جدد سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن، الثلاثاء، دعمهم للجهود التي يبذلها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى
اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، من أجل إنجاح
المفاوضات السياسية بين الحكومة اليمنية والمتمردين
الحوثيين.
وكانت وسائل إعلام تابعة للحوثيين والرئيس المخلوع علي الله صالح؛ قد وصفت ولد الشيخ بأنه منحاز لـ"العدوان السعودي"، واعتبرته مظلة للحرب.
وشدد السفراء الخمسة، خلال اجتماع في الكويت، على أن المبعوث الأممي يقف على مسافة متساوية من الجميع ويبذل أقصى جهوده من إنقاذ الدولة اليمنية وحقن دماء اليمنيين والعودة بهم إلى المسار السياسي، معربين عن استنكارهم للحملة الإعلامية التي يتعرض لها ولد الشيخ.
وقدم المبعوث الأممي إحاطة إلى مجلس الأمن، أكد فيها وجود هجوم للمليشيات الحوثية على محافظة تعز اليمنية، في ظل حالة حصار خانقة تتعرض لها المدينة، داعيا جميع الأطراف إلى العودة للمسار السياسي المرتكز على مرجعيات ثلاث، وهي: المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني، والقرار الأممي 2216.
كما حدد المبعوث الدولي خمسة محاور للتفاوض حولها، وهي انسحاب الأطراف المسلحة من كافة المحافظات، وإخلاء مؤسسات الدولة التي تسيطر عليها المليشيات، واتخاذ إجراءات أمنية مؤقتة، وتشكيل لجنة للإفراج عن المعتقلين والمختطفين قسريا، وتسليم السلاح الثقيل والمتوسط للدولة، والعودة إلى المسار السياسي من خلال مفاوضات الكويت التي كان يفترض أن تبدأ أعمالها الاثنين.
وتخلف وفد الحوثيين وصالح عن الحضور إلى الكويت، بحجة استمرار قصف قوات التحالف لمواقعهم العسكرية، وهو ما نفته قيادة التحالف العربي التي أكدت أن القصف جاء نتيجة استمرار خروقات الحوثيين للهدنة العسكرية وقصف المناطق الآهلة بالسكان بقذائف كاتيوشا و"آر بي جي".
وعلمت "عربي21" من مصادر مطلعة أن ولد الشيخ طلب الثلاثاء من الوفد الحكومي المفاوض؛ البقاء في الكويت بانتظار وصول وفد الحوثيين حتى نهاية نهار الأربعاء.
وكان ولد الشيخ قد ثمّن في بيان الاثنين "الجهود الصادقة للوفد الحكومي اليمني"، داعيا الحوثيين إلى أن يجعلوا ذلك حافزاً لهم و"أن تصدق النوايا في مفاوضات جادة قد تحقن دماء المنيين".
وأصدر وفد الحكومة اليمنية بيانا الاثنين؛ أكد فيه التزامه بالمسار السياسي. وقال البيان: "إن الطرف الآخر لم يلتزم بالهدنة، وظل يمارس همجيته ووحشيته على حساب أمن واستقرار المجتمع اليمني"، وفق البيان. الذي دعا المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته أمام ما يحدث في اليمن من انتهاكات.
وأرجع مراقبون تخلف وفد الحوثيين وصالح عن الحضور إلى مفاوضات الكويت؛ إلى عدة أسباب، أهمها: وجود حالة خلاف بين الحوثيين وصالح، إذ يشعر الأخير أن رفاقه "باعوه" للسعودية من خلال ذهابهم إلى مفاوضات سرية منفردة في مدينة أبها
السعودية، تبعها توقيع اتفاق منفرد في مدينة "ظهران الجنوب" بشأن نزع الألغام على الحدود السعودية اليمنية وتبادل الأسرى بين السعودية والحوثيين.
كما يحاول الحوثيون من خلال التخلف عن الحضور إلى إقناع الرأي العام المحلي والدولي بأنهم المسيطرون على الأرض، وليسوا مهرولين نحو مفاوضات قد تنتقص من حقهم في احتكار السلاح، كما يقول مراقبون.
يضاف إلى ذلك، "إيعاز" إيران لحلفائها الحوثيين برفض المفاوضات أو التلكؤ فيها ردا على الإهانة التي تلقتها إيران في بيان مؤتمر الدول الإسلامية في اسطنبول الأسبوع الماضي.