حذّر الزعيم الإيراني علي أكبر
هاشمي رفسنجاني ورئيس مجلس تشخيص مصلحة
النظام الإيراني من غرق سفينة الثورة الإيرانية.
وقال رفسنجاني، خلال لقائه مع بعض النخب والمسؤولين في البلاد، إن عقلاء القوم "يجب أن ينتبهوا إلى أن غرق سفينة الثورة الإيرانية سوف يؤذي الجميع ولن ينجو من غرقها أحد".
وجاء تحذير رفسنجاني بعد هجوم مستشار المرشد الإيراني، علي أكبر ولايتي، على
الاتفاق النووي، حيث قال إن الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة 5+1 لم يلب مطالب المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، وأن النقاط التي أكد عليها المرشد والتي يجب أن يتم مراعاتها في الاتفاق النووي أقدمت الولايات المتحدة الأمريكية على تجاوزها.
وأضاف رفسنجاني قائلا: "هناك بعض الجهات لديها سباق على إجهاض وإفشال الاتفاق النووي الإيراني، ألا يعلم هؤلاء بأن تضعيف حكومة روحاني يؤدي إلى إضعاف النظام، وبالتالي يدفع المستثمرين الأجانب لعدم دخول الأسواق الإيرانية بسبب هذه الخلافات التي تجعل المستثمر الأجنبي يفقد الثقة في الاستثمار بإيران؟".
وهاجم رفسنجاني المحافظين الذين ينتقدون الاتفاق النووي قائلا: "من المثير للدهشة، هناك بعض التيارات تهدف من خلال تنظيم كل برامجها لاستهداف الحكومة الإيرانية إلى إفشال حكومة روحاني في أداء مهامها وواجباتها والتزاماتها أمام الشعب الإيراني.. إن هؤلاء يضحون بالمصالح الوطنية من أجل مصالحهم الحزبية الخاصة".
وانتقد رفسنجاني صادق لاريجاني، رئيس السلطة القضائية في إيران، الذي صرح سابقا أن "الولايات المتحدة الأمريكية لم تكن صديقتنا ولن تكون صديقتنا أبدا"، وقال: "في العالم الذي تحول إلى قرية عالمية صغيرة لابد أن نفهم المتطلبات المرتبطة بالعولمة، وأن قطع العلاقات مع الدول الكبرى ناتج عن عدم فهم وإدراك العلاقات الدولية الحديثة، وسيؤدي ذلك إلى الفشل والتخلف الاقتصادي لأي بلد يقطع علاقاته السياسية والاقتصادية مع العالم".
كما انتقد رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني النشاط الاقتصادي غير النظامي للحرس للثوري قائلا: "من أين يحصل مهربو البضائع على أموالهم؟ لماذا البنوك الإيرانية تقدم كافة التسهيلات الإدارية لمهربي البضائع بينما الشركات الرسمية التي تعمل بصورة قانونية ونظامية لا تحصل على هذه التسهيلات البنكية؟!".
واستطرد: "هؤلاء يقومون بامتصاص دم الشعب الإيراني من خلال استغلال البنوك الإيرانية لنشاطهم التجاري غير القانوني" وفق تعبيره.
يشار إلى أن
الحرس الثوري الإيراني ينشط بشكل واسع في مجال تهريب البضائع بسبب نفوذه وهيمنته على أغلب المؤسسات الاقتصادية والبنكية والجمركية في البلاد.
ويرى المراقبون للشأن الإيراني أن تصريحات رفسنجاني مرتبطة بالخلافات الواسعة التي بدأت تظهر بقوة حول الاتفاق النووي الإيراني والانتخابات الرئاسية الإيرانية القادمة.
ويحاول رفسنجاني الوقوف بجانب حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية القادمة من أجل تطبيق وإكمال الاتفاق النووي الذي يعد أهم إنجاز لروحاني، وعدم إفشال هذا الاتفاق من قبل المحافظين والحرس الثوري في إيران.
ويتهم معارضو الاتفاق النووي من المحافظين والحرس الثوري الحكومة الإيرانية بأنها باتت مدعومة من قبل الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، وأن هذه الدول تفضل استمرار وجود روحاني في الرئاسة الإيرانية من أجل تطبيق كافة بنود الاتفاق النووي وذلك يعارض المصالح القومية والسيادة الإيرانية وقد يعرض البلاد إلى مخاطر حقيقية تتعلق بمصير النظام، وفقا لتصريحات معارضي الاتفاق.