استعرض رئيس الانقلاب بمصر عبد الفتاح
السيسي، حصيلة عامين على حكمه، محذرا مما أسماهم بـ"أهل الشر" من الإساءة لمصر وشعبها، ومن وسائل التواصل الاجتماعي، واتهم الشباب المسجونين على خلفيات معارضتهم لنظام حكمه بـ"غير الوطنيين"، وانتقد نظام الرئيس محمد
مرسي وقال إنه وضع الدولة في "مأزق كبير".
وقال السيسي في حوار مع الإعلامي أسامة كمال، ونقلته مجموعة من الفضائيات
المصرية، الجمعة، إن أهل الشر يسعون للإساءة إلى مصر كشعب ودولة، ويحاولون عرقلة مسيرتها.
وأضاف: "أستعين بهذا اللفظ (أهل الشر) حتى أصفهم بالوصف الحقيقي لهم، لأن ما يفكرون فيه هو الشر.. والمصريون عارفينهم كويس أوي سواء كانوا في الداخل أو الخارج".
ولفت إلى الدعوات التي كانت توجهها مجموعة من القوى للشعب المصري للنزول في احتجاجات ضد نظام الحكم قائلا: "تعملت دعوات كبيرة جدا من قوى كثيرة لتقليب الناس خلال السنوات الماضية، لكن الكتلة الكبيرة والواعية من الشعب كانت تفهم ولم تتحرك أو تستجب لتلك الدعوات".
وأشار إلى أن حجم "المؤامرة" كبير على مصر، مؤكدا أنه مادام الشعب المصري متلاحم فلا خوف على الدولة، غير أنه استدرك قائلا: "نبتدي نقلق عندما نجد المجتمع المصري ليس على قلب رجل واحد".
وحذر زعيم الانقلاب من تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الشباب، وقال إن تحذيره ليس "تخوينا للشباب والمستخدمين، ولكن لعدم معرفة صاحب المنشورات المختلفة". وأضاف أن وسائل التواصل الاجتماعي، رفعت كثيرا من وعي الشباب في الآونة الأخيرة، وأن لا أحد يقدر على أن يضحك على المصريين نهائيا، على حد قوله.
وأكد أن الدولة تسعى لتطوير مفهوم حقوق الإنسان ليشمل الحق في التعليم، والسكن، والصحة، وليس مجرد التعبير عن الرأي فقط، وناشد المجتمع الدولي والمنظمات المدنية إلى الاهتمام بملايين المواطنين المحتاجين لتلبية حقوق الإنسان، وتابع "أنا أقدر مطالبات الجميع في حقوق الإنسان، ولا أستطيع حرمان أي شخص من التعبير عن رأيه، والسنوات الخمس الماضية أكدت وعي المواطن".
السيسي والشباب
وأعرب السيسي عن عدم اتفاقه مع من يقول إن الدولة لا تفهم الشباب المصري ولا تعي متطلباتهم، وقال: "الشباب المصري بخير أوي وواعي وفاهم أوي، ولكننا نريد إعطاءه فرصة أكبر، ومن حقهم علينا أن نسمعهم".
وفيما كان يغضب أو ينزعج من الشباب ومواقفهم قال: "مابزعلش منهم أبدا، وهو فيه حد بيزعل من ولاده، وأنا هنا أتحدث عن الشباب الحقيقيين الذين يريدون الخير لوطنهم، فهؤلاء حقهم عليا أنهم يعرفوا إللي بيحصل، ولو عرفوا هيقفوا جنبي".
وحذر السيسي الشباب من مغبة "تدمير" الدولة من خلال عدم التزامهم بالقانون في أثناء احتجاجاتهم وقال: "كل منا يحب البلد بطريقته الخاصة، لكن لا يجب أن يدمر الحب الدولة".
وفي سؤال عن الشباب المسجونين على خلفية الاحتجاجات، قال إنه نظر في شأنهم ثلاث مرات سابقا، وتعهد بالنظر في ملفاتهم للمرة الرابعة.
وأوضح رئيس الانقلاب أن 90 في المائة من المسجونين خلف القضبان يتعرضون لتهم جنائية، داعيا الشباب كافة للالتزام بالقانون في أثناء تظاهرهم أو اعتراضهم.
وناشد الشعب المصري بدعم الشباب الواعي البناء، "وعدم الانسياق خلف غير الوطنيين" على حد وصفه.
