قال المحلل
الإسرائيلي سيفر بلوتسكر، إن الحل العملي الوحيد للمشكلة الفلسطينية هو "الخيار الأردني" في إشارة إلى الكونفدرالية الفلسطينية مع الأردن بدلا من حل الدولتين.
وزعم بلوتسكر في مقاله المنشور في صحيفة "يديعوت" الأربعاء، إن غالبية الشعب الفلسطيني غير منجذبين لفكرة الدولة الفلسطينية المستقلة.
واعتبر الكاتب أنه بعد خمسين سنة على احتلال
الضفة الغربية فقد "حان الوقت للعودة إلى الفكرة التي كانت شمعة تنير طريق المعارضين للضم في أواخر الستينيات وبداية السبعينيات، وهذه الشمعة هي الحل الأردني، أو الأردني الفلسطيني".
وأضاف أن "الدلائل على الامتناع الفلسطيني عن تقرير رسمي للمصير بدت واضحة جدا منذ ياسر عرفات وزملائه في قيادة م.ت.ف، ولكنها بُررت بأيديولوجيا التحرر الوطني التي استوعبها كبار رجالات المنظمة في جامعات الكتلة السوفييتية. ومع انحلال الاتحاد السوفييتي فقد انتقلت شعلة حل الدولة الفلسطينية المستقلة في الضفة وغزة سابقا إلى الغرب، التي تبناها بلا تحفظ وبالأساس بلا تعمق في التفضيلات الحقيقية للفلسطينيين".
أما على الجانب الإسرائيلي، فقال إن "إسرائيل، من جهتها، لاحقت بغباء الرموز التي عبرت عن التطلع إلى دولة فلسطينية، بدلا من تشجيعها، ووضعت المصاعب في الطريق لإقامة اقتصاد فلسطيني قابل للعيش، وعندما سلمت الأغلبية الساحقة في السياسة الإسرائيلية أخيرا بحل (دولتين لشعبين) فقد ودعه الفلسطينيون نهائيا، من الناحية العملية".
أما القيادة الفلسطينية الحالية، فلا تظهر بحسب الكاتب أي إشارة لحل سياسي مستقل، وأبرز ملامح غياب الإرادة الفلسطينية هو تنحية رئيس الوزراء السابق سلام فياض المتحمس لفكرة الدولة الفلسطينية، والذي كان يعمل بحكمة لتحقيقها، على الأقل على الصعيد الاقتصادي، خلافا لروح القيادة الفلسطينية، بحسب تعبيره.
وحذر الكاتب من أن استمرار الأمر بهذا الشكل (احتلال إسرائيل للضفة) سيحبط مستقبلا أي انسحاب بسبب ازدياد عدد اليهود المستوطنين في الضفة، إلى جانب أن الزيادة الطبيعية للفلسطينيين ستحقق لهم بلا جهد الأغلبية في "إسرائيل الكاملة"، ما سيجعلها دولة واحدة ثنائية القومية بالاسم فقط وعلى الأرض "دولة إسلامية مع أقلية يهودية كبيرة".
وعن مخاوف الأردن، فقد قال الكاتب إنها مفهومة لكن لا يوجد أي حل آخر في الأفق.