدت شهادات عدد من ركاب الطائرة صحة ما قالته المضيفة.
وقال ريمون سمير، أحد الركاب، في برنامج "أنا مصر"، عبر التليفزيون المصري، مساء الثلاثاء، إنهم لم يروا الخاطف مباشرة، لأنه كان في آخر الطائرة، متابعا: "الخاطف ربنا أعطاه حكمة، وما عملش حاجة وحشة، تثير قلق الناس".
وأضاف: "الخاطف شفناه نظرة عابرة، وما تكلمناش معاه، وهو كشخصية عادي جدا زيه زي أي راكب، ركب الطائرة".
وأكد الدكتور إبراهيم سماحة، الراكب الذي لفق الإعلام المصري حادثة الاختطاف إليه في البداية -: "إن مطالب مختطف الطائرة لم تكن محددة"، مضيفا: "مرة يقول أنا عايز اللجوء السياسي، ومرة تانية يطالب بالإفراج عن المعتقلين في مصر".
الأجهزة المصرية تكذب نفسها
واضطرت الأجهزة المصرية إلى التراجع عن أكاذيبها بشأن "سيف الدين".
وذكرت صحيفة "اليوم السابع" أن الجهات المعنية بدأت بالإعداد للملف المطلوب لسيف الدين، الذي يضم المعلومات المتعلقة به، وأبرزها أنه لم يثبت من التقارير الطبية أو روايات أقاربه وجيرانه أنه يعاني من أمراض نفسية أو عقلية، وأنه معروف بتعامله مع الأمور بقواه العقلية، وذلك على خلاف ما ظل الإعلام المصري حريصا على ترديده كذبا بحق سيف الدين خلال الفترة الماضية.
وأضافت الصحيفة أن الملف يحتوي أيضا على سلوكيات "سيف الدين"، وتعامله مع الجيران، وعدم تدينه كما يدعي (لم يدع ذلك)، وقصة زواجه من أجنبية (قيل في البداية إنها قبرصية للاستهلاك المحلي)، وقصة شقيقته "كلمة السر" في حياته، التي كان يتردد عليها ما بين الحين والآخر بمنطقة حلوان في القاهرة، بحسب الصحيفة.
تمديد احتجاز "سيف الدين" في قبرص
وفي سياق متصل، قررت النيابة القبرصية تمديد اعتقال "سيف الدين مصطفى"، ثمانية أيام إضافية لاستكمال التحقيق معه، لاستكمال التحقيق، طالبة من الجانب المصري إرسال ملف كامل عن سيف الدين.
ويشارك وفد مصري - سافر عقب اختطاف الطائرة إلى قبرص - في التحقيقات، فيما أكدت مصادر أمنية، أن المختطف لم يكن يرتدي حزاما ناسفا.
رئيس الوزراء المصري: لا نعرف سبب الحادث
ومن جهته، صرح رئيس الوزراء المصري، شريف إسماعيل، الأربعاء، بأن مطالب مختطف طائرة "مصر للطيران"، تمثلت في لقاء أحد ممثلي الاتحاد الأوروبي، والتوجه لمطار ثالث، مشيرا إلى أنه سيكون هناك تحقيق معه على الفور لمعرفة أسباب قيامه بهذا الأمر، مضيفا: "الموضوع انتهى على خير".