اتسمت تغطية وسائل الإعلام الإسرائيلية بنبرة تعكس خيبة أمل عميقة، لما آلت إليه المحاولة الانقلابية الفاشلة في
تركيا.
فعلى الرغم من حلول السبت، الذي تتوقف فيه وسائل الإعلام عن العمل، فإن جميع قنوات التلفزة الرائدة والمواقع الإخبارية المهمة واصلت تغطية الأحداث والتعليق عليها.
وقد بدت حالة الارتياح على الإعلاميين الإسرائيليين في البداية، حيث تنافس المعلقون ومقدمو البرامج الحوارية في قنوات التلفزة، في رصد الأسباب التي "تبرر" قيام الجيش بالانقلاب العسكري، زاعمين أن ردة فعل الشعب "المؤيدة" للانقلابيين ستظهر سريعا.
وقد جاءت العناوين في نشرات الأخبار والتقارير في المواقع الإخبارية لتؤكد "نجاح" الانقلاب.
من ناحيته، تحدث موقع "واللا" عن الإجراءات التي سيتبعها الجيش بعد "نجاح" الانقلاب.
وفي تقرير عاجل نشره الموقع الساعة الواحدة ليلا، قال معلقه نير يغينا، إن "الجيش سيقوم بما قام به الجنرال عبد الفتاح السيسي، بإلغاء الدستور".
وأجمع المعلقون على أنه على الرغم من التزام الحكومة الإسرائيلية الصمت، فإنها ترى أن نجاح الانقلاب يحسن من المكانة الإقليمية والعالمية لإسرائيل.
وقال المعلق في قناة التلفزة الثانية روني دانئيل: "نحن نعرف لماذا تلتزم إسرائيل بالصمت، لكن القيادة السياسية في تل أبيب تشعر بارتياح كبير لنجاح الانقلاب، على الرغم من اتفاق التطبيع الأخير، إلا أنه لا يساور أحدا في إسرائيل شك بأن
أردوغان إسلامي متطرف لن يتردد في المستقبل في التنغيص على إسرائيل".
وقال نداف إيال، معلق الشؤون الدولية في قناة التلفزة العاشرة: "ليس من المستهجن أن تصمت تل أبيب في الوقت الذي تتنافس فيه حكومات العالم على التنديد بالانقلاب، فإنهم فقد في إسرائيل يرون أن نجاح الانقلاب في تركيا سيراكم من المكاسب التي حصلت عليها إسرائيل بعد الانقلاب الذي حدث في مصر".
ومع بزوغ الفجر، حدث تحول جذري على تغطية الإعلام الإسرائيلي، حيث استحال الارتياح إلى شعور كبير بخيبة الأمل، سيما بعد اضطرار وسائل الإعلام إلى نشر صور ومقاطع فيديو توثق إلقاء القبض على الانقلابيين.
وقال الصحافي إنشيل بيبر، المعلق في صحيفة "هآرتس"، في موقعه على "تويتر": "لا شك في أن المساجد لعبت الدور الأبرز في فشل الانقلاب، وهذا يدلل على التحولات التي مرت بها تركيا منذ آخر انقلاب نجح هناك".
من ناحيته، قال الصحافي تساهل هندل، في حسابه على "تويتر": "يبدو أن الديموقراطية التركية انتصرت وأردوغان سيظل في الحكم لمدة 20 عاما أخرى".
وقد وبخ الصحافي عراد نير، زملاءه الذين تحمسوا للانقلاب قائلا: "أخطأتم التقدير، أنتم لا تعرفون الشعب التركي، لن يسمح بمصادرة وجوده".
واعتبرت قناة التلفزة الثانية أن استئناف حركة الملاحة الجوية في تركيا يمثل دليلا آخر على فشل المحاولة الانقلابية.
وعلق الصحافي نداف إيال، على صورة يظهر فيها مواطن تركي وهو يلقي القبض على ضابط تركي قائلاً: "هذه الصورة تحكي كل شيء، تركيا عصية على الانقلابات، استعدوا لبقاء أردوغان".
وتوقعت قناة التلفزة التركية أن تخدم المحاولة الانقلابية الفاشلة أردوغان على وجه الخصوص، حيث إنها ستمكنه من تبرير القيام بخطوات عديدة لـ"تطهير المؤسسات الأمنية والقضائية والمدنية" من العناصر الذين يتآمرون عليه.