بدأ التخبط في تصريحات الجهات الرسمية في
مصر مبكرا، بخصوص تحطم طائرة "مصر للطيران" القادمة من باريس والتي اختفت عن شاشات الرادار فجر اليوم، بعد اجتيازها المجال الجوي
اليوناني.
وسبق للقاهرة الوقوع في سلسلة تخبطات عند وقوع الكوارث الجوية ومحاولة بعض الجهات الرسمية في مصر التنصل من المسؤولية، وهو الأمر الذي سرعان ما ينكشف ويتبين وقوع تقصير رسمي في هذه الحوادث.
حساب شركة مصر للطيران على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قال صباح اليوم نقلا عن مصدر مسؤول، إنه قد "تم الإبلاغ عن طريق البحث والإنقاذ التابع للقوات المسلحة باستقبال رسالة استغاثة من أجهزة الطوارئ بالطائرة".
لكن الناطق باسم القوات المسلحة المصرية العقيد محمد سمير وعلى حسابه الرسمي على موقع "فيسبوك" نفى تصريحات "مصر للطيران" وقال: "في إطار ما تناولته بعض وسائل الإعلام عن حادث اختفاء
الطائرة المصرية.. تؤكد القوات المسلحة على عدم استقبال أي رسائل استغاثة من الطائرة المفقودة".
وعقب نفي الناطق باسم الجيش المصري تصريحات "مصر للطيران" عادت الشركة للتغريد وقالت: "تنفي مصر للطيران جميع البيانات والمعلومات المغلوطة التي تم تداولها منذ الصباح الباكر عن أسباب اختفاء الطائرة المصرية".
وأضاف في تغريدة لاحقة: "نرجو عدم التكهن بموقفها الحالي وسوف نوافيكم بتطورات الموقف أولا بأول".
ونشرت "مصر للطيران" تغريدة صباح اليوم قالت فيها: "فقد الاتصال بطائرة مصر للطيران رقم MS 804 في تمام الساعة 2:30 صباحا بتوقيت القاهرة (00:30 تغ) فوق البحر المتوسط على بعد حوالي 280 كلم من السواحل المصرية وكان من المتوقع أن تصل فجر اليوم".
وهذه ليست المرة الأولى التي يقع فيها تضارب في التصريحات من قبل الجهات الرسمية بمصر في مثل هذه الحوادث إذ سارعت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية إلى كشف هوية مختطف الطائرة المصرية والتي كانت تقوم برحلة داخلية من الإسكندرية للقاهرة قبل نحو شهرين وقالت إن اسمه "إبراهيم سماحة" وتقوم وسائل الإعلام العالمية بنشر اسمه والبحث عن تفاصيله الشخصية وهو مواطن مصري يحمل الجنسية الأمريكية ليتبين أن المختطف شخص آخر يدعى سيف الدين عمر.
وسبق قضية الطائرة المختطفة بقبرص سقوط
الطائرة الروسية العام الماضي والتي رافقتها عاصفة من التصريحات المتضاربة منذ اللحظة الأولى لاختفائها عن شاشات الرادار صباح يوم 31/10/2015.
وأعلنت سلطات الطيران المدني المصرية صباح ذلك اليوم أن الطائرة الروسية التي اختفت عن شاشات الرادار قد غادرت الأجواء المصرية بسلام قبل اختفائها من أجل إخلاء مسؤولية القاهرة من أي حدث وقع لها، لكن السلطات المصرية عادت وقالت إنها فقدت الاتصال معها في شمال سيناء بعد كشف السلطات القبرصية أن الطائرة لم تدخل أجواءها.
واستمر مسلسل التصريحات المتخبطة بخصوص الطائرة الروسية على مدار اليوم حيث قال مسؤولون حكوميون إن الطائرة هبطت في تركيا نتيجة خلل فني بينما كانت بعض الجهات المصرية تتحدث عن بدء العثور على جثث الركاب في صحراء شمال سيناء.
وحسم رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل في حينه تضارب التصريحات وأعلن رسميا سقوط الطائرة شمال سيناء قرب العريش، لكن التضارب عاد مرة أخرى للظهور بعد محاولة السلطات المصرية الحديث عن سقوط الطائرة نتيجة خلل فني ونفي وجود عمل إرهابي، وهو ما دحضته تحليلات الصندوق الأسود من قبل الطرف الروسي الذي اعترف فورا بسماع صوت انفجار في مؤخرة الطائرة.