اختلفت تفاعلات السياسيين والإعلاميين في
تونس مع محاولة الانقلاب الفاشلة التي عاشتها
تركيا مساء الجمعة، بين مُؤيّد ومُرحّب بها وبين رافض ومندّد لها.
وعبّر هؤلاء عن آرائهم ومواقفهم في اللحظات الأولى للمحاولة الانقلابية على صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حيث رصدت "
عربي21" أبرز المواقف في هذا التقرير.
فمن المؤيّدين لمحاولة الانقلاب الكاتبة والجامعية ألفة يوسف التي قالت: "الربيع يلفظ أنفاسه الأخيرة.. وسيدفن في تونس بإذن الله.. المجد للوطن.. الخزي للإخوان والعملاء..."، مضيفة في منشور ثان: "بين 2012 واليوم تحولات كبرى كلها تثبت انحدار مشروع الإسلام السياسي...".
الناتو لا يتساهل
وأعاد الرئيس السابق للحزب الاجتماعي الليبرالي في عهد بن علي، منذر ثابت، نشر تدوينة له على "فيسبوك" بتاريخ 29 حزيران/ يونيو جاء فيها: "ما يحصل في تركيا يمهد لمرحلة جديدة، فالأمن القومي الأوروبي مهدد من تلك البوابة والناتو لا يمكن أن يتساهل.. مع وضع عدم الاستقرار الأمني الذي دخلته تركيا منذ سنة تقريبا.. إضافة إلى تناقض المصالح الاقتصادية مع أهم البلدان الأوروبية بما يسمح بتوقع عودة الجيش لسدة الحكم"، ومنشور ثان بتاريخ 9 تموز/ يوليو قال فيها: "أكدت من قبل بأن العسكر سيعود للحكم في تركيا".
وأعاد الإعلامي لطفي العماري، المعروف بانتقاداته اللاذعة للحركات الإسلامية نشر ما كتبته ألفة يوسف، كما علّق على بيان الرئيس السابق منصف المرزوقي الرافض لمحاولة الانقلاب، بقوله: "المرزوقي يساند صديقه
أردوغان".
وكتبت رئيسة تحرير موقع "الجريدة" شهرزاد عكاشة على صفحتها الشخصية: "أسأل أردوغان اليوم "راعي ديمقراطية الربيع العربي" ما شعوره؟ هل خبر ما معنى انقلاب؟ بالمناسبة أين النهضة وراشد الغنوشي؟ أين جماعة رابعة؟".
إذا الشعب يوما أراد الحياة
وشبّه رئيس كتلة حركة النهضة بمجلس نواب الشعب، نور الدين البحيري، من قاموا بالمحاولة الانقلابية بـ"عصابات من الجيش في تركيا"، مضيفا في منشور على "فيسبوك": "أذكر الجميع بما جاء على لسان الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي "إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر". إرادة الشعوب من إرادة الله وإرادة الله لا تقهر، وسيفشل الشعب التركي هذه المغامرة الجريمة التي تستهدف الديمقراطية وإرادة الشعب واستقلال القرار الوطني التركي".
وتساءل الوزير السابق في حكومة الترويكا والقيادي في حزب التيار الديمقراطي، محمد عبو، على صفحته في "فيسبوك": "أكُتبَ على العالم الإسلامي أن يكون متخلفا إلى الأبد؟"، مضيفا: "مهما قلنا عن أردوغان وحزبه فهو رئيس شرعي ولم يفعل ما يشكل خرقا ممنهجا للدستور، كما أنّ تركيا حقّقت في عهده نجاحات اقتصادية لا مثيل لها في تاريخها. لنترك النزاع حول إسلامية أردوغان، فهذا لا يليق في وضع كهذا. بعضنا في العالم العربي ممّن يتلذّذ تلذّذا مرضيا بحذاء نظام استبدادي يصيب مناطقا في جسده أو من يحرّكه الحقد الإيديولوجي، قد يصفّق للانقلاب، ولكنّ القضية هي قضيّة التزام بالدساتير، والموقف من تركيا يعكس موقف المرء من الشرعية في بلاده".
وتابع: "الجيش الذي أعلن انقلابه دفاعا عن الديمقراطية وحقوق الإنسان سيكون، إن نجح انقلابه أكبر منتهك لحقوق الإنسان كنظيره المصري، وإن نجح الانقلابيون فهي أيضا أكبر ضربة للاقتصاد التركي".
الحرية تنام ليلا
واستنكر عدنان منصر، مدير ديوان الرئيس السابق منصف المرزوقي، ما حصل في تركيا بقوله: "يعتقدون أن الحرية تنام عندما يحل المساء، فيحاولون دائما اغتيالها ليلا... مجرمون ولكنهم أغبياء.... المجد للموقف الأخلاقي الرافض للانقلاب ولحكم الناس بالحديد والنار وسفك الدماء في الشوارع والساحات...".
وتابع: "تمعنوا جيدا فيمن يهلل للانقلابيين في أنقرة وستتعرفون بسهولة على من كان وسيكون دائما مستعدا لإطلاق الرصاص على الديمقراطية في تونس... ليسقط الانقلابيون مسلحين كانوا أم غير مسلحين، والنصر للشعوب في توقها للحرية ولو كانت عزلاء".
وطالب رئيس حزب تيّار المحبّة الهاشمي الحامدي: "كل مؤمن بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان يجب أن يحدد موقفه ويعتبر
#محاولة_الانقلاب_في_تركيا_قمة_الإرهاب".
من جهته، قال المنسق العام لحركة مشروع تونس، محسن مرزوق، في منشور على "فيسبوك": "نحن نرفض وبشكل مبدئي العمل العسكري كوسيلة تغيير سياسي إلا إذا كان الجيش يعبر في ظروف استثنائية وبوضوح عن إرادة الشعب أو في حالات فيها تهديد بانهيار الدولة... كذلك وبالرؤيا نفسها نرفض الانقلاب على الديمقراطية بوسائل الديمقراطية لإقامة حكم مطلق، ومن المنظور نفسه أيضا نرفض التدخل في شؤون دول أخرى كدعم الإرهاب فيها لأنه تدخل عسكري أيضا لتحقيق تغيير سياسي في دولة أخرى".