يخيم القلق والتوتر على أجواء المشاورات بين الحكومة
اليمنية ووفد
الحوثيين وحزب المؤتمر الذي يتزعمه علي عبدالله صالح، التي بدأت أمس الخميس في دولة الكويت، في ظل مساعي الأخير لتجاوز المحددات الرئيسية للحوار الذي ترعاه الأمم المتحدة.
وقال الصحفي والمحلل السياسي المتواجد في الكويت، زيد السلامي، إن التلاعب حاضر بقوة من قبل وفد الحوثيين وصالح الذي يحاول الانقلاب على المحاور المتفق إجراء المفاوضات حولها، في مؤشر واضح على عدم رغبتهم في خيار السلام.
وأضاف السلامي في تصريح لـ"
عربي21" أن "تحالف الانقلاب" لم يلتزم بجدول أعمال المحادثات، بل لجأ إلى سياسية المرواغة فيما يخص "تراتبية تنفيذ المحاور" التي ترتكز على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، مؤكدا أنهم "يريدون انتقال النقاش إلى المحور الرابع المتعلق بالحل السياسي، في توجه يتعارض مع القرار الدولي والاتفاقيات السابقة".
وبحسب بيان صادر عن المبعوث الأممي لليمن، إسماعيل ولد الشيخ، فإن جولة المحادثات في الكويت ستشمل خمسة محاور "وقف إطلاق النار، والانسحاب من المدن، وتسليم السلاح، والإفراج عن المعتقلين، وإعادة مؤسسات الدولة".
وحذر من خطورة تلاعب الحوثيين وحزب المخلوع صالح، الذي يهدد بفشل المحادثات، ويقلص فرص الحل السياسي مقابل الخيار العسكري الذي مازال إحدى أوراق الشرعية في حسم مسألة الانقلاب عليها.
ولفت الصحفي السلامي إلى أن الحكومة اليمنية تشدد على الالتزام بالمرجعيات المتمثلة بقرارات مجلس الأمن والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، وبجدول الأعمال المتفق عليه مع الحوثيين وحزب صالح في جنيف2 نهاية العام الماضي.
وينص جدول الأعمال المتفق عليها بين الطرفين، وفقا للسلامي، على "تنفيذ المحاور بالترتيب" بدءا بـ"تسليم السلاح والانسحاب من المدن ومؤسسات الدولة وإطلاق سراح المختطفين السياسيين والعسكريين" لتأتي عقب ذلك مرحلة "استئناف العملية السياسية" من حيث انتهت قبل اجتياح صنعاء من قبل جماعة الحوثيين في أيلول/ سبتمبر من العام 2014، وما تلا ذلك من انقلاب على مؤسسات السلطة الشرعية.
وانطلقت محادثات الكويت، الخميس، بعد تعثر دام ثلاثة أيام، حيث كان من المقرر انعقادها الاثنين، بسبب رفض وفد الحوثي وصالح مغادرة صنعاء بحجة استمرار تحليق طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن.
ميدانيا، يتواصل مسلسل خرق اتفاق وقف إطلاق النار من قبل جماعة الحوثيين وقوات المخلوع صالح في محافظتي مأرب وتعز (شمال شرق وجنوب اليمن)، حسبما ذكرته مصادر في المقاومة.
وقالت مصادر في المقاومة لـ"
عربي21" إن قوات الحوثي وصالح نفذت قصفا مدفعيا عنيفا على عدد من أحياء سكنية ومواقع تابعة لقوات الشرعية في تعز.
واستهدف القصف معسكر للواء 35 مدرع، ومواقع المقاومة في حي ثعبات وقرية الديم في صبر وفي جولة الثلاثين بالضاب غرب المدينة، ما أسفر عن سقوط قتيلين و10 جرحى من رجال المقاومة.
وأشارت المصادر إلى "استمرار الحوثيين وصالح في الدفع بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى محيط مدينة تعز خصوصا حيفان وصبر والوزاعية.
من جانب آخر، أعلنت اللجنة الحكومية لمراقبة وقف إطلاق النار في مأرب تعرضها لإطلاق نار أثناء زيارتها لجبهة المشجح في بلدة صرواح غربي مأرب من قبل مسلحي الحوثي عصر اليوم الجمعة.
وفي بلاغ صحفي، أوضحت اللجنة أنها في تواصل مع لجنة المراقبين التابعة للحوثيين، بتواجدها في الجبهة التي تسيطر عليها قوات المقاومة، مؤكدة أن الاستهداف كان مقصودا من قبلهم في خرق واضح للهدنة.
وبالرغم من أن الاتهامات للحوثيين بخرق الهدنة تكاد تكون شبه يومية، إلا أن لجنتين مشكلتين من طرف الحكومة والحوثيين، اتفقتا الأحد الماضي، على وقف إطلاق النار في محافظة مأرب.