قال الرئيس
اليمني المخلوع، علي عبدالله صالح، مساء السبت، إن
الوحدة اليمنية لم تأت من فراغ، ولم تكن نزوة عاطفية، أو هرولة نحو المجهول، أو اندفاعا حماسيا غير محسوب النتائج، بل تمت وفق دراسة وبحث عميقين، مرا بمحطات ومنعطفات تاريخية.
وأضاف صالح في بيان له بذكرى مرور 26 عاما على الوحدة بين الشمال والجنوب بأن الوحدة جسدت تطلعات كافة اليمنيين، لكن الظروف الإقليمية والدولية، كان لها دور مهم في إنجازها، ولعل أهمها انهيار الاتحاد السوفيتي والمنظومة الاشتراكية، الذي أجبر قيادة الحزب الاشتراكي الحاكم لدولة
الجنوب، للهروب نحو الوحدة مع الشمال، للنجاة بأنفسهم من المصير الذي حدث للرئيس الروماني تشاوسيسكو".
واعتبر أن "أبرز المحطات التي أسست لمسار الوحدة بين الشمال والجنوب، كانت لقاء وزيري خارجية الشطرين الدكتور حسن محمد مكي والمرحوم سيف أحمد الضالعي، في مدينة تعز الأبية يوم 30 من تموز، يوليو من عام 1968، حيث يعد من أهم اللقاءات التي أعقبت استقلال الجنوبي اليمني بأشهر من الاستعمار البريطاني".
وأكد المخلوع صالح أن "اللقاء الذي جمع قادة الشطرين في صنعاء، عاصمة الشمال حينها، في 12 حزيران/ يونيو من العام 1980 يعد من أهم اللقاءات العملية التي تمخض عنها أهم اتفاق تاريخي بين الجانبين"
وأضاف أن اللقاء خرج بـ "توطيد الأمن والاستقرار في شطري اليمن بكافة الوسائل الممكنة والمتاحة، وعودة المواطنين الراغبين بالعودة إلى أي شطر، وعدم دعم أي نشاط سياسي أو عسكري أو إعلامي مناهض أو مضاد أو معاد لثورتي 26 من أيلول/ سبتمبر، و14 من تشرين الأول/ أكتوبر بداية ستينيات القرن الماضي".
وأشار
علي صالح إلى أنه في الوقت الذي سارت فيه مباحثات الوحدة بين الشمال والجنوب بوتيرة عالية، كانت حدة الصراع بين أجنحة الحزب الاشتراكي الحاكم لجمهورية الجنوب الديمقراطية، تتصاعد، حتى وصل إلى تفجر الوضع في مدينة عدن يوم 13 كانون الثاني/ يناير 1986، مخلفا الآلاف من القتلى الذين جرى تصفيتهم بموجب بطاقة الهوية الشخصية والانتماء المناطقي، بل تم دفن العشرات من العسكريين والمدنيين أحياء بشكل جماعي في حاويات تم اكتشافها عام 2010 في كل من الصولبان والخيسه بعدن".
وامتدح رئيس اليمن الجنوبي السابق علي
سالم البيض، بقوله: "لقد كان من أشد المتحمسين للوحدة وإعادة تحقيقها، وسيذكر له التاريخ أنه كان شجاعا ومقداما في اتخاذ القرار بالموافقة على إعلان الوحدة، على الرغم من معارضة بعض رفاقه في قيادات الحزب الاشتراكي لقيام الوحدة آنذاك".
لكنه سرعان ما عاد وهاجم صالح، "سالم البيض" مؤكدا أنه "تنكر لتاريخه الوحدوي وارتد عن الوحدة مستسلما لإغراءات الأموال الضخمة التي ضخها الأعداء في إطار تآمرهم على اليمن والوحدة".
واتهم الرئيس الجنوبي السابق، "علي سالم البيض، بإشعال حرب الانفصال في صيف 1994، بدعم من النظام السعودي وبعض دول الخليج".
وتطرق مخلوع اليمن إلى نتائج حرب صيف 1994 على خلفية إعلان شريكه في الوحدة التراجع عن هذا الخيار، وقال إن "البيض والداعمين له، منيوا جميعا بهزيمة قاسية تركت في نفوسهم غلا وحقدا كبيرين إلى جانب الإرث التاريخي من الحقد الكامن في نفوسهم على اليمن".
وأوضح أن "أولئك الانفصاليين يعيدون الكرة للقضاء على الوحدة متخذين من الرئيس الحالي، عبدربه
منصور هادي مطية جديدة لتمزيق البلاد، إربا إربا تحت عنوان الشرعية الزائفة التي يستمدها منهم ومن القرار الأممي 2216 وليس من الشعب الذي أنتخبه لمدة عامين فقط".
وأفاد صالح بأن "الوحدة اليوم تتعرض لخطر داهم وكبير ومن نوع آخر لا يستهدفها وحدها فقط، وإنما يستهدف سيادة البلد واستقلاله، وتحويله إلى دويلات وكانتونات متناحرة".
وقال إن "النظام السعودي لا يريد لليمنيين العيش في أرضهم أحرارا بكرامة وعزة، بل يعمل بكل ما أوتي من مال وقوة وغطرسة على إضعاف بلدهم".
وطالب الأمم المتحدة بتحمل مسؤوليتها الأخلاقية والإنسانية بإيقاف العدوان ورفع الحصار عن الشعب اليمني، والمساعدة على نجاح مشاورات السلام الجارية في الكويت، وفرض عقوبات على كل من يعرقل إحلال السلام في اليمن.