اتهم عدد من الإعلاميين الموالين لرئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي جماعة الإخوان المسلمين، بالوقوف وراء الحرائق التي شهدتها
مصر خلال الأيام الأخيرة بأماكن متفرقة، سواء في العتبة أم الغورية أم الدرب الأحمر، أم غيرها من سائر المحافظات.
وقالوا إن الإخوان الذين يعملون في وزارتي الكهرباء والتنمية المحلية هم السبب في تلك الحرائق، وإن للإخوان كذلك يدا خفية في الماس الكهربائي، الذي أدى إلى اشتعال بعضها، زاعمين أن الإخوان يرفعون شعار: "يا نحكمكم.. يا نحرقكم".
ورأى مراقبون أن اتهام الإعلاميين للإخوان بارتكاب تلك الحرائق، استباقا للتحقيقات، ومع عدم القبض على إخواني واحد فيها، وأن النيابة العامة لم تذكر شيئا مما ذهبوا إليه، يستهدف الحفاظ على ما تبقى من مؤيدي السيسي، المرتبطين بمشاهدة برامجهم، رغم تحميل المواطنين مسؤولية الحرائق بشكل مباشر للسيسي، ودليل ذلك هتاف باعة الغورية للسيسي: "ارحل".
أحمد موسى: "يا نحكمكم.. يا نحرقكم"
وقال أحمد موسى، في صفحته الشخصية بموقع التدوينات القصيرة "تويتر"، إن "الحرائق في مصر اليومين دول من تدبير جماعة الإخوان، وهما بيقولوا
مصر بتولع"، مختتما بقوله: "بس يا...".
وأضاف في تقديمه برنامج "على مسؤوليتي"، عبر فضائية "صدى البلد": "الإخوان قالوا: يا نحكمكم.. يا نحرقكم".
وأردف أن جماعة الإخوان تنشر على موقعها "الحرية والعدالة" أخبار الحرائق، وأطلقت حملة بعنوان "مصر بتولع"، مشيرا إلى أن حركة 6 إبريل تتحدث على صفحتها الرسمية أيضا عن أماكن الحرائق، قائلة: "شكلها اللي جاية الجيزة".
وطالب موسى بغلق تلك الصفحات على موقع "فيسبوك"، مؤكدا أن "هناك دولا عدة تقوم بحذف الصفحات التي تحرض على الإرهاب.. فلماذا لا يتم ذلك في مصر؟"، وفق تساؤله.
الغيطي: "الإخوان" وراء الحرائق
واتفق محمد الغيطي، مع أحمد موسى، بأن جماعة الإخوان تقف وراء الحرائق التي شهدتها القاهرة بمنطقتي العتبة والغورية.
وزعم الغيطي - في برنامجه "صح النوم" على فضائية "ltc" الأربعاء - أن هناك أجهزة مخابرات في الخارج تمول الجماعة بالمال والسلاح لكي تحرق القاهرة.
وأشار إلى أنه على رأس الدول الداعمة للإرهاب إسرائيل وأمريكا وتركيا وقطر، وأن تويتات الإخوان، وراء حرائق القاهرة، ومعناها: "يا نحكمكم.. يا نحرقكم".
طارق عبد الجابر : "الإخوان متغاظين من إنجازات السيسي"
وأكد طارق عبد الجابر، أنه لا يمكن استبعاد تورط جماعة الإخوان في الحرائق التى حدثت خلال الفترة الماضية، وتصوير الكوارث في اللحظة نفسها، وبثها على الهواء، لإحداث بلبلة في البلاد، قائلا: "من الجائز أن تكون هذه الأفعال مدبرة من أشخاص يريدون عدم الاستقرار للبلد".
وأضاف أن "ما تقوم به الجماعة لا يقلل من قدر مصر، ومش هما دول اللي يهزونا.. والإخوان متغاظين من إنجازات الرئيس السيسي، فعايزين يعملوا أي شيء يخرب الدنيا".
ووصف الشباب، الذي يساعدون الجماعة، ويرسلون ما تلتقطه كاميراتهم لقنوات الإخوان، لبثها، بأنهم "خونة" لأنهم يشوهون صورة البلد، على حد زعمه.
خيري رمضان: سيناريوهان أحدهما الإخوان
من جهته، قال خيري رمضان، إن البعض يرى أن تكرار الحرائق في منطقة العتبة يكشف أن هناك أصابع خارجية، تريد تدمير المنطقة، خاصة بعد انتشار الحريق في المنطقة نفسها بشكل يؤدى إلى استنزاف قدرات رجال المطافئ.
وأضاف - في برنامجه "ممكن"، عبر فضائية "سي بي سي" - أن قنوات الإخوان تحدثت بشكل سيئ عن رجال الحماية المدنية برغم جهودهم في السيطرة على الحرائق الكبيرة، مشيرا إلى أن ذلك يرجح تصور أن هناك أصابع مغرضة تهدف لتدمير الدولة، وتأجيج الأوضاع.
وتابع: "بيننا ناس منتمية في تنظيمات مختلفة ومستخبية وسطينا، وبتلعب أدوارا مختلفة".
وأشار إلى أن الاحتمال الثاني يقول إن الحادث كشف عدم قدرة الحكومة في التصدى والسيطرة على مثل هذه الأحداث، وإن هناك إهمالا أدى لتفاقم الأزمة، موضحا أن الإهمال قد يكون بسبب وجود إخوان في الإدارات المحلية.
وكشف رمضان أن خسائر حريق العتبة قدرها البعض بـ"200 مليون جنيه واحتراق 238 محلا و180 فرشة و6 عمارات، وإصابة نحو 90 شخصا".
وأكد أنه هناك تقصيرا كبيرا من أجهزة الإطفاء، وهذه فرصة مناسبة لمراجعة هذا القطاع وتطويره.
المصريون الأحرار: "الإخوان" تهدف لتعطيل الاقتصاد
وبالتوازي مع الإعلاميين، شارك عدد من الشخصيات الحزبية والسياسية في تحميل الإخوان مسؤولية الحرائق.
وزعم عضو الهيئة العليا لحزب المصريين الأحرار، الذي أسسه رجل الأعمال نجيب ساويرس، أنه لا يقف وراء تلك الحرائق سوى جماعة الإخوان المسلمين.
وقال أحمد العناني، في تصريحات صحفية، إن الحرائق بفعل فاعل ألا وهو الإخوان، مدعيا أن مصلحتهم الأساسية تعطيل عجلة اقتصاد الدولة، ووقف حال أصحاب المعايش.
رئيس اتحاد الشباب: يدهم خفية في الماس الكهربائي
بدوره، قال رئيس اتحاد شباب مصر، أحمد حسني، إن جماعة الإخوان وراء حوادث الحريق المتكررة في القاهرة، زاعما أن أفرادها يستهدفون محلات الأقمشة حتى تكون الخسائر فادحة.
وأضاف حسني - في تصريحات صحفية - أن الإخوان لا يزال لهم يد في بعض الوزارات، وبخاصة وزارة الكهرباء، مشددا على أن معظم حوادث الحرائق الأخيرة، المتسبب فيها الماس الكهربائي، وهو ما يثبت أن الإخوان لهم يد خفية في ذلك.
وأشار إلى أنه يعتقد أن الإخوان وراء ما يحدث في محاولة لتأجيج الأمور قبل 30 يونيو المقبل.
الأباصيري: الجماعة تخطط لإحراق مصر
واستغل هذه الحملة الداعية السلفي المقرب من الأجهزة الأمنية، محمد الأباصيري، للنيل من جماعة الإخوان، فاتهمها بإشعال الحرائق.
وزعم في بيان له الأربعاء، أن الجماعة تخطط لإحراق مصر، وتعطيل مسيرتها نحو النمو والانطلاق الاقتصادى للمستقبل المشرق، والتنمية العظيمة، والخروج من دائرة الفقر.
وأضاف: "مما لاشك فيه أيضا أن للإخوان سابقة في حرق القاهرة في الخمسينيات"، مدعيا أن شباب الإخوان هم من حرقوا القاهرة فيما عرف بحريق القاهرة الشهير في أواخر العصر الملكي، تنفيذًا لمخططات أجهزة الاستخبارات التى كانت، وما زالت، تحركهم لتنفيذ أهدافها الخبيثة، بحسب إدعائه.
حازم عبدالعظيم: اتهام لم يعد منطقيا
وفي المقابل، رفض نشطاء سياسيون تحميل جماعة الإخوان مسؤولية كل إخفاق يقع فيه نظام السيسي لجماعة الإخوان.
وقال رئيس لجنة الشباب بالحملة الانتخابية للسيسي سابقا، الدكتور حازم عبدالعظيم، إنه لم يعد منطقيا اتهام الإخوان بالتسبب في مثل هذه الحوادث، إضافة إلى أن الحديث عن تنظيم الدولة سيكون غير مقنع، مشيرا إلى أن مصر أصبحت تعيش في لغز كبير، فلم يعد متاحا معرفة الأسباب الحقيقية لكل ما يحدث.
وكانت القاهرة والمحافظات شهدت في الأيام الثلاثة الماضية ما يقرب من 20 حريقا أشهرها حريق الرويعي بمنطقة العتبة، الذي التهمت نيرانه ما يقرب من 200 محل تجاري، وتخطت خسائره الـ400 مليون جنيه، واستمر لمدة 18 ساعة متواصلة، إضافة إلى حريق مزرعة نخيل الواحات الذي استمر ساعات عدة، وامتدت نيرانه لمزارع أشجار الزيتون، وغيرها من الحرائق.