بثت محطة "سي بي أس" الأمريكية شريط فيديو، أظهر مجموعة من الحمير وهي تندب صديقا لها مات.
وتقول المحطة إن البشر تعودوا على رؤية الحمير وهي تظهر عواطفها للبشر، مشيرة إلى أنه في قصة "ويني ذا بو"، كان كل بطل من الحمير فيها يظهر نوعا من التصرفات المثيرة للمشكلات، وفي فيلم "شريك" ظهر الحمار بطلا حساسا وثرثارا، وتتساءل: هل الحمير قادرة في الحياة الواقعية على إظهار العاطفة، الحزن والفرح مثلا؟
وتشير إلى أن هذا ما يكشف عنه فيديو من هولندا يظهر هذه العواطف، التي تشبه عاطفة الإنسان في مناسباته الحزينة والسعيدة.
وتذكر المحطة في تقريرها أنه في شهر آذار/ مارس الماضي، استقبلت مستوطنة للحيوانات اسمها "ستيجينغ دي إزلشوف" حمارا مريضا اسمه برام، حيث قضى حياته مع رجل كان مهملا به، لدرجة أن لم يلتفت إلى معاناته، وعندما تم إنقاذه كانت حوافره قد تضررت بطريقة لا يمكن علاجها، بالإضافة إلى رئتيه.
وتنقل "سي بي أس" عن مؤسسة المستوطنة جاكلين فان دين بيرغ، قولها: "كل ما قدمناه له هو الدواء والرعاية الصحية، وأغدقنا عليه حبنا"، وأضافت: "كنا نعرف أنه مريض، وأن أيامه معدودة".
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن فان دين بيرغ تعرف عن حالات
الحيوانات التي تتعرض لإهمال شديد، حيث إنها خلال السنوات الـ11 التي أنشئت فيها المستوطنة، قامت بإنقاذ حوالي 300 حمار، كانت تعاني من أوضاع يائسة.
وتقول فان دين بيرغ إنها أنقذت الحيوانات من الحمامات ومن شرفات المنازل ومنازل الكلاب، وتضيف أن معظم الحمير كانت تعيش في المروج وحيدة وسط نسيان وإهمال أصحابها، مشيرة إلى أن أظافرها طالت بطريقة لم تعد معها تستطيع المشي، وفي بعض الأحيان لم يكن هناك عشب لتأكله، وترى أنها أصبحت جلدا على عظم، وفي أحيان أخرى يتوفر لها عشب كثير لدرجة أنها أصبحت سمينة.
وتورد المحطة نقلا عن فان دين بيرغ، قولها: "كنت أعثر في بعض الأحيان على مهر (حمار صغير) دون أمه، ويحب الناس مهرات الحمير، لكنها تريد أمها كي تعتني بها وتعلمها لغة الجسد".
ويفيد التقرير بأن الحمير لم تستفد فقط من المستوطنة، لكنها أعطت برام الحياة الجيدة، حيث انتعش بين عائلته التي تبنته من البشر وزملائه الحمير، وعندما لم يعد يحتمل جراحه ومات نعاه رفاقه.
وتقول فان دين بيرغ للمحطة: "جاء يوم لم يعد يستطيع فيه برام المشي، رغم الدواء الذي قدمناه له لعلاج حوافره؛ ولأنه كان مستلقيا على ظهره ضغطت رئتاه عليه، بحيث لم يعد يستطيع التنفس، وكان يشهق ويخنق نفسه".
ويذكر التقرير أنه في ذلك اليوم اتخذت فان دين بيرغ وزوجها القرار الصعب بحقنه بإبرة الموت؛ لتخليصه من آلامه، حيث اكتشفت جثته ملقاة وحولها الحمير وهي تنهق بصوت عال، لافتا إلى أن قائد المجموعة كان حمارا لونه أسود وأبيض اسمه موفيرا، يقود عملية النهيق وندب الرفيق، حيث قام أحد المتطوعين بالتقاط صورة العزاء على الحمار الميت.
وتنقل المحطة عن الباحث في جامعة "كولورادو" مارك بيكوف، الذي شاهد الفيديو، قوله: "يظهر الفيديو أدلة قاطعة على أن الحيوانات تعاني وتعيش حالة الفقد وتندب الميت"، ويضيف: "لا أعرف ماذا كان يدور في رأس وقلب هذه الحيوانات، أو إذا ما كانت تعرف مفهوم الموت الذي يخبرها أن صديقا ذهب ولن يعود، ولا أجد سببا يدعوني للشك أنها لم تكن تندب الحمار الميت، حيث تعرف الحيوانات بالنهيق عندما تعاني من وضع غير مريح أو ألم، وعلى ما يبدو فإن هذه الحمير حزينة".
وينوه التقرير إلى أن بيكوف درس المشاعر لدى الحيوانات، ولاحظ مراسم الندب ذاتها لدى الفيلة والكلاب والثعالب والكلاب والغربان، وحتى طائر العقعق وذئاب البراري، وشاهد طيور العقعق وهي تقف أمام جثة طير من جنسها مات، ثم طارت وجلبت معها ورقا صغيرا من شجر الصنوبر، ووضعته على الجثة.
وتختم "سي بي أس" تقريرها بالإشارة إلى أن فان دين بيرغ لا تشك بما شاهدته من أن الحمير كانت في حالة حزن، حيث تقول: "لم يكن برام هو الحمار الوحيد الذي مات هنا، وكان رد الفعل مشابها دائما".