نشرت صحيفة "الجورنال" الإيطالية تقريرا؛ تناولت فيه موضوع الراب الإسلامي، هذا النمط الفني الذي أراد كاتب التقرير الخوض فيه، إثر لقائه بآلان، في العاصمة الإيطالية روما. فآلان هو أحد هواة هذا النوع من الفن الذي لفت أنظار العديد من الشباب المهمش في أوروبا، علاوة على نجاحه في العالم الإسلامي، بأسلوبه التأثيري وخطابة مغنييه ومظهرهم.
وفي التقرير الذي ترجمته "
عربي21"، يتحدث الشاب آلان، مغني الراب الإسلامي في روما، عن مسيرته الفنية في هذا اللون الفني الذي اختار أن يعبر من خلاله عن حياته وعن وطنه، إلى جانب الإشارة إلى مدى انتشار هذا الفن في أوروبا.
وأفاد الشاب آلان في التقرير، أن الإقبال على فن الهيب هوب والراب الإسلامي قد تزايد بشكل ملفت في السنوات الأخيرة من جانب المغنين والمتتبعين، لما له من دور في المساعدة على التعبير عن المشاكل الاجتماعية، خاصةً مع تزايد عدد المهاجرين من الجيل الجديد وتصاعد الإحساس بالانتماء للوطن لديهم.
وزعم التقرير أن هذا النمط الفني يستقطب المعزولين عن المجتمع كما أن أغاني الراب الإسلامي تركز كثيرا على فكرة الانتماء الثقافي والديني.
وأشارت الصحيفة إلى أن مغنيي الراب الإسلامي لا يعتلون المسارح العامة ولا يشاركون في المهرجانات الموسيقية أو الملتقيات الكبرى، رغم أن موسيقى الراب والهيب هوب الغربية منتشرة بكثرة وتلقى صدى كبيرا، إضافة إلى أنها طاغية بشكل كبير على المهرجانات العالمية.
وتزعم الصحيفة أن أغاني الراب الإسلامي تؤجج إحساس التمرد والثورة لدى الشباب الذي يعاني بدوره من تهميش المجتمع له من جراء الإحساس بالظلم وعدم التمتع بالحقوق نفسها. بالإضافة إلى ذلك، أفاد آلان أن الدول الأوروبية أصبحت تربة خصبة لأنصار
تنظيم الدولة، الذين يستعملون الراب الإسلامي كغطاء لمحاولاتهم استقطاب الهواة واستغلالهم في نشر الدعوة.
وفي تحليل لهذه الظاهرة، استحضرت الصحيفة أسماء إرهابيين من بينهم الجهادي جون الذي قتل الصحافي الأمريكي جيمس فولي في 2014 والذي فتح الطريق أمام حقبة مثيرة من القتل والمجازر برعاية تنظيم الدولة. فقد كان جون مغني راب معروف في بريطانيا قبل التحاقه بتنظيم الدولة. وتحدثت، أيضا، عن شريف كواشي، منفذ عملية شارلي إيبدو في باريس في 2015، الذي كان يحترف موسيقى الهيب هوب في فرنسا.
وسلط التقرير الضوء على علاقة شغف الشباب بالموسيقى، التي تبعث إلى التفاؤل والحماس بالجهاد، واستحضرت في هذه النقطة شخصية "ديسو دوغ" الرائدة في السياسة الدعائية التي يتبناها تنظيم الدولة، وقد ظهر في العديد من الفيديوهات الداعية لتجنيد الجهاديين الألمان، والتي تكون في الكثير من الأحيان منطلق الهجمات الانتحارية التي شهدناها.
وأضافت الصحيفة أن الثقافة الغربية تعتبر مسؤولة، وبجزء كبير، في تَشَكُل هذا المزيج الذي تتسع رقعته بشكل كبير، في الضواحي والأحياء الفقيرة للمدن الأوروبية الكبيرة. بالإضافة إلى ذلك، يسعى تنظيم الدولة في مخططه إلى التركيز على هواة الراب الذين يطمحون إلى ممارسة هذه الموسيقى، فيتغلغل بسلاسة وراء موسيقى معروفة باللغة العربية، لا تهدد الأمن الدولي، لجذبهم للمشاركة في حملاته الدعوية. وبالتالي، إذا تسرب إرهاب تنظيم الدولة إلى هذه الفئة من الشباب، تكون الدول الأوروبية سبب تطرفهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن
إيطاليا باتت أرضا خصبة لنشر موسيقى الراب باسم الله وباسم الإسلام لاستقطاب وتجنيد إرهابيي ومقاتلي الغد، فقد عرف الراب الإسلامي اليوم ازدهارا في العاصمة روما، أكثر من أي وقت مضى، إضافة إلى مدينة نابولي، حيث تعمل مجموعة من الهواة على صياغة أغان بأسلوب السبعينيات، مكبرين الله فيها، ومشيدين بانتصارات تنظيم الدولة.
وأفادت المجموعة أنها تسعى من خلال هذه الأغاني إلى النهوض بإحساس الأُخوة وتعزيز الهوية الإسلامية التي تجمعهم وتقوية التضامن بين المسلمين، وقد شهدت هذه اللقاءات توافد العديد من الناس الذين اصطحب بعضهم أبناءهم لفضاءات يجتمعون فيها على ذكر الله مضيفين فيها لمستهم الدينية.
وانتهت الصحيفة إلى القول إن الكثير من مغنيي الراب يرون أن هذا الفن هو وسيلة مختلفة للتعبير عن تقاسم المسلمين للقيم ولتسليط الضوء على المعاناة التي يعيشونها، مثل مجموعة "اختلاف" للاجئين الأفغان والتي تستغل الموسيقى، التي تمثل أفضل أشكال التمرد والأمل في عصرنا، للتعريف ببلدهم والمأساة التي يعيشونها وللتعريف بالإسلام الصحيح والمعنى الحقيقي للجهاد، بغرض التصدي للتشويه الذي يلحق بالإسلام وللتأكيد أن الجهاد، بالأساس، هو مساعدة الآخرين والمساهمة في بناء الوطن.