السيسي: هناك محاولات لهدم مؤسسات الدولة
وحذر زعيم الانقلاب من محاولات هدم مؤسسات الدولة من خلال تفكيك كتلها، وقال: "هناك محاولات لاستهداف مؤسسات الدولة خلال الـ10 أشهر الماضية؛ لإضعاف قدراتها ومعنوياتها.. لماذا محاولة النيل من مؤسسات الدولة، بغض النظر عن مستوى الأداء؟".
وأكد أن المصريين تغيروا كثيرا خلال السنوات الماضية، فأصبحوا أكثر قدرة على الفرز والتفرقة بين الخير والشر، قائلا: "المصريون أصبحوا لا يتعاطفون مع أي شخص يتحدث باسم الدين، إلا بعد فرزه جيدا".
الأجهزة الرقابية غير مكبلة
وعن الأجهزة الرقابية إن كانت مكبلة أو لا، قال السيسي إن هذه الأجهزة "غير مكبلة على الإطلاق في مصر"، وأضاف "نعطي كل التشجيع لها ولا نتدخل في شؤونها أبدا، حتى يتعامل مع ملفات الفساد بكل حرية".
وتابع: "غير محملين بأي شي، وإذا كنا عايزين ننجح، فلابد أن نثق في أجهزتنا، مانشكش في نفسنا، ويجب أن نغرس ثقافة التدخل في التفاصيل لدى كل المسؤولين".
السيسي: نظام حكم مرسي لم يكن قادرا على إرضاء المصريين
وعن نظام حكم الرئيس محمد مرسي، علق زعيم الانقلاب بالقول إن "نظام الحكم في تلك المرحلة لم يتفهم بشكل مناسب، ولم يكن قادرا على إرضاء المصريين، كما دخل بفكره في صراع مع الدولة ومؤسساتها، والرأي العام كله، وكنت أرى أنه يضع الدولة في مأزق كبير".
وتابع: "هم مايعرفوش المصريين، فهذا الشعب واع وعظيم، وليس بالقوة يسوده أحد، وحذرتهم أن الناس ستخرج ضدهم، وهذا ما حدث فعلا".
وشدد على أن "مصر دفعت الثمن كبيرا خلال السنوات الماضية، وتمثلت في عمليات تخريب عدة"، وتابع: "حاولنا الإصلاح وإيجاد صيغة للتفاهم، بين الدولة والمجتمع، واستدعينا أنفسنا، وكان ممكن مايبقاش لينا دعوة، ولكن حبنا لشعبنا هو ما دفعنا للإصلاح، لأننا خفنا على الشعب وعلى الوطن من السقوط في الحرب الأهلية".
لكن اللافت في حديث السيسي هو اعتراف بالتخطيط المسبق للانقلاب على مرسي، قبل يوم 3 يوليو/تموز ، حيث قال: "إن ما حدث في 30 يونيو تم الإعداد له قبل ذلك بكثير"، مضيفا: "استدعينا أنفسنا من أجل حبنا لأهلنا وشعبنا (..) كان ممكن ملناش دعوة بالموضوع ده، لكن كنا خايفين على الدولة".
الكهرباء والماء والغاز
وحول شكاوى المصريين من ارتفاع قيمة فواتير الكهرباء والماء والغاز، قال السيسي "شكوتهم على دماغي".
وأضاف السيسي: "أنا عايز أقول للمصريين حاجة وأرجو إنهم مايزعلوش مني.. التكلفة التي تقولون عنها كبيرة، ليست التكلفة الحقيقية التي تُقدم لكم، فالخدمة المقدمة لهم تمثل 60 في المائة من تكلفتها فقط".
وكشف عن أن مصر لديها 30 مليون مشترك للكهرباء، وتابع: "حتى أكون موضوعيا ومنصفا، فنحن لم ننفذ منظومة قراءات مناسبة لكل هؤلاء المشتركين حتى الآن".
وأكد أن الدولة لا تُحصِّل سوى 50 مليار جنيه سنويا من الكهرباء، مضيفا: "مازال هناك جزء ضخم من الدعم مقدم للمصرين ونحتاج إلى ترشيد استهلاكنا بقدر الإمكان؛ لأننا نفتقد إلى تلك الثقافة حتى الآن، بالرغم من أن كل الدول المتقدمة يكون فيها حساب دقيق".
وتابع: "من حقهم إنهم يقولوا اللي هم عايزينه وأنا اسمع لهم، ولكن البناء والتعمير مش سهل وله تكلفة، وإحنا قعدنا سنين طويلة لا نريد دفع تكلفة التعمير.. والدولة لو تقدر تستمر في الدعم دون أن يؤثر على الأجيال المقبلة فهي لن تتردد.. إحنا بنحب شعبنا وهناك مسؤولية تجاه أحفادنا".