نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا، قالت فيه إن قوى غربية حذرت من وقوع أسلحة
نووية ميدانية طورتها
باكستان في أيدي الإرهابيين، إن لم تقم الدولة بفعل المزيد لتأمين ترسانتها.
ويشير التقرير إلى أن المخاوف بشأن صواريخ باكستان برزت عشية قمة الأمن النووي العالمي في واشنطن، الذي سيناقش تهديد حصول
تنظيم الدولة على مواد نووية، لافتا إلى أن لقاء القمة سيتضمن، ولأول مرة، محاكاة لحصول هجوم إرهابي نووي.
وتذكر الصحيفة أن تنظيم الدولة تحدث بشكل علني عن طموحاته النووية، وذكر باكستان كونها أكثر المصادر احتمالا للحصول على تلك المواد.
ويلفت التقرير إلى أن رئيس وزراء باكستان نواز شريف هو أحد الغائبين البارزين من بين الخمسين زعيما عالميا المتوقع حضورهم للقمة، التي تستمر يومين في واشنطن، بعد إلغاء سفره بسبب الهجمات الإرهابية التي شهدتها لاهور في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، وبدء مواجهة مع قواته المسلحة.
وتبين الصحيفة أن المخاوف تتركز حول احتضان باكستان لجيل جديد من الأسلحة النووية التكتيكية، تهدف إلى صد أي هجوم هندي بري محتمل، حيث ادعت باكستان تطوير أسلحة نووية "دقيقة" لتواجه الإمكانيات التقليدية الأضخم لعدوها اللدود.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية روز غوتيمولر، للحد من التسلح والأمن الدولي في أمريكا، قولها لمجلس الشيوخ، إن أمريكا تحاول إقناع باكستان بفعل المزيد لحماية أسلحتها، وتضيف: "أعلنا عن مخاوفنا، وسنستمر في الضغط عليهم بخصوص ما نعده أمورا مزعزعة للاستقرار متعلقة ببرنامج أسلحتهم النووية الميدانية"، حيث إن المسؤولين البريطانيين يشاركونها المخاوف ذاتها.
وتقول الصحيفة إن واشنطن عملت مع إسلام أباد سابقا لتحسين معايير الأمن بخصوص ترسانتها النووية، مستدركة بأن الثقة تبخرت منذ ذلك الحين.
ويفيد التقرير بأن ما أبرز تهديد استخدام تنظيم الدولة للأسلحة النووية في هجماته الإرهابية، هو اكتشاف الشرطة البلجيكية أن المفجرين الانتحاريين في بروكسل الأسبوع الماضي كانا يراقبان مسؤولا كبيرا يعمل في موقع تخزن فيه كميات من اليورانيوم المخصب إلى درجات عالية، حيث إنه منذ ذلك الوقت تم إلغاء تصاريح دخول 11 عاملا في الحقل النووي، وسط مخاوف من مخطط بناء قنبلة إشعاعية.
وتنقل الصحيفة عن نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي بن رودس، قوله: "رأينا على مر السنين أن منظمات إرهابية مختلفة طمحت للحصول على أسلحة نووية، وهذا ما يجعل هذه القمة مهمة؛ لأن الدول لديها مستويات مختلفة من الأمن في منشآتها، أو في الطريقة التي تتعامل فيها مع المواد النووية".
ويورد التقرير نقلا عن مصادر أمنية قولها إن باكستان طورت رؤوسا نووية يمكن تثبيتها على قنابل مدفعية تقذف على بعد مئات الأمتار بدل مئات الأميال، مشيرا إلى أنه لسهولة نقلها واستخدامها، فإنه يمكن تسليم هذه الأسلحة لقادة عسكريين أقل رتبة من الذين يطورون الأسلحة النووية في العادة، وهذا بحد ذاته يزيد من احتمال تعرض هذه الأسلحة للسرقة، أو أن تسيطر عليها عناصر متطرفة من الجيش الباكستاني.
وتنوه الصحيفة إلى حادثة تمكن تنظيم
القاعدة من تجنيد ضباط من البحرية الباكستانية حاولوا اختطاف فرقاطة عام 2014، لمهاجمة قطع بحرية أمريكية في خفارة في المحيط الهندي، حيث أحبطت العملية بعد تبادل لإطلاق النار، وتفجير انتحاري ذهب ضحيته عشرة متطرفين وضابط بحرية.
وبحسب التقرير، فإن الإرهابيين قاموا أكثر من مرة بمهاجمة منشآت عسكرية في باكستان، مستدركا بأن الحكومة تصر على أن ترسانتها النووية آمنة، مشيرا إلى أنه إذا لم يكن تنظيم الدولة قد حصل على موطئ قدم في باكستان إلى الآن، فإنه بدأ بالتنامي في جارتها أفغانستان.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن رد فعل باكستان على المخاوف الأمريكية يتمثل فيما قاله المسؤول عن ترسانة باكستان النووية سابقا وكبير المستشارين العسكريين حاليا، خالد أحمد قدوي، خلال ندوة أمنية الشهر الماضي، حيث قال: "لا نعتذر عن تطوير الأسلحة النووية التكتيكية.. وهي هنا لتبقى".