قام عبد الفتاح
السيسي بزيارة ميدانية لمتابعة أعمال إنشاء مشروعات سكنية وسياحية بمنطقة جبل الجلالة على ساحل البحر الأحمر، في اليوم ذاته الذي شهد مظاهرات حاشدة في معظم المحافظات
المصرية تطالب برحيله؛ احتجاجا على تنازله عن جزيرتي تيران وصنافير الاستراتيجيتين للسعودية.
واصطحب السيسي في جولته عددا من شباب الجامعات والإعلاميين المنضمين للبرنامج التأهيلي للقيادة الذي تنظمه رئاسة الجمهورية، وألقى عليهم كلمة أعاد فيها تأكيد أن الجزيرتين تابعتان للسعودية، كما كرر تحذيراته السابقة من مؤامرات خارجية لهدم الدولة المصرية.
وللمرة الأولى منذ خمس سنوات، شهدت احتجاجات "جمعة الأرض" مشاركة متظاهرين من كل أطياف الشعب المصري تقريبا، في تجمعات سادتها روح تظاهرات 25 يناير 2011 التي أشعلت شرارة الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك.
مخطط جهنمي
وحذر السيسي مما أسماه "مخطط جهنمي" ضد الوطن عبر نشر الإحباط بين المصريين لتحطيم معنوياتهم، مضيفا أنه "مش قلقان من المؤامرات الخارجية، لكنه قلقان قوي من اللي جوه بسبب تخطيط الشياطين".
وأوضح أنه يخشى أن تنجح قوى الشر في إقناع الناس أنه مفيش فايدة بعد ثورتين، مشيرا إلى أن قوى الشر تريد ألا يشعر المصريون بأن هناك إنجازات تتحقق لأنهم يريدون تدمير كل مكونات الدولة.
وأضاف: "أنا بحذركم إن اللى بيتعمل ضدنا هو محاولة لتدمير كل معنويات الدولة، خلوا بالكم من ده كويس".
وتابع السيسي، "أحذر أيضا من محاولة تمزيق نسيج المصريين، علشان الأب والابن يبقوا متخانقين والمجتمع يبقى متقطع، وده علم كبير لتحطيم الدول وجعل العلاقة بين فئات المجتمع ضعيفة، لكن الحمد لله كل المصريين بخير وشباب مصر بخير".
وتابع، موجها حديثه لما أسماها بقوى الشر، "إنتو مش عارفين إننا شعب يقاتل وكل المصريين بخير وشبابها بخير؛ لأن أولادنا أولاد أسر محترمة وشقيانة.
الإعلام لا يظهر الإنجازات!
واشتكى السيسي من عدم إلقاء الضوء على المشروعات القومية التي تنفذها الدولة في وسائل الإعلام المختلفة، قائلا "عندما نفتتح 35 مشروعا في شهرين ولا يتم إلقاء الضوء عليها، فهذا يمثل إحباطا شديدا يصيب المصريين، لأنهم لا يعرفون المشروعات التي تم إنجازها، بالرغم من أن كل اللي شغالين في المشروعات دي معنوياتهم في السما، وأنا أخشى أننا بكده بنقول للمصريين مفيش فايدة، ده اللى فيه ناس عايزة توصل المصريين ليه، وهو ده الانتحار القومي اللى أنا حذرت منه، إن دولة تشعر باليأس فتنتحر".
وشبه السيسي نفسه بالأب اللي بيجري على ولاده ويجيب لهم حاجات حلوة، لكن مراته بتقوله إيه اللي أنت جايبه ده".
وأوضح أن الدولة تعمل على إنجاز 200 مشروع صناعي وزراعي خلال المرحلة المقبلة، مشيرا إلى أن مشروع جبل الجلالة بدأ العمل به منذ عامين ونصف العام، لكنه لم يعلن عنه لأن "فيه ناس وسطنا من أهل الشر ممكن يعملوا أي حاجة".
شعب من اللاجئين
وحول الانتقادات الدولية والمحلية لملف حقوق الإنسان في مصر، قال السيسي : "أنا أقول لكل من يزور مصر من الخارج أليس من حقوق الإنسان أن يحظى المواطن المصري بتعليم وصحة وفرصة عمل جيدة، مضيفا أن50% من الأسر المصرية على قد حالها.
وأضاف أن الذين ينتقدون أداء الحكومة يتناسون أن مصر لم تكن فى أحسن حالاتها، وإلا لما قامت ثورتان احتجاجا على الأوضاع المتردية بها.
وحذر السيسي المصريين من تحولهم لشعب من اللاجئين، ووجه حديثه للشباب قائلا، "إذا كنتم عايزين تحافظوا على مستقبل أبنائكم وأحفادكم اشتغلوا وحافظوا على التسعين مليون مصرى علشان ميضيعوش، وعلشان ميبقاش فيه سيدة ولا بنت تركب مركب للهجرة لأوروبا وإحنا قاعدين".
وأضاف، "والله أنا مبخوفكم، لكن بنقل لكم واقع محتاجين نشوفه صح، إحنا بنبنى بلدنا وهنبنيها وبكرة يا مصريين هتشوفوا، والله العظيم بكرة تشوفوا الدولة دي صح.. الدولة دي تعبت على مدى 50 سنة في كل حاجة وإحنا بنقول يارب عينها".
كيان شبابي لدعم السيسي
وردا على سؤال صحفي حول سعي قائد الانقلاب لإنشاء حزب سياسي يكون ظهيرا له في الفترة القادمة، قال السيسي إنه لا يفضل تأسيس حزب سياسي خوفا من أن تتحول مصر لسياسة الحزب الواحد، داعيا إلى تشكيل كيان شبابي يدعم مصر الفترة المقبلة تحت اسم "دعم مصر".
وقالت رئاسة الجمهورية في بيان لها، تلقت "
عربي21" نسخة منه، أن السيسي تفقد المشروعات السياحية والخدمية والطبية والسكنية التي تنفذها القوات المسلحة بالموقع، بالإضافة إلى مشروع إقامة جامعة الملك عبد الله بن عبد العزيز، وشق طريق يربط جبل الجلالة بالبحر الأحمر.
وأضاف البيان أن السيسي أكد أهمية التصدي لمحاولات من يضمرون للوطن وأهله الشر والسوء، ويودون أن يحبطوا الشعب المصري ويبثوا روح الفرقة والانقسام بين أبنائه.
وحول انتخابات المحليات المقبلة، أكد السيسي أنه طالب الحكومة منذ يومين بتنظيم الانتخابات في موعد مبكر نهاية هذا العام، مشيرا إلى أنه يطالب الشباب بالاستعداد لخوض انتخابات المحليات بقوة.