ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن سيناتورين عينهما المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة الأمريكية عن الحزب الديمقراطي بيرني
ساندرز في لجنة صياغة مبادئ المؤتمر العام للحزب، انتقدا الاحتلال
الإسرائيلي للضفة الغربية وغزة، حيث قالا إن صفوف وكوادر الحزب الديمقراطي لم يعودوا مرتبطين بموقف الحزب التقليدي المؤيد للحكومة الإسرائيلية.
ويشير التقرير إلى أن ساندرز اختار كلا من كورنيل ويست وجيمس زغبي، للمشاركة في صياغة مبادئ اللجنة التي تعبر عن مواقف الحزب العامة أثناء الاجتماع الرسمي للحزب في تموز/ يوليو، في مدينة فيلادلفيا، حيث سيتم فيه اختيار المرشح الرسمي للحزب في الانتخابات الرئاسية، التي ستعقد في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
وتنقل الصحيفة عن الدكتور ويست قوله: "لن يتم تحقيق العدالة للفلسطينيين دون إنهاء الاحتلال"، مشيرة إلى أن ويست يعترف بأهمية تحقيق الأمن لليهود، الذين عانوا لسنوات طويلة من الكراهية، لكنه يرى أن بيان الحزب يجب أن يكون متوازنا، ويعترف بمأساة الشعب الذي يقع تحت الاحتلال.
ويعلق التقرير بأن "وجود زغبي وويست في اللجنة، التي تضم 15 عضوا، بينهم ستة عينتهم هيلاري
كلينتون، وأربعة آخرون عينتهم رئيسة الحزب، لا يعني أن مواقف ممثلي ساندرز ستتفوق، لكن مواقفهما ستؤثر في وحدة الحزب، فيما يتعلق بقضية حساسة تفتح للنقاش العام، خاصة أن كلينتون، المرشحة الأوفر حظا حتى الآن، ستحاول توحيد الحزب واجتذاب الناخبين، الذين لا يريدون انتخاب دونالد ترامب".
وتذكر الصحيفة أن مواقف السيناتورين تعبر عن تحول في الحزب الديمقراطي، الذي يبدو أعضاؤه أقل استعدادا لدعم إسرائيل كما في السنوات السابقة، لافتة إلى أن استطلاعا أجراه مركز "بيو" للدراسات المسحية في نيسان/ أبريل، وجد أن من يعدون أنفسهم ليبراليين في الحزب الديمقراطي لديهم القابلية للتعاطف مع الشعب الفلسطيني أكثر من تعاطفهم مع إسرائيل، بنسبة تبلغ ضعف ما كان عليه الحال قبل سنوات، وأظهر الاستطلاع أن 40% من الليبراليين قالوا إنهم يتعاطفون أكثر مع الفلسطينيين، فيما قالت نسبة 33% إنها تتعاطف مع إسرائيل.
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن ساندرز، وهو يهودي، انتقد الأعمال العسكرية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، وقال إن إسرائيل استخدمت قوة مفرطة في الرد على الصواريخ التي انطلقت من غزة في عام 2014، وأضاف: "كنت دائما ولا أزال أدعم وبنسبة 100% حق إسرائيل في الوجود والعيش بسلام وأمن"، واستدرك قائلا: "لكنني أعتقد أن السلام الدائم في المنطقة لن يتحقق دون معاملة عادلة، واحترام للشعب الفلسطيني، وأعتقد أن معظم الديمقراطيين يتفقون مع هذا الموقف، وسيتم التوصل إلى إجماع قوي في المؤتمر الوطني الديمقراطي".
وتبين الصحيفة أن الدكتور ويست ذهب أبعد من ساندرز، في مقابلة أجراها مراسلا الصحيفة جيسون هورتويز وماغي هيبرمان يوم الأربعاء معه، واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بارتكاب جرائم حرب، وقال إن دور المال واللوبيات يجعل من الصعوبة بمكان إجراء حوار صريح حول إسرائيل، لافتة إلى أن الدكتور ويست، وهو مثقف معروف بأفكاره وتصريحاته الجدلية، ووصف أوباما مرة بأنه "روكفلر الحزب الجمهوري لكن بوجه أسود".
وينوه التقرير إلى أن زغبي، وهو مدير المعهد العربي الأمريكي، وديمقراطي مخضرم، وأحد المنافحين المعروفين عن حقوق الفلسطينيين، عد عمل اللجنة محاولة صحية للإجماع وتحديد المهمة، لكنه يرى أن ساندرز يتمتع بنفوذ فيها، وقال زغبي: "أي تقييم صادق سيقول إن النقاش حول هذا الموضوع قد تغير خلال الـ30 عاما الماضية، وعبرت اللجنة عنه، لكنها ظلت متأخرة، وحان الوقت لتصحيحه"، وأضاف: "من الواضح أن الديمقراطيين يوافقون على هذا، لكن علينا الانتظار".
وتفيد الصحيفة بأنه بالمقارنة مع ساندرز، فإن هيلاري كلينتون لم تظهر بصفتها مرشحة، ميلا لانتقاد إسرائيل، وأكدت أنه من حقها الدفاع عن نفسها، مشيرة إلى أن مستشار كلينتون في شؤون السياسة الخارجية جيك سوليفان، ألمح في بيان إلى أن الشخصيات المعينة نيابة عنها في اللجنة سترفض محاولات ساندرز لحرف مركز النقاش حول إسرائيل، وقال إن "آراء كلينتون حول إسرائيل والعلاقات الأمريكية الإسرائيلية موثقة بشكل جيد، وهي واثقة من أن وفدها سيؤكد تعبير بيان الحزب عنها".
وبحسب التقرير، فإن عددا من الداعين إلى الحفاظ على المواقف الداعمة لإسرائيل عبروا عن مواقفهم بتحفظ، منوها إلى أن نائب رئيس مؤتمر رؤساء المنظمات الأمريكية اليهودية الكبرى مالكوم هوينلين، يرى أن ضم الدكتور ويست يدعو إلى القلق، ويجد أن تعيين النائب المسلم كيث أليسون، الذي دافع عن حقوق الفلسطينيين، قد يدفع الحزب إلى تبني مواقف معادية لإسرائيل، وقال: "بالنسبة لنا، فإن ما يقلقنا هو تضمين مواقف تشرعن، وتضع بشكل محتمل، الرؤية التي تضعف مبادئ العلاقات الأمريكية الإسرائيلية في بيان المؤتمر".
وتورد الصحيفة أن مسؤولين سخروا في مؤتمر الحزب عام 2012، مما ورد في البيان من اعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، مشيرة إلى أن هذا موقف مضاد للموقف الرسمي للولايات المتحدة، الذي يدعو إلى تقرير مصير المدينة من خلال المفاوضات.
وينقل التقرير عن النائب السابق عن ولاية فلوريدا روبرت ويكسلر، قوله: "ما يثير قلقي هو أن بيان المؤتمر ليس المكان الذي تتم من خلاله المرافعة عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني".
وترى الصحيفة أن المناسبة كانت محرجة، خاصة أنها بثت عبر التلفاز، وكشفت عن صدع داخل الحزب تجاه إسرائيل، مشيرة إلى أنه منذ ذلك الوقت، حذر القادة اليهود في الحزب الديمقراطي من أن الاستعداد لانتقاد إسرائيل في صفوف الحزب قد يمثل تهديدا على أمنها في ظل الظروف المضطربة، وقد يؤدي إلى إبعاد الصوت اليهودي عن الحزب.
وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن الدكتور زغبي استبعد هذه الانتقادات، وقال إنها تخويفية، مثل من يقول "إن السماء ستقع"، وقال إن هؤلاء ليسوا موجودين في اللجنة الموكلة إليها صياغة مبادئ المؤتمر.