قال المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، الجمعة، إن "جلسة المشاورات بين الأطراف اليمنية بحثت ثلاثة محاور أسياسية هي وقف إطلاق النار، ووضع قواعد أساسية تكون بمثابة ميثاق شرف للمتشاورين، ومسألة تكوين اللجان التي ستنبثق عن هذه المشاورات".
وأضاف ولد الشيخ في مؤتمر صحفي عقده، مساء الجمعة، بالكويت أن الجميع يتمسك بمسألة وقف إطلاق النار وأنه يريد التثبيت الفعلي "كما حدث اليوم في محافظة الجوف اليمنية المحادة للسعودية".
ونفى ولد الشيخ صحة ما يتردد من أنباء عن نقل مشاورات السلام
اليمنية من الكويت إلى أي بلد آخر.
وكان مصدر مقرب من الوفد الحكومي أبلغ "عربي21" أن ولد الشيخ ألمح إلى فكرة نقل اللجنة العسكرية الخاصة بتثبيت وقف إطلاق النار إلى السعودية لقربها من الحدود اليمنية وإمكانية توفير الدعم اللوجستي للجنة وأن وفد الحوثيين أبدى تجاوبا مع المقترح في حين رفض ممثلو الرئيس السابق علي صالح المقترح".
وأضاف المصدر أن ولد الشيخ قال للمتشاورين، إن "فكرة وقف إطلاق النار بين الطرفين الذي رعته السعودية في مدينة ظهران الجنوب مثّل خطوة إيجابية مشجعة".
وتابع المصدر أن ولد الشيخ يمهد لفكرة نقل الجولة القادمة من المشاورات إلى السعودية وأن الحوثيين يحالون استرضاء السعودية بالموافقة على ذلك نتيجة رغبتهم في إيقاف الحرب دون تسليم السلاح، وهو ما يرفضه الجانبان السعودي واليمني بشدة.
لكن ولد الشيخ أكد في مؤتمره الصحفي أن "المشاورات متواصلة في دولة الكويت ونحن مستمرون في هذا الجو الإيجابي وصولا إلى إيجاد حل ملموس وصلب" للأزمة اليمنية. حسب وكالة الأنباء الكويتية.
وردا على سؤال حول موافقة وفد أنصار الله ووفد المؤتمر الشعبي العام على النقاط الخمس التي ترتكز عليها المشاورات قال "إننا متمسكون منذ البداية بأن تكون هذه المفاوضات تحت مظلة القرار الأممي 2216 وهناك برنامج للعمل وخريطة طريق وجدول أعمالنا يتشابه مع النقاط الخمس للوصول إلى صورة موحدة وشاملة وإلى حل شامل وكامل في اليمن".
وعن التعهدات أو الوعود التي قدمت خلال المشاورات بشأن وقف إطلاق النار أوضح أن أن وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في العاشر من أبريل الجاري ونعمل على تثبيته رغم صعوبة مثل هذه الأمور في الحروب.
وقال إنه على الرغم من التحديات على الأرض فإن نسبة الالتزام بوقف إطلاق النار وفق التقارير المحلية ولجنة التهدئة والتنسيق تتراوح ما بين 70 و 80 في المئة من في اليمن.
وأشار
المبعوث الأممي إلى أن جلسة المشاورات اليوم سادتها إجواء إيجابية وجرى خلالها بحث ثلاث نقاط حول تثبيت وقف إطلاق النار والقواعد الأساسية للوصول إلى روح إيجابية وإنشاء اللجان وهو ما سيجري بحثه في الجلسات القادمة.
وذكر أن حدة العنف في اليمن شهدت انخفاضا في وتيرتها وهو ما يبعث على الطمأنينة إلى الجميع ولاسيما الشعب اليمني موضحا أن "هناك ثغرات كبيرة في اتفاق وقف إطلاق النار وسنعمل على معالجتها".
وقال ولد الشيخ أحمد إن من أبرز التحديات "التي تواجهنا كيفية تفعيل لجان التهدئة "من أجل وقف عمليات الاقتتال بشكل كامل في اليمن.
وأكد أن هناك "روحا من الإيجابية لدى وفد أنصار الله ووفد المؤتمر الشعبي العام للتعامل مع النقاط الخمس إلا أنه يوجد لديهم تحفظ حول تثبيت وقف إطلاق النار كما أن الطرف الآخر (وفد الحكومة اليمنية) ملتزم بالنقاط الخمس".
واعتبر جلسة اليوم إحدى أصعب الجلسات لافتا إلى أن هناك جوا من الأخوة والتعاون ساعد في بحث النقاط الأساسية الأخرى.
وأوضح أنه اقترح نشر مراقبين محليين في اليمن لمتابعة اتفاق وقف إطلاق النار على الأرض مجددا دعوته الأطراف اليمنية إلى التعامل بروح تسامحية تسهم في تحقيق السلام في اليمن.
وقال ولد الشيخ أحمد إن هناك دعما دوليا كبيرا لاسيما من أعضاء مجلس الأمن لمشاورات السلام اليمنية في الكويت متوقعا صدور بيان من مجلس الأمن بهذا الشأن.
وكانت مشاورات السلام اليمنية قد استأنفت جلساتها في الكويت اليوم برعاية الأمم المتحدة لاستكمال بحث البنود المطروحة على جدول أعمالها بهدف التوصل إلى صيغة توافقية تساعد في إيجاد حل شامل للأزمة اليمنية.
وشارك في المشاورات المباشرة وفد الحكومة اليمنية ووفد المؤتمر الشعبي العام ووفد أنصار الله لبحث تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 وإمكانية وضع إطار يمهد الطريق لعملية سلمية ومنظمة استنادا إلى مبادرة مجلس التعاون الخليجي ونتائج مؤتمر الحوار الوطني.
وقال ولد الشيخ إنه يتوقع صدور بيان من مجلس الأمن خلال الأيام القادمة للإشادة بمستوى سير المشاورات اليمنية في الكويت.
وأدان عدد من الناشطين السياسيين والإعلاميين اليمنيين تصريحات ولد الشيخ عن "وجود اشتباكات في محافظة تعز نهار، الجمعة، وقال ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي إن "ولد الشيخ يتحدث عن جرائم الحوثيين بلغة ناعمة ويعتبر من يقتلون في منازلهم مع زوجاتهم وأطفالهم أطرافا في اشتباكات مسلحة، مع أنهم قتلى القصف العشوائي الصاروخي والمدفعي للميليشات الحوثية".