قال
الباحث الأمريكي ديفيد شينكر، إن
مصر تتجه نحو "انهيار
اقتصادي"، كاشفا عن تحكم الجيش في العديد من القطاعات، ومشيرا إلى التحديات الاقتصادية التي تواجهها الجمهورية.
وأضاف شينكر، وهو مدير برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن، في مقال نشره على مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، أن مصر لطالما واجهت تحديات اقتصادية، مشيرا إلى أن الوضع تداعى بشكل ملحوظ منذ تولي زعيم الانقلاب،
عبد الفتاح السيسي السلطة بالبلاد، وظهور تنظيم الدولة في الساحة، حيث تراجعت السياحة وعائدات قناة السويس، وكذا تدنت الاحتياطات الأجنبية إلى مستويات خطيرة، "وبلوغ معدل التضخم السنوي نسبة مذهلة قدرها 9 في المائة، وارتفاع معدل البطالة إلى أكثر من 13 في المائة، ووصول العجز في الميزانية إلى حوالي 12 في المائة"، مما سيؤثر سلبا على مالية القاهرة، واستمرار حكومة الانقلاب، واستقرار مصر.
واعتبر الكاتب الأمريكي جهود السيسي لتشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر لن تنفع ما دام لم يعالج مشاكل الاقتصاد البنيوية والأساسية في مصر، وأهمها "الدور المتضخم الذي تؤديه القوات العسكرية في النظام المالي - حيث يسيطر الجيش على ما يقرب من 30 في المائة من الاقتصاد - ودعم المواد الغذائية والطاقة التي تمثل حوالي 20 في المائة من الميزانية السنوية".
وأوضح إلى أنه من القضايا التي تزيد الأمور تعقيدا "ولادة طفل جديد كل تسع عشرة ثانية من الزمن تقريبا، الأمر الذي يشكل نموا سنويا يعادل 2.6 في المائة، وما يعني أن عدد سكان مصر قد يتضاعف ليصل إلى 180 مليون شخص بحلول عام 2050، في الوقت الذي يعيش أكثر من نصف المصريين تقريبا على أقل من دولارين في اليوم".
وأكد الباحث الأمريكي إلى أن السيسي بات يفتقد رأس ماله السياسي في أعقاب "فضيحة" جزيرتي تيران وصنافير التي سلمهما للسعودية مقابل "مساعدة تبلغ 20 مليار دولار تهدف إلى ضمان شراء مصر مشاريع النفط السعودية، فضلا عن بعض التمويل لزيادة القدرة على توليد الطاقة، و1.5 مليار دولار لتحريك بعض التنمية الاقتصادية في شبه جزيرة سيناء".
وشكك في أن مصر ستغتنم "مساعدة" السعودية، مذكرا بتلك التي قدمتها لها كل من الإمارات والسعودية في عام 2013 والتي قدرت بـ20 مليار دولار، حيث "لم تُتعب القاهرة نفسها، وبدلا من اتخاذها قرارات صعبة، أهدرت ثروتها وأضاعت الفرصة لإحداث تغيير حقيقي ومستدام" على حد تعبيره.
وطالب من واشنطن وصندوق النقد الدولي، الذي يستعد لإقراض مصر مليارات الدولارات في الأسابيع المقبلة، "ألا يدعا السيسي يضيع فرصة أخرى"، خصوصا وأن "لمصر سوابق في إرجاء الإصلاحات الاقتصادية".