شن
وزير الأوقاف المصري، محمد مختار جمعة، حملة شعواء جديدة على جماعة الإخوان المسلمين، وكال لأعضاء الجماعة عشرات النعوت الجارحة، ووصفهم بأنهم سقطوا سياسيا وأخلاقيا؛ بسبب تبنيهم العنف والقتل وسفك الدماء، وأنهم صاروا أصحاب نفوس "مصاصة للدماء"، زاعما أن الإخوان لم يبنوا مسجدا طوال حكمهم.
جاء ذلك في ندوة نظمتها صحيفة "الوطن"، المقربة من نظام رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، الثلاثاء، كاشفا أن وزارته تقوم بالاستعلام أمنيا عن المنتمين للجماعات الإرهابية، قبل العمل في الوزارة، وفق وصفه، ومسجلا، بحسب سخرية نشطاء، رقما قياسيا جديدا من الاتهامات المرسلة والتعميمات الجائرة بحق الإخوان.
وفي البداية، اتهم "جمعة" الإخوان بأنهم "لم يبنوا مسجدا طوال حكمهم، رغم ادعائهم التدين، على حد قوله.. مضيفا: "وفي المقابل نحن أعطينا نماذج للتدين الصحيح وللأسبوع الـ11 على التوالي افتتحنا 110 مساجد على مستوى الجمهورية من ميزانية الوزارة، في إطار خطة الإحلال والتجديد التي تقوم بها الوزارة، حتى فرش المساجد"، على حد قوله.
وهاجم جمعة الرئيس محمد مرسي، فقال: "لم أقرأ في الثقافة الإسلامية أو التاريخ مثل فرعون عندما قال "أنا ربكم الأعلى"، إلا هذا الإعلان الدستوري أو غير الدستوري المكبل الذي أصدره المعزول محمد مرسي، كأنه يقول: "ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد".
جماعة الله المختارة
وزعم "جمعة" أن الإخوان كانوا يقولون: نحن جماعة الله المختارة، لدرجة أن الدكتور محمد الصغير، مستشار وزير الأوقاف في عهد الإخوان قال: "كل من كان مكرما في النظام السابق مهان عندنا"، على حد زعمه.
وذكّر بحصار "هذه الجماعة الغوغائية لمدينة الإنتاج الإعلامي بصورة همجية لم يشهدها تاريخنا المعاصر، أو حصارها للمحكمة الدستورية بغرض شل المنظومة القضائية، في صورة لا تمت للعقل أو الدين بصلة"، على حد وصفه، وذلك على الرغم من أن حصار مدينة الإنتاج الإعلامي كان من قبل حركة "حازمون"، وأتباع الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، وليس الإخوان.
واستمر وزير الأوقاف المصري في هجومه على الإخوان، فقال: "هذه الجماعة ليست على استعداد للتحالف مع "داعش" فحسب، فقد تجاوزت مرحلة هذا الاستعداد إلى مرحلة التحالف مع "داعش والقاعدة" وسائر الجماعات الإرهابية، بل هي على استعداد للتحالف مع الشيطان نفسه، إن لم تكن قد فاقت الشيطان شرا في مجال الكذب والافتراء"، بحسب تعبيره.
وزعم جمعة أن أفكار هذه الجماعة من شأنها أن تشكل خطرا على الفكر الإنساني، وأمن وسلامة العالم واستقراره؛ لأنهم أدوات فرقة لا أدوات وئام، وأبواب فتنة لا أبواب سلام، لا يؤمنون بوطن، ولا بدولة وطنية، وطبعهم الخيانة والغدر والتلون والكذب والنفاق، ثم صاروا أصحاب نفوس مصاصة للدماء، وهم يؤمنون بأن خصومهم ومناوئيهم لا يستحقون الحياة الكريمة، وكأنهم يؤصلون في أذهان أتباعهم وعناصرهم أنهم "جماعة الله المختارة".
وأخيرا، وحول طريقة عمله في وزارة الأوقاف، قال جمعة: "يعنيني التأكد من الولاء الوطني، وعندما نريد فحص أي شخص نستعلم عنه، ولا نعمل في جزر منعزلة، ولا توجد جهة تملي علينا، والمحسوب على تيارات متطرفة ليس له مكان في عملنا الدعوي، ونحن نأخذ القرار الذى يمليه علينا ضميرنا".
وكشف أن عدد أئمة وزارة الأوقاف يبلغ 53 ألف إمام وخطيب معين، مشيرا إلى إعداد كتاب بعنوان "حماية الكنائس في الإسلام".
وفي الختام، لم ينس جمعة كالعادة أن يوجه التحية للسيسي في دعمه لتجديد الخطاب الديني، ودعم الأئمة والأوقاف، والسيطرة على المساجد، وفق قوله.