ملفات وتقارير

السيسي لن يعتذر للصحفيين.. والنقابة تتراجع عن موقفها

السيسي تجاهل أزمة الصحفيين في آخر خطاب له - أرشيفية
أكد إعلاميون مؤيدون للانقلاب أن عبد الفتاح السيسي لن يعتذر للصحفيين، ولن يطيح بوزير الداخلية مجدي عبد الغفار، كما تطالب نقابة الصحفيين.

وكانت النقابة قد أصدرت بيانا، بعد احتشاد الآلاف في جمعية عمومية غاضبة الأربعاء الماضي؛ احتجاجا على اقتحام النقابة واعتقال صحفيين من داخلها، وتضمن البيان عدة قرارات تصدرها اعتذار الرئاسة وإقالة وزير الداخلية.
 
لا تعتذر ولا تساوم

وقال الإعلامي أحمد موسى، عبر برنامجه على قناة "صدى البلد"، إن السيسي لن يعتذر للصحفيين عن اقتحام النقابة، موضحا أن وزير الداخلية كان بجوار قائد الانقلاب أثناء افتتاح موسم الحصاد في منطقة الفرافرة يوم الخميس، وهي رسالة من السيسي بأن الوزير باق في منصبه، ولن يعزل كما يطالب الصحفيون.

ووصف موسى، المقرب من الأجهزة الأمنية، تصعيد الصحفيين أمام الدولة بأنه "هرتلة"، قائلا: الدولة منحت نقابة الصحفيين منذ أيام 45 مليون جنيه لزيادة الرواتب، وأعطتهم شققا وقطع أراض، متسائلا: "هو انت لما تعمل أزمة مع الدولة، هترضى تديك شقق وأراضي بعد كده"؟

وقال الإعلامي تامر أمين، في برنامج على قناة "الحياة"،  إنه كان يخشى أن يعتذر السيسي للصحفيين؛ لأنه لم يخطئ في حقهم، مشيرا إلى أن النيابة العامة أصدرت بيانا قبل يومين أكدت فيه أن الداخلية كانت تنفذ القانون، ولم تخطئ.

وكتب محمود الكردوسي، رئيس تحرير صحيفة الوطن، مقالا بعنوان "سيادة الرئيس.. إياك أن تعتذر"، حذر فيه السيسي من الخضوع للابتزاز أو الإرهاب، مؤكدا أن السيسي هو المستهدف شخصيا.

وأضاف الكردوسي: "لا تفسد شعبيتك بانحياز مجاني لعشرة آلاف صوت انتخابي.. ثلاثة أرباعهم يخطئ في الإملاء والنحو، فما بالك بأخلاق المهنة، اتركهم يمارسون حرية تعبيرهم على أنفسهم، ولا تخشَ أصواتهم العالية، فالناس أصبحوا يكرهونهم، لا تعتذر ولا تساوم ولا تصالح".

النقابة تتراجع

ومع إصرار السيسي على موقفه، وتجاهله للأزمة برمتها، بدأت نقابة الصحفيين تتراجع، حيث أكد يحيى قلاش، نقيب الصحفيين، أن النقابة لا تشترط على السيسي الاعتذار للصحفيين، ولكنها تناشده التدخل لحل الأزمة وإقالة وزير الداخلية، بصفته رئيس الدولة.

وأضاف قلاش، في مداخلة هاتفية على قناة النهار، أن كل من تدخلوا لحل الأزمة حتى الآن ليسوا أصحاب قرار، موضحا أنه رفض تماما الاجتماع مع وزير الداخلية للبحث عن حل للأزمة.

وأعلن جمال عبد الرحيم، سكرتير عام النقابة، أن الأزمة ليست مع الرئاسة حتى يتناولها السيسي في خطابه بالفرافرة، ولكن القضية مع وزارة الداخلية.

ورفض عبدالرحيم وصف ما حدث بأنه تجاهل من السيسي للأزمة، قائلا إن النقابة لا يتجاهلها أحد، وهناك قرارات اتخذتها الجمعية العمومية، والجميع ملتزم بها".
 
مسلسل الاعتذارات توقف

ومنذ تولي السيسي السلطة، اعتذر عدة مرات في مناسبات سابقة، حيث اعتذر لسيدة تعرضت للتحرش في ميدان التحرير عام 2014 في احتفالات توليه الرئاسة، وقال لها: "أنا أعتذر لك ولكل سيدات مصر، وأعدك أن هذه الحوادث لن تتكرر في المستقبل".

كما اعتذر السيسي في تشرين الأول/ أكتوبر 2014 للشيخة موزة والدة أمير قطر تميم بن حمد، بسبب إساءة وسائل الإعلام المؤيدة له، وقال في تصريحات لصحيفة الحياة اللندنية إنه لا يقبل الإساءة إلى المرأة العربية بأي شكل من الأشكال، وطلب من أمير قطر أن يبلغ والدته بالغ اعتذاره لأي إساءة أو إهانة نالت من كرامتها".

كذلك اعتذر قائد الانقلاب للمسيحيين عن الأضرار التي لحقت بعدد من الكنائس، فقال في زيارته للكاتدرائية المرقسية بالعباسية، في كانون الثاني/ يناير الماضي، لتهنئة الأقباط بعيد الميلاد المجيد: "أرجو أن تقبلوا اعتذاري عن التأخر في ترميم وإصلاح ما حرق من كنائس خلال عام 2013، وإن شاء الله السنة القادمة لن تكون هناك كنيسة إلا وقد تم ترميمها".

كما اعتذر عام 2015 للمحامين بعد اعتداء أحد ضباط الشرطة على محام بالحذاء، وقال لهم: "أنا بأقول للمحامين كلهم حقكم علي، وأنا بأعتذر لكم، وبأقول لأجهزة الدولة لازم نخلي بالنا من تعاملاتنا مع بعض، رغم الظروف الصعبة اللي بنمر بيها".

وأخيرا، اعتذر السيسي لإيطاليا في شهر نيسان/ أبريل الماضي عن مقتل الطالب جوليو ريجيني، بعد تعرضه للخطف والتعذيب، وقال خلال استقباله وفدا برلمانيا من حلف شمال الأطلنطي: "إن مصر تبدي عميق الأسف على المستويين الرسمي والشعبي لمقتل ريجيني".