غادر زعيم التيار
الصدري مقتدى الصدر، الإثنين،
النجف متوجها إلى
إيران، بعد اقتحام أنصاره لمبنى
البرلمان العراقي وهتافهم ضد إيران وضد نفوذ الجنرال قاسم سليماني في بلدهم، ما أثار جدلا حول دلالة هذه الخطوة.
حدث ذلك فيما تستمر الأزمة السياسية في العراق، والتي يلعب فيها دورا أساسيا عبر المطالبة بالإصلاحات وتغيير الوزراء المرتبطين بالأحزاب المهيمنة على السلطة.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر رسمي في مطار النجف، قوله إن "زعيم التيار الصدري غادر الحادية عشر صباحا، عبر مطار النجف متوجها إلى مطار الإمام الخميني" جنوب طهران.
وأشار إلى أن "الصدر غادر بصحبة رجلي دين على متن طائرة تابعة لشركة طيران إيرانية". ويقع مطار الإمام الخميني إلى الشمال من مدينة قُم الإيرانية.
بدوره، أكد مصدر حكومي رافضا الكشف عن هويته، مغادرة الصدر إلى إيران.
وأعلن الصدر، السبت، اعتكافه عن النشاط السياسي لشهرين إثر فشل مجلس النواب في عقد جلسة للتصويت على وزراء مستقلين ضمن مشروع إصلاحات.
وكان موقع إيراني طالب الصدر بترك السياسة، والاهتمام بالدروس العلمية، في إشارة إلى ضيق إيران من تحركاته، وكان ذلك قبل أن يتطور الأمر بهتاف أتباعه "إيران بره بره"، وضد جنرال إيران الأقوى قاسم سليماني.
واقتحم متظاهرون، غالبيتهم من أنصار التيار الصدري، السبت المنطقة الخضراء (حيث مقر الحكومة ومجلس النواب)، بهدف الضغط البرلمان للموافقة على حكومة من وزراء مستقلين تكنقراط، وإقالة الوزراء المرتبطين بالأحزاب المهيمنة على السلطة.
وقام أنصار التيار الصدري قبل ذلك بتظاهرات واعتصام استمر أسبوعين نهاية الشهر الماضي.
بعض وسائل الإعلام العراقية فسّرت مغادرة الصدر إلى إيران بكونه استدعي من قبل طهران لمحاسبته، فيما شدد مناصروه على أن ذهابه إلى إيران أمر عادي خصوصا أنه يملك منزلا هناك.
ونقل موقع "جنوبية" اللبناني عن "أوساط عراقية محايدة" قولها إن مقتدى الصدر قرر قضاء فترة اعتكافه عن السياسية التي أعلنها في إيران، وتابع مصادر الموقع أن علاقة الصدر بإيران طالما شهدت مدا وجزرا واعتكافات احتجاجية.
ووصفت المصادر ذاتها تصرفات الصدر مع إيران بالمناورات، مشيرة إلى أن آخرها كان قبل عامين عندما سافر مقتدى الصدر إلى لبنان واعتكف في الضاحية الجنوبية حوالي ستة أشهر، احتجاجا على دعم إيران المطلق لخصمه اللدود رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.
وبحسب مصدر عراقي تحدث لـ"
عربي21"، مشترطا عدم الكشف عن هويته، فإن ذهاب الصدر إلى إيران هو "للتفاوض مع إيران بعدما ضغط على أعصابها بما فيه الكفاية خلال الأسابيع الأخيرة"، مضيفا أنه (أي الصدر) "يذهب بموقف قوي، قد يمكنه من فرض بعض شروطه على طهران التي كانت تصر على تبني غريمه المالكي على نحو محسوم".