فجرت شهادة أدلت بها نجلة المرأة المتسببة في حادثة
المنيا، نورا نظير أحمد، جدلا كبيرا حول كون القضية جنائية، تتعلق بالشرف، ولا علاقة للدين بها، عكس ما تعاملت معه أوساط
مصرية، مدعية ارتباطها بالمسيحيين بسبب عقيدتهم.
ونشرت صحيفة "النبأ" المصرية على موقعها الإلكتروني شهادة الطفلة، مساء الأحد، مشيرة إلى أن تلك الشهادة تضع القضية في مسارها الطبيعي، كونها قضية علاقة عاطفية بين رجل وامرأة، أو مما يسمى "قضية شرف"، وليست قضية اضطهاد للمسيحيين في مصر، حسبما يتم الترويج لها في غالبية وسائل الإعلام، وشبكات التواصل الاجتماعي داخليا وخارجيا، وفق "النبأ".
وأكدت الصحيفة أنها سجلت شهادة الطفلة وسط حشود من النساء والرجال بمنزل والدها "بيت العائلة"، نافية تماما استدراج الطفلة للإدلاء بذلك الكلام.
وتُعد شهادة الطفلة ضرورية للاستدلال في قضية تشغل بال الرأى العام، وتقتضي الاستماع إلى شهادة جميع الأطراف، وكذلك النيابات التي تأخذ بشهادة الأطفال في القضايا للاستدلال.
ورأى مراقبون أن هذه الشهادة مهمة للجميع، وتكشف بعضا من غموض القضية، وتضع الجميع أمام مسؤولياته، بعيدا عن التهويل والمبالغة أو التهوين والتقليل من شأنها.
وبحسب مقطع الفيديو، قالت نجلة المتهمة بإشعال نار الفتنة الطائفية بقرية "الكرم" التابعة لمركز أبو قرقاص بمحافظة المنيا في صعيد مصر، إن هناك علاقة عاطفية بين والدتها والمدعو أشرف (الشاب القبطي الذي قيل إن والدته تعرضت للتعري)، وأنها كانت تشاهدها، وهي تقابله عند جدتها.
واستكملت: "قررت الذهاب لجدتي بعد انتهاء الامتحانات فوجدت أمي تجلس علي السرير، وبرفقتها أشرف بملابسهما الداخلية، كما أنه اشترى لها سلسلة ذهبية، وقام باصطحابها وراءه على الموتوسيكل الخاص به".
وأكدت أنها حينما واجهت والدتها بذلك الكلام، ضربتها بكوب على رأسها، وهددتها بأنها إذا تحدثت بهذا الكلام لأحد فسوف تذبحها.
وأردفت نورا (وهي محجبة) بأن والدتها كانت تعطي لوالدها "منوما"، ثم تذهب للقاء الشاب القبطي في منزل أخته.
ويذكر أن تحقيقات النيابة العامة في الحادثة - التي أسفرت عن اعتقال 15 فردا كلهم مسلمون، بتهمة حرق منازل عدد من الأقباط - لم يثبت فيها أحد من الضحايا أو شهود الإثبات أمام النيابة، واقعة تعرية "سيدة المنيا" (والدة الشاب أشرف)، أو الاعتداء عليها.
إلى ذلك، أعاد البابا "تواضروس الثاني" بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، الأحد، التأكيد على رفض الأقباط للتصالح في القضية، مشددا على ضرورة إنفاذ القانون أولا ثم يأتي الصلح بعد ذلك، بحسب وصفه.
وكان الأسقف العام للمنيا، الأنبا مكاريوس، هدد بالسماح للغرب بالتدخل في الأزمة لنصرة الأقباط، في حال فشل السلطات في القبض على الجناة الحقيقيين المتورطين في الأحداث، وتقديمهم للعدالة.
وكانت قرية "الكرم" بمدينة أبو قرقاص شهدت اشتباكات بين المسلمين والأقباط بعد اكتشاف وجود علاقة عاطفية بين امرأة مسلمة وشاب قبطي، ما تسبب في إحراق عدد من منازل الأقباط.
وقالت الكنيسة القبطية إن امرأة مسيحية مسنة تعرضت للاعتداء والتعرية من عشرات الأشخاص الذين طافوا بها القرية بعد تجريدها من ملابسها، ثأرا من ابنها المتهم بإقامة علاقة مع المرأة المسلمة، فيما نفى محافظ المنيا، وعمدة القرية، وشهود على الواقعة أن تكون قد تعرضت للتعرية، أو الطواف بها في الشوارع.
وكان الناشط القبطي وحيد شنودة، شن هجوما على البابا تواضروس، مجددا مطالبته بسحب الثقة منه، ومتهما إياه بالبحث عن "الشو الإعلامي"، وبالفشل في إدارة الكنيسة.
وعلّق شنودة، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، على مكالمة البابا مع المرأة التي قيل إنها تعرّضت للتعرية بالقول: "البابا يطمئن على سيدة المنيا (من النمسا) في شو إعلامي".