هدد
تنظيم الدولة الإسلامية، الأربعاء، بتدمير أهرامات الجيزة في
مصر والتي تعد من أشهر المعالم الأثرية والسياحية في العالم.
ونشر التنظيم مقطع فيديو جديدا، لم يعرف وقت تسجيله، يظهر تفجير معبد "نابو" الأثري في العراق بالكامل، وبعده تعهد بأن يلقى كل من
الأهرامات وتمثال أبو الهول المصير ذاته، حسبما ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
ويعود تاريخ معبد "نابو" العراقي لأكثر من 2500 عام، ويقع بمدينة "النمرود" القديمة بمحافظة نينوى، ويعد من أهم المعالم الأثرية في العراق بما يحتويه من تماثيل ونقوش نادرة.
وفي آخر مشاهد الفيديو الذي بلغت مدته عشر دقائق، ظهرت صورة أهرامات الجيزة، مع تأكيد أحد قادة التنظيم ويدعى "أبو ناصر الأنصاري" أنهم سيهدمون كل آثار "الكفار" ومن بينها الأهرامات، وبوابات "ماشكي" و"أدد" الأثرية بالعراق.
ويعاني قطاع السياحة في مصر من تدهور شديد منذ ثورة يناير 2011، لكن أعداد السياح تقلصت بشدة في العامين الأخيرين بعد تزايد هجمات الجماعات المسلحة على المقاصد السياحية، وأبرزها تفجير طائرة ركاب روسية فوق سيناء كانت تحمل نحو 260 من السياح الروس الذين أنهوا زيارة لمنتجع شرم الشيخ.
وخلال السنوات الخمس الأخيرة، قام تنظيم الدولة بتدمير العديد من المواقع الأثرية التاريخية في سوريا والعراق، والمدرجة على قائمة التراث العالمي وفقا لمنظمة اليونسكو.
ومن بين تلك المواقع الأثرية المدمرة العديد من المعالم الأثرية في مدينة تدمر السورية، من بينها معبد "بعل شمين" الأثري الذي يرجع تاريخه إلى القرن السابع عشر قبل الميلاد.
وفي العراق، دمر التنظيم مقتنيات متحف الموصل الأثرى شمال البلاد، والذي يضم الآلاف من القطع الأثرية التي يعود تاريخها إلى المملكة الآشورية والمملكة الآكادية.
الداخلية مستعدة
من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية المصرية أنها تؤمن جميع المواقع الأثرية والمناطق السياحية في البلاد بشكل كامل، وعلى رأسها أهرامات الجيزة.
ونقلت صحيفة "الشروق" عن مصدر مسؤول في الوزارة،قوله إن الحكومة المصرية تتعامل مع هذه التهديدات بجدية تامة، مشيرا إلى تشديد الإجراءات الأمنية في منطقة الأهرامات، وباقي المناطق السياحية الهامة بعد نشر الفيديو الأخير لتنظيم الدولة.
وأضاف المصدر أن جميع المزارات السياحية في مصر ستظل تستقبل الزوار والسائحين بشكل طبيعي، على الرغم من تكثيف الإجراءات الأمنية بها، موضحا أن هذه الأماكن مراقبة بكاميرات على مدار اليوم، ومن بينها نحو مائتي كاميرا ثابتة ومتحركة لتأمين منطقة أهرامات الجيزة بشكل كامل.
وقللت الداخلية من الفيديو، قائلة إنه يستهدف فقط إثارة حالة من الفزع بين السياح ودفعهم إلى الامتناع عن زيارة مصر، في إطار سعيه لضرب الاقتصاد المصري، بحسب قولها، داعية المواطنين إلى سرعة الإبلاغ عن أي أجسام غريبة أو أشخاص يثيرون الشكوك في المناطق السياحية المختلفة.
توجه جديد
وينشط فرع تنظيم الدولة في مصر بمنطقة شمال سيناء، حيث نفذ خلال السنوات الثلاث الأخيرة مئات الهجمات الدامية التي استهدفت جميعها رجال الجيش والشرطة، كما أنه نفذ بعض العمليات ضد المقاصد السياحية في البلاد، لكن كل الهجمات المسلحة ضد المزارات السياحية في مصر كانت تستهدف السياح فقط دون أي محاولة لتدمير الآثار القديمة التي تشتهر بها البلاد.
وكان زعيم تنظيم الدولة "أبو بكر البغدادي" قد هدد من قبل بتدمير الأهرامات وأبي الهول، في إطار حملة يشنها التنظيم لهدم وإزالة الأصنام والمعالم الأثرية التي يرى أنها تناقض العقيدة الإسلامية.
ونفذت الجماعات المسلحة خلال السنوات الأخيرة العديد من الهجمات على المناطق السياحية والأثرية في مصر.. ففي عام 1997، شن مسلحون إسلاميون هجوما داميا، هو الأكبر حتى الآن، على زوار معبد "حتشبسوت" الفرعوني بمدينة الأقصر، وقتلوا داخله عشرات السياح الغربيين.
وكان آخر هذه الهجمات، استهداف معبد "الكرنك" الأثري في الأقصر جنوب مصر في شهر حزيران/ يونيو من العام الماضي، حيث حاول انتحاري تفجير نفسه وسط زوار المنطقة، لكن قوات الأمن كشفته ليفجر نفسه قبل أن يتمكن من دخول المعبد.