بدأت وسائل إعلام مقربة من دولة
الإمارات بالدفاع عن سياسات أبو ظبي في
اليمن، خصوصا في ما يتعلق بالاتهامات الموجهة لها بشكل مستمر من وسائل الإعلام اليمنية بدعم التيار الانفصالي والسيطرة على
الجنوب والعمل على تقسيمه، إضافة إلى فتح الإمارات أبوابها للقيادات الجنوبية الانفصالية.
ونفت مصادر إماراتية الأسبوع الماضي ضلوع الإمارات في إجراءات أو أعمال تسعى لتقسيم اليمن وفصل جنوبه عن شماله، إذ قالت المصادر لموقع "إرم نيوز" الإماراتي إن أبو ظبي ليس لها أي أجندة خاصة تتعارض مع أهداف التحالف العربي ومرجعياته المختلفة، خاصة قرار مجلس الأمن الدولي والمبادرة الخليجية.
ونقل الموقع عن المصادر الإماراتية أن "الخيارات بشأن تسوية الأوضاع السياسية في اليمن هي قرار الشعب اليمين والقوى السياسية المختلفة فيه".
وحاول الموقع الرد على الاتهامات الموجهة للإمارات بدعم مساعي الانفصال وتقسيم اليمن، حيث نشر تقريرا بعنوان "هل تغير موقف الإمارات من اليمن؟"، تحدث فيه عن تركيز وسائل إعلام يمنية ومواقع التواصل الاجتماعي عن الدور الإماراتي في اليمن وخاصة مسألة دعم أبو ظبي للانفصال.
وعلى الرغم من محاولة الموقع تفنيد الاتهامات الموجهة للإمارات بهذا الخصوص إلا أنه قال في نفس الوقت، إن تعليقات جنوبيي اليمن على مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام أعطت إحساسا متزايدا بأن الإمارات قد تدعم رغبة قطاعات عريضة منهم في الانفصال واستعادة كيانهم المستقل.
وقال الموقع الإماراتي إن اهتمام المواطنين الجنوبيين بالأمر تولد تماشيا مع شعور بالتقارب مع الإمارات التي تلعب دورا بارزا في جنوب اليمن، بدءا من مساهمات قواتها ضمن التحالف العربي الذي طرد الحوثيين وقوات صالح، مرورا بجهود إعادة "تطبيع الحياة ومحاربة المتشددين".
وأضاف "إرم نيوز" أن الاهتمام الشعبي الإماراتي بالجنوب قد تزايد أيضا، "في ظل متابعة حثيثة من الإماراتيين لجهود بلادهم في هذا الجزء من اليمن"، بحسب قوله.
ورغم أن التقرير تعرض للحملة الكبيرة في وسائل الإعلام اليمنية ومواقع التواصل الاجتماعي ضد الفريق
ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي؛ لقوله إن "الوحدة اليمنية أصبحت فاشلة"، وإن "جرائم وحرب وسفك دماء ترتكب بسببها وأنه لم يتبق إلا الطلاق" في إشارة منه لانفصال الجنوب عن اليمن؛ إلا أن الموقع لم ينف بشكل واضح علاقة خلفان بالأطر الرسمية لدولة الإمارات.
وكانت وسائل إعلامية تابعة لقوى يمنية جنوبية توقعت الأسبوع الماضي أن الإمارات بصدد إعلان انفصال الجنوب في ذكرى الوحدة، استنادا إلى تعليق من مذيع في تلفزيون أبو ظبي تحدث عن مفاجآت في هذه المناسبة، لكن موقع "إرم نيوز" الإماراتي قال إن هذه التوقعات والتعليقات هي مجرد أمنيات من قوى سياسية جنوبية، أو تهم كيدية للإمارات من أطراف سياسية أخرى، على حد قوله.
وقالت مصادر إعلامية لـ"
عربي21" إن المحاولات الإماراتية لدفع التهم حول علاقتها بالانفصال والتبرؤ من الانفصاليين الجنوبيين جاءت "بسبب شعور السلطات الاماراتية بأن القناعة بسعيها لدعم الانفصال بدأت تتعزز لدى قطاعات واسعة من اليمنيين"، خاصة في ظل أعمال الترحيل المستمرة التي طالت المئات من أبناء تعز والمحافظات الشمالية من مدينة تعز والمحافظات الشمالية من مدينة عدن التي تقع بشكل كامل تحت الإدارة الإماراتية، مؤكدة أن تلك الاجراءات لا يمكن أن تتم دون موافقة ولي عهد أبو ظبي الذي أصبح ملف الجنوب في مقدمة اهتماماته وعين له مبعوثا شخصيا خاصا.
وقال سياسي يمني، طلب من "
عربي21" عدم نشر اسمه، إن الاتصال الذي تلقاه محافظ عدن عيدروس الزبيدي قبل أيام من ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، يدل على مدى اهتمام الإمارات التي تحكم القبضة على عدن والمناطق المجاورة لها، بالوضع هناك.
وأضاف أن اجراءات الترحيل ضد المواطنين الشماليين لم تتوقف حتى الآن، وجاء ذلك متزامنا مع امتناع أبو ظبي عن تهنئة الرئيس اليمني بعيد الوحدة السادس والعشرين، رغم قيام زعماء دول السعودية وقطر والخليج بإرسال تهانٍ بالمناسبة، وهو ما أعطى دلالة واضحة على أن الإمارات تسير باتجاه مخالف لدول تحالف دعم الشرعية في موضوع الوحدة اليمنية.
ولا يبدو أن أبو ظبي مهتمة بتوضيح موقفها حول الوحدة اليمنية بقدر حرصها على القول إن بعض القوى تحاول الصيد في مياه الأزمة لتصفية حسابات خاصة، ومحاولة شق صف التحالف العربي، في إشارة إلى علاقتها بالمملكة العربية السعودية التي تتبنى الوحدة اليمنية وتدعمها وترى أن الدعوة إلى فك الارتباط يُعد عملا خطيرا ومهددا لاستقرار اليمن واستقرار المملكة.
وبحسب المصادر الإعلامية اليمنية، فإن أبو ظبي وجدت نفسها في مرمى النقد الواسع والحاد من قبل قطاع واسع من اليمنيين بسبب الأخطاء التي ترتكبها في المناطق التي تسيطر عليها، كعدن وحضرموت وسقطرى وغيرها، وبسبب تصريحات شخصيات إماراتية دأبت على التهجم على اليمن واليمنيين دون مراعاة حساسية ذلك.