صحافة دولية

بيتر أوبورن: صادق تغلب على أكثر حملة انتخابية "قذارة" ضده

صادق خان
نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني تقريرا للصحفي بيتر أوبورن، تحدثت فيه عن تقدم المرشح العمالي صادق خان، في الانتخابات البلدية في لندن، بالرغم من الدعاية "القذرة" التي قادها حزب المحافظين ضده.
 
ويقول الموقع، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن الاتهامات التي تقدم بها حزب المحافظين ضد خان استمرت حتى قبل الإعلان الرسمي عن فوز صادق خان.
 
وفي هذا السياق، أفاد أندرو بوف، زعيم كتلة حزب المحافظين في مجلس لندن، أن الحملة التي قادها زاك غولدسميث قد تسببت في الكثير من المشكلات والأضرار في العلاقة بين حزب المحافظين والمسلمين في لندن، حيث سعى غولدسميث من خلال حملته إلى اتهام من يدافعون عن وجهات النظر الدينية المحافظة "بالتعاطف مع الإرهاب".
 
ويعد أندرو بوف من أرمق الشخصيات التي تملك مكانة كبيرة لدى المحافظين في لندن، وتمثل أراؤه العشرات من الناشطين والنواب المحافظين، الذين فوجئوا بأسلوب ولهجة زاك غولدسميث التي اعمدها في حملته للفوز بالسلطة في لندن.
 
وأضاف الموقع أن غولدسميث تعمد تشويه سمعة صادق خان، وكرر كثيرا في خطاباته أن صادق خان مسلم وأنه مرتبط بإرهابيين، بهدف ضرب شعبيته في لندن.
  
كما انخرط قادة حزب المحافظين في حملة غولدسميث، فقد ادعى وزير الدفاع، ميشال فالون، أن صادق خان من شأنه أن يهدد سلامة واستقرار وأمن مدينة لندن، في حين ركز ديفيد كاميرون على اتهامات التطرف التي أثيرت حول صادق خان.
 
وذكر الموقع أن كاميرون تجرأ على اتهام سليمان غني، وهو إمام ينتمي إلى دائرة صادق خان الانتخابية، بتأييده لتنظيم الدولة، وذلك في محاولة منه لتشويه صورة حزب العمال في الانتخابات.
 
وقال الموقع إن المقترعين تجاهلوا هذه الحملة ولم يعيروها اهتماما. وقد كان الانتصار الواضح لصادق في الانتخابات إهانة واضحة لزاك ولحملته غير النظيفة، خاصة في لندن، حيث حظي حزب المحافظين بأصوات في اسكتلندا ومختلف أنحاء المملكة المتحدة، ما عدا لندن.
 
واعتبر التقرير أن هذه الحملة ستسجل كأكثر الحملات سوءا وأقلها تماشيا مع الحداثة التي يعيشها العالم اليوم، مثلها مثل حملات تشويه المرشح بيتر تاتشل الذي اتهم بميوله الجنسية المثلية سنة 1983، ومثل الحملة التي قادها حزب المحافظين لاستهداف السود في 1964.
 
ولفت الموقع إلى أن زاك غولدسميث يعتبر رجلا معتدل التفكير، وهذه من المفارقات. فالكثيرون يشهدون أنه رجل محترم ويمتلك سمعة حسنة، لذلك عليه الآن الاعتذار على حملته "القذرة" التي استهدف بها صادق خان لكي يستعيد سمعته في لندن.
 
وأضاف الموقع أن اللندنيين يشعرون بالفخر لاحتضان صادق خان كأول عمدة مسلم، وأن هذه اللحظة ستترك بصمة في تاريخ الديمقراطية، لأن خان فاز بأكبر نسبة ناخبين ممكنة في الديمقراطية البريطانية، وهو ما سيجعله أكثر السياسيين جذبا للأنظار بعد رئيس الوزراء.
 
وفي الختام، قال بيتر أوبورن إن اللندنيين هم من انتخبوا خان وتجاهلوا حملات التشويه التي شنها المحافظون، وأنهم مدعوون الليلة للاحتفال بهذا الحدث العظيم، مضيفا أن ديفيد كاميرون ومعه المحافظون أهانوا أنفسهم بتصرفهم هذا، وأن هذه المناسبة فرصة لتعليمهم اللياقة في ممارسة السياسة ولجعلهم يعيدون التفكير في سلوكهم تجاه صادق خان، الذي لن يتجرأ أحد على المساس بسمعته وشعبيته، بحسب أوبورن.