لم يكن أمام الشعب
الفلسطيني خيار عام 1948 سوى ترك أراضيه وأملاكه وحمل ما خف حمله من أمتعة، للفرار من توغل العصابات الصهيونية في القرى الفلسطينية والمدن بسطوة السلاح والذبح والمجازر.
وتعد نكبة الشعب الفلسطيني من أفظع النكبات التي سجلتها البشرية في القرن الماضي والتي تسببت بتهجير شعب بأكمله وفقدانه أرضه وتشرده بين عدة دول، إلى درجة أن كل البيوت الفلسطينية اكتوت بنار
النكبة، فما الذي وقع للفلسطينيين في نكبتهم؟
تقول مؤسسة الإحصاءات الفلسطينية، إن العصابات الصهيونية التي صنعت النكبة فعليا عام 1948 بلغ تعدادها 45 ألف مقاتل، وقد تشكلت من عصابات "الهاغاناه والبالماخ والناحال وشتيرن والأرغون".. وعمدت هذه العصابات إلى التمدد في القرى والمدن الفلسطينية عبر مجازر بشعة أودت بحياة آلاف الفلسطينيين كان أشهرها قرى دير ياسين وسعسع وبلد الشيخ.
وأشارت "الإحصاءات" إلى أن المقاتلين الفلسطينيين والعرب في تلك الفترة بلغ تعدادهم 2500 ثائر فلسطيني ممن تبقى من مقاتلي ثورة 1936، التي قمعتها القوات البريطانية والعصابات الصهيونية المتحالفة معها، بالإضافة إلى أربعة آلاف ثائر من عدة دول عربية.. أي أن التكافؤ في القوة كان منعدما والمقارنة بين تسليح الطرفين يرجح كفة العصابات الصهيونية.
وأوضحت أن العصابات الصهيونية قامت باحتلال أكثر من 740 مدينة وقرية فلسطينية أبقت على عدد منها، ووطنت فيه اليهود القادمين من أوروبا بعد طرد السكان الأصليين، بينما قامت بتدمير 531 قرية بالكامل لم يبق من آثار الكثير منها في يومنا هذا أي شيء.
ولفتت "الإحصاءات" إلى أنه وعلى الرغم من صعوبة تحديد العديد الحقيقي للشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا في المجازر المختلفة منذ تحرك العصابات، فإن التقديرات تشير إلى استشهاد أكثر من 15 ألف فلسطيني في نحو 70 مجزرة.
ولعل الأسلوب الأمثل الذي اتخذته العصابات الصهيونية للتخلص من العدد الأكبر من الفلسطينيين وإخراجهم من قراهم ومدنهم دون قتال، كان ارتكاب المجازر في بعض القرى وإيصال أخبارها للقرى الأخرى. وهناك تفيد الإحصاءات بتهجير نحو 800 ألف فلسطيني من عموم الأراضي التي احتلت عام 1948.
ولم يتبق بحسب تقديرات تلك الفترة من الفلسطينيين سوى 154 ألف فلسطيني داخل الأراضي المحتلة عام 1948، جميعهم حصلوا على الجنسية
الإسرائيلية بحكم الأمر الواقع مع إبقائهم مواطنين من الدرجة الثانية تمارس إسرائيل بحقهم العنصرية لكونهم فلسطينيين.
وتلفت إحصاءات تلك الفترة إلى أن 43% من الفلسطينيين الذين تبقوا في الأراضي الفلسطينية (الضفة والقطاع) والتي احتلت لاحقا عام 1967، كانوا لاجئين داخل وطنهم وتم تسجيلهم رسميا في سجلات الأمم المتحدة بصفة لاجئين.
أما القسم الآخر من اللاجئين فقد تم تشريده إلى خارج فلسطين على ثلاث دول رئيسة، الموجة الأكبر منها كانت إلى الأردن، تلتها كل من سوريا ولبنان.
وتشير آخر التقديرات إلى أن عدد الفلسطينيين حول العالم وصل إلى 12 مليون نسمة، ما زال القسم الأكبر منهم في الأردن ولبنان، بينما شهد عدد اللاجئين الفلسطينيين في سوريا تقلصا بسبب الحرب الدائرة هناك بين النظام والمعارضة ولجوء عدد كبير منهم مرة أخرى إلى بلدان أوروبية هربا من الحرب.