تطرق مركز أبحاث
إسرائيلي نافذ، إلى علاقة تنظيم الدولة بالقضية الفلسطينية، خلال مسيرته الأخيرة بعد الانفصال عن تنظيم
القاعدة، وتأسيسه ما يعرف بـ"الدولة الإسلامية في العراق والشام".
وخلص المركز إلى أن التنظيم لا يولي القضية الفلسطينية اهتماما يذكر.
وفي ورقة تقدير موقف نشرها على موقعه اليوم، استنتج "مركز يروشليم لدراسة المجتمع والدولة"، أنه حتى القضايا المتعلقة بالمسجد الأقصى و"المزاعم" الفلسطينية حول انتهاك إسرائيلي للحرم القدسي، لم تُحدث أي تغيير في موقف التنظيم، الذي يتجاهل القضية الفلسطينية، وفق ما أوردته.
وأشار المركز، الذي يرأس مجلس إدارته دوري غولد، وكيل وزارة الخارجية الإسرائيلية، إلى أن "أدبيات وخطاب التنظيم الجهادي تخلو، إلا في حالات نادرة، من الإشارة إلى إسرائيل والقضية الفلسطينية"؛ منوها إلى أن "إنقاذ الأقصى لا يوجد ضمن سلم أولوياته".
واستدرك المركز بالتنويه إلى أن "بعض المتعاطفين مع
داعش ينفذون أحيانا عمليات ضد أهداف إسرائيلية، لكن التنظيم لا يسارع إلى الإعلان عن مسؤوليته عنها".
وبحسب المركز، فإن هناك ما يدلل على أن التخطيط لعملية "تل أبيب" الأخيرة قد تم من قبل متعاطفين مع تنظيم الدولة يقطنون في جنوب الأردن.
ووفقا لما أوردته الورقة، فإن حقيقة أن أحد منفذي الهجوم من طلاب جامعة "مؤتة" التي تقع جنوب الأردن، وهي المنطقة التي يحظى فيها التنظيم بدعم كبير، يدلل على أن أشخاصا متأثرين بفكر التنظيم وراء العملية.
ويبدو أن المركز قد نظر إلى منطقة الجنوب في الأردن باعتبارها كتلة واحدة، على غرار التقليد الغربي، ولم ينتبه إلى أن الجامعة المشار إليها تقع في مدينة الكرك التي لا يحظى فيها التنظيم بحضور يذكر، خلافا لشقيقتها مدينة معان التي يتوزع ولاء "جهادييها" الكثر بين تنظيم الدولة وتنظيم القاعدة.
وذهب المركز إلى أن عدم مسارعة "الدولة" إلى إعلان مسؤوليتها عن عملية "تل أبيب" يأتي في إطار سياساتها العامة التي تقوم على "تجاهل القضية الفلسطينية".
ومن أجل التدليل على استنتاجه، أشار المركز إلى أن التنظيم سارع إلى إعلان مسؤوليته عن عملية إطلاق النار الجماعي في "أورلاندو" في الولايات المتحدة، في حين كان يتجنب تبني المسؤولية عن أي عمل ضد إسرائيل.
وشدد المركز على أن هناك ما يدلل على أن المنضوين في إطار تنظيم الدولة، يمارسون ضغوطا عليه من أجل إيلاء القضية الفلسطينية اهتماما أكبر، منوها إلى أن قيادة التنظيم تصر على عدم الانشغال بهذه القضية.