يقول موقع "بازفيد" إن زعيم
حزب العمال جيرمي
كوربين يعيش حالة حصار، من الصحافة ونوابه في البرلمان، وتتعرض قيادته لتحد، حيث لا يكاد ينتهي من مشكلة حتى تظهر له أخرى، وكل كلمة يقولها تفسر بطريقة مختلفة.
ويشير التقرير إلى أن كوربين تمت إحالته إلى وحدة الانضباط في الحزب، بعدما ظهر وكأنه يقارن أفعال الحكومة
الإسرائيلية بسلوكيات
تنظيم الدولة، لافتا إلى أن كوربين كان يتحدث في معرض إصدار تقرير الحزب حول
معاداة السامية والعنصرية، الذي نظمته رئيسة منظمة "ليبرتي" السابقة شامي تشاكرباتي.
ويورد الموقع نقلا عن تقرير الحزب قوله إن "نعوتا مثل (باكي)، و(زيو) يجب ألا يكون لها مكان داخل حزب العمال"، مشيرا إلى أن "باكي" هي كلمة تستخدم لشتم الباكستانيين والآسيويين بشكل عام، و"زيو" هو نعت مقصود به شتم اليهود.
وينقل التقرير عن كوربين، قوله في هذه المناسبة، إنه لا مكان لمعاداة السامية في حزبه، ويضيف: "أصدقاؤنا اليهود ليسوا مسؤولين عن أفعال إسرائيل، أو حكومة نتنياهو، أكثر من مسؤولية أصدقائنا المسلمين عن تلك الأفعال التي ترتكبها ما تطلق على نفسها الدولة الإسلامية".
ويبين الموقع أنه تم انتقاد زعيم حزب العمال مباشرة، حيث قام أحد داعمي الحزب بتقديم شكوى لوحدة الانضباط، التي تقوم بتطبيق معايير وقواعد النظام.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن المؤيد للحزب ريتشارد لو، قوله: "حتى وقت قريب كنت أريده أن يرحل؛ لأنه زعيم عاجز، وأعتقد الآن أنه خطير، وليس على مستقبل حزب العمال فقط، ولو رشح نفسه مرة أخرى فسيكون التصويت إما له أو للحزب".
ويذكر الموقع أن مصدرا في الحزب قال إنه لا يعرف ماذا سيحدث بعد؛ لأن الدعوى غير مسبوقة، مستدركا بأن كوربين نفى أن يكون قد حاول المقارنة بطريقة مباشرة بين الحكومة الإسرائيلية وتنظيم الدولة، وذلك ردا على سؤال وجهه مراسل الموقع، وأجاب: "طبعا، لم أكن أقصد ذلك".
ويفيد التقرير بأن كوربين قال في كلمته إن "نقطة التقرير الرئيسة هي أنك يجب ألا تقول لشخص ما لمجرد أنه يهودي (يجب أن يكون لديك موقف من إسرائيل)، بقدر ما يجب ألا تقول للمسلم (يجب أن يكون لديك موقف من الأفعال الشريرة التي ارتكبها تنظيم الدولة مستخدما اسم الإسلام الجيد)".
وينوه الموقع إلى أن الإعلان عن صدور تقرير تشاكرباتي، كان مناسبة للتضامن مع الأقليات، لكنه وضع أسئلة حول قيادة زعيم الحزب، لافتا إلى أن زعيم حزب العمل الإسرائيلي إسحاق هيرتسوغ رد على ما ورد في تصريحات كوربين قائلا إن "إشارة كوربين بوجود تكافؤ أخلاقي بين إسرائيل وتنظيم الدولة معيب، وغير مقبول، ويعد خيانة لقيم حزب العمال الدولية".
وبحسب التقرير، فإن معهدا مؤيدا لإسرائيل واسمه "بيكوم"، رد على تصريحات كوربين، على لسان مديره جيمس سورين، الذي قال في تغريدة إن تصريحات كوربين "مروعة تماما".
وينقل الموقع عن الناشط العمالي ومدير لجنة "نؤمن بإسرائيل" لوك أكهيرست، قوله: "إن كانت هذه المقارنة مقصودة، فهي مضرة وتحريضية وغير مناسبة، وإن كانت عرضية، فإنه بحاجة للاعتذار، ونشر بيان توضيحي".
ويكشف التقرير عن أن نائبة يهودية غادرت حفل الإعلان عن التقرير، بعدما اتهمها ناشط في منظمة "مومينتوم" بأنها تعمل يدا بيد مع صحافي، مشيرا إلى أنه تم إنشاء "مومينتوم" العام الماضي؛ لتعزيز فرص نجاح كوربين، وهي تدافع اليوم عن قيادته.
وكان كوربين قال في كلمته: "معاداة السامية الحديثة قد لا تكون دائما تعبيرا عن عنف صريح واضطهاد، مع وجود الكثير من هذا حتى اليوم، وعلينا أن نكون حذرين من مظاهر هذه الكراهية الكريهة والقديمة، وتجنب الوقوع في المصيدة، عرضا أم قصدا".
وفي الساق ذاته علقت صحيفة "إندبندنت" البريطانية قائلة إن الكثير من الحاضرين فهموا كلام كوربين بأنه مقارنة مباشرة بين تنظيم الدولة والحكومة الإسرائيلية، مشيرة إلى أن معارضي كوربين العماليين انتهزوا فرصة كلامه لشن حملة عليه.
ويشير التقرير إلى أن عضو المجلس المحلي في ويمبلي سام ستورب، قال إن كوربين قارن بين تنظيم الدولة وإسرائيل "ولهذا السبب عليه الاستقالة".
وتذكر الصحيفة، بحسب ما ترجمته "
عربي21"، أن داعمي كوربين قالوا إنه كان يتحدث صراحة عن ضرورة عدم تحميل المسلمين واليهود أفعال جماعات ودول تزعم أنها تمثلهم، أو انتقادهم بطريقة ظالمة.
وينقل التقرير عن متحدث باسم كوربين قوله إنه "كان يتحدث بوضوح بأنه يجب عدم تحميل الناس مسؤولية أفعال دول ومنظمات حول العالم، بناء على دينهم أو عرقهم".
وتفيد الصحيفة بأن قرار الحزب بإجراء تحقيق، فيما زعم أنه عداء للسامية في صفوف الحزب، جاء بعدما كشف عن تعليقات كتبتها نائبة برادفورد ناز شاه، عن إسرائيل، بالإضافة إلى تصريحات عمدة لندن السابق عن دعم هتلر للصهيونية.
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن تشاكرباتي أوصت بعشرين توصية، لكنها لم توافق على حظر مدى الحياة لأعضاء الحزب الذين تثبت بحقهم مثل هذه التهم.