توقع خبراء ومحللون أن تشهد الأسواق العالمية والعربية مزيدا من التقلبات فى تداولات الأسبوع الجاري، لا سيما مع قرب الاستفتاء الذي ستجريه
بريطانيا على عضويتها في الاتحاد الأوروبي.
وتجري بريطانيا الخميس المقبل، استفتاء للمرة الأولى في تاريخها على خروجها أو بقائها في الاتحاد الأوروبي.
على صعيد البورصات والأسواق العربية، قال المحلل المالي محمود عبد الوهاب، إن تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سوف تدفع البورصات العالمية إلى مستويات جديدة من التراجع، وسوف تتبعها في هذا التراجع جميع البورصات وأسواق المال العربية والخليجية.
وأوضح في حديث لـ"
عربي21"، أن غياب المحفزات في البورصات العربية والخليجية إضافة إلى انعدام مستويات السيولة سوف يدفع جميع الأسواق إلى التعاطي والتعامل بشكل مباشر، مع تأثر البورصات العالمية باستفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وقال رائد الخضر، رئيس قسم الدراسات الاقتصادية في مجموعة أمانة كابيتال، إن الأسواق العالمية لا تزال في اتجاه هابط فنيا، وتأثرت سلبا بإبقاء الفيدرالي على أسعار الفائدة عند مستوياتها؛ بسبب اقتراب استفتاء "برديكس"، والتوقعات بانفصال بريطانيا.
وخلال الأسبوع الماضي، تراجع مؤشر "داوجونز" الصناعي 1.1%، وانخفض مؤشر "ستاندرد آند بوزر" الأوسع نطاقاً 1.2%، وهبط مؤشر "ناسداك" 1.9%. وفي أوروبا، تراجع مؤشر "300" ومؤشر "ستوكس 600" بأكثر من 2% ليقتربا من أدنى مستوياتهما في أربعة أشهر.
وأوضح الخضر أن عودة الارتفاعات القوية للجنيه الإسترليني أمام الدولار من أهم العوامل التي أدخلت البورصات العالمية في المنطقة الحمراء مرة أخرى.
ويوم الجمعة الماضية، صعد الإسترليني 1.27% إلى 1.4387 دولار وهو أعلى مستوى له في أسبوع.
وقال منيار هويدي، محلل الأسواق العالمية لدى "برايم كابيتال"، إن القلق الذي أصاب الأسواق الأسبوع الماضي دفع صناديق استثمارية للتسييل والتوجه إلى الذهب الذي ما زال ملاذا آمنا.
وأشار "بنك أوف أمريكا ميريل لينش"، في تقرير نشر له الجمعة الماضية، إلى أن صناديق الأسهم البريطانية سجلت خسارة صافية بلغت 1.1 مليار دولار في أكبر موجة نزوح للأموال في 13 شهرا، وذلك في الأسبوع المنتهي في 15 حزيران/ يونيو الجاري.
وارتفع الذهب بالتعاملات الفورية خلال الأسبوع الماضي 1.8%، بالغا 1298.21 دولار للأوقية (الأونصة).
وتوقع هويدي أن تتخذ الشركات المشغلة لأسواق الأسهم إجراءات احترازية؛ تحسبا لزيادة متوقعة في تقلبات الأسواق خلال الأسبوع.
ويوم الجمعة الماضية قالت "يورونكست" المشغلة لسوق الأسهم الأوروبية، في بيان نشر على موقعها، إنها اتخذت إجراءات قبل الاستفتاء الذي سيُجرى الأسبوع المقبل على عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، ومن أبرزها توسيع أو تعليق حدود الأسعار للأسهم، بدءا من فتح جلسة التداول يوم الاثنين 20 حزيران/ يونيو القادم.
وعن الأسواق الآسيوية، قال علاء الدين فرحان، المحلل لدى "تراست كابيتال" إنه "لا يزال قرار الاستفتاء المؤثر الأكبر بجميع الأسواق والعملات".
وبين فرحان أن المؤشر الرئيس للأسهم اليابانية مؤشر "نيكي"، من الممكن أن يكسر مستويات الدعم عند 15434 نقطة خلال الأسبوع القادم في ظل التوتر القائم بالأسواق.
وعن مؤشر "شنغهاي" المركب، فقد توقع فرحان أن تقلص الصناديق سيولتها بالأسهم الصينية خلال الأسبوع القادم، مع التوقعات بكسر مؤشرها الرئيس مستويات الدعم عند 2800 نقطة.
ونصح فرحان المستثمرين بالانتظار في ظل تلك التقلبات التي قد تحصل بالأسواق، واغتنام الفرصة بالأسهم بعد هدوء الأسواق وذهاب غبار الاستفتاء.