كشفت صحيفة "حرييت" التركية، عن أنّ مساعد رئيس هيئة الأركان، المقدّم "ليفنت تورك كان"، كان قد اعترف عن "الأخ الأكبر" المسؤول عنه، وأنّ اسمه الحركي هو "مراد"، واعترف لاحقا عن اسمه الحقيقي، وهو "محمد أوسلو"، وهو أحد العاملين في مكتب رئيس الوزراء، وبناء على ذلك تم إلقاء القبض عليه.
وبحسب الاعترافات التي نشرتها الصحيفة وترجمتها "عربي21، فقد قدم محمد أوسلو اعترافات موسعة حول بنية
التنظيم الموازي، وهرمية "الأخ الأكبر" التي يتبعونها. وقد بيّن أوسلو في اعترافاته بأنه انضم لمنظمة فتح الله
غولن من أجل "مرضاة الله ولخدمة الشعب والوطن"، وبأنه كان يشعر دوما "بمنّة" المنظمة عليه؛ كونها هي التي جعلته يُكمل دراسته الجامعية واهتمت به حتى وصل للمرحلة التي وصل إليها، مشيرا إلى أنه يشرف على مجموعة من 22 شخصا، معظمهم من الجنود والعساكر.
وهذه هي اعترافات محمد أوسلو التي نقلتها صحيفة "حرييت" تحت العناوين التالية:
- "مهنتي الأساسية التعليم"
"أنا عضو في جماعة فتح الله غولن، وكُنت بمكانة "الأخ الأكبر" فيها، وأعمل في مكتب رئيس الوزراء منذ ثلاثة أسابيع، وحصلت على هذه الوظيفة بعد ترشيح اسمي واثنين آخرين لها، من قبل وزارة التعليم، حيث كنت أعمل هناك في السابق، لأنّ مهنتي الأساسية هي التعليم".
- "أوضاع أهلي المادية لا تكفي لأدرس في الجامعة"
"تعرفت على جماعة فتح الله غولن في الثانوية، لكنني دخلت بيوتهم مع بدء حياتي الجامعية، وذلك عندما كسبت مقعدا في "اسكيشهير"، وأوضاع أهلي المادية في ذلك الوقت لم تكن جيدة ولا تكفي حتى لأدرس في الجامعة، لذلك وجهني أخي نحو سكن من السكنات الطلابية التابعة للجماعة، وبعد فترة قصيرة انتقلت للسكن في شقة تابعة لهم. كنا ستة أو سبعة أشخاص في هذه الشقة، نصلي، وندرس، ونقرأ الكتب. وفي سنتي الدراسية الثالثة، أصبحت أنا "الأخ الأكبر" المسؤول عن البيت، وفي سنتي الدراسية الأخيرة كنت "الأخ الأكبر" المسؤول عن مجموعة من الشقق، وكنت أقيم في إحداها، وأتفقد الأخرى كل فترة".
- "استخدمت اسم مراد كاسم حركي"
"تخرجت من الجامعة في 2004، وخرجت من "اسكيشهير"، وسلمت مسؤولية الشقق لشخص آخر. وفي عام 2010، طلب مني "الأخ الأكبر" المسؤول عني، أنْ أستخدم اسما آخر، كي يسلمني مهمة "الأخ الأكبر" لمجموعة من الأشخاص معظمهم من العساكر، وأوصاني باستخدام اسم مراد، ومنذ ذلك الحين أصبح اسمي مراد في كل محادثاتي وجلساتي مع العساكر التابعين للجماعة".
- "الأخ الأكبر لديه أخٌ أكبر"
"أصبحت في عام 2011 موظفا في الإدارة العامة لدائرة التعليم الخاص التابعة لوزارة التربية والتعليم، وبدأت بمنح "الهمة"، وهي التبرعات، للجماعة منذ عام 2010، كنت اقتطعها من راتبي. في جماعتنا لكل "أخ أكبر" هناك "أخ أكبر" منه مسؤول عنه وهكذا".
- "أعطيت درسا للعساكر"
"في عام 2010، اتصل بي "ي" وهو "أخ أكبر" وأنا لم أكن أعرفه في السابق، وقال لي سيعرفني على مجموعة من الجنود سيأتون إليه، وطلب مني أن أعطيهم درسا، وفعلا أحضرهم لي، لكن فردا فردا وعرفني عليهم، ولذلك أنا تواصلت حتى الآن مع 20 إلى 25 من العسكريين، وكنت أتعامل معهم باسمي الحركي. كنت أعطيهم دروسا معنوية، وأجمع "همة" كل واحد منهم، وفي المعدّل كنا نجمع 300 أو 400 ليرة، وهكذا سلمت تقريبا 1500، أضفت عليهم 200 مني، إلى الأخ الأكبر ي".
- "لا يمكن أن تعرف أسماءهم الحقيقية"
"الجماعة تعمل وