قال مدير وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول، اليوم الأحد، إن أسعار
النفط ربما تكون قد وصلت إلى أدنى مستوياتها، ولكن ذلك يتوقف على سلامة
الاقتصاد العالمي بحيث لا يكون مبعثا للقلق.
وسجل خام برنت يوم الجمعة أعلى مستوى في 2016 وبلغ 48.50 دولار للبرميل بفضل التفاؤل بانحسار التخمة العالمية، وتضافر ذلك مع ضعف الدولار الذي ساهم في صعود أسعار العقود الآجلة للخام أكثر من 20 دولارا للبرميل منذ أن هوت لأقل مستوى في 12 عاما دون 30 دولارا للبرميل في الربع الأول من السنة.
وقال بيرول على هامش اجتماع وزراء طاقة مجموعة السبع في كيتاكيوشو بجنوب غرب اليابان، إن تراجع الإنتاج بما يزيد على 700 ألف برميل يوميا العام الجاري وتعطل الإنتاج في أماكن من بينها نيجيريا والكويت، قاد الاتجاه الصعودي.
وسئل بيرول عما إذا كانت الأسعار بلغت القاع فأجاب: "قد يكون الحال كذلك ولكنه يتوقف على ما يبدو على الاقتصاد العالمي. في الأحوال الاقتصادية العادية سنرى الأسعار تتجه صعودا وليس صوب الهبوط".
وأضاف: "نعتقد أنه في ظل الظروف العادية قرب نهاية هذا العام.. النصف الثاني من العام أو في 2017 كحد أقصى ستحقق الأسواق توازنا".
وتابع بيرول بأنه يأمل في أن يرى تعافيا في استثمارات المنبع في العام المقبل بعدما تراجعت 40 بالمائة في العامين الماضيين.
وتوقع انخفاض الإنتاج في الدول غير الأعضاء بـ"
أوبك" أكثر من 700 ألف برميل يوميا، وهو أكبر تراجع في نحو 20 عاما.
وقال: "ما نود أن نراه بعد التراجع الكبير في 2015 و2016، أن تتعافى الاستثمارات في 2017 وأن تصل لمستوى 600 مليار دولار مرة أخرى".
وقال بيرول إن تراجع الاستثمارات للعام الثالث سيكون إشكاليا لأسواق النفط إذ قد يقود لقفزة في أسعار الخام وتذبذبا أكبر وهو ليس لصالح المستهلكين.
وأضاف أنه في ظل توقعات نمو الطلب العالمي بواقع 1.2 مليون برميل يوميا العام الجاري، فسيبدأ قريبا السحب من المخزونات العالمية، ما سيسهم في ارتفاع الأسعار.
وقال: "أعتقد أن ثمة اتجاها لتراجع المخزون عالميا كما أن وتيرة تكوين المخزونات تتباطأ بشكل كبير ونتوقع أن يبدأ ظهور تأثير السحب من المخزونات قرب نهاية العام".
وأضاف بيرول أنه رغم ارتفاع أسعار النفط في الآونة الأخيرة فإن تغير الاتجاه النزولي للإنتاج في
الولايات المتحدة يحتاج وقتا.
وقال: "يتوقف الأمر على مدى تعافي الأسعار وإلى متى يستمر مستوى الأسعار".
وأضاف: "تشير تحليلاتنا إلى الحاجة لسعر بين 60 و65 دولارا للبرميل من أجل عكس اتجاه إنتاج النفط الصخري، وهذا يتطلب بعض الوقت لعودة النفط الصخري لأنه يحتاج الكثير من العمل.. أعتقد أن الأمر سيستغرق ما يصل إلى عام واحد لتغيير اتجاه إنتاج النفط الصخري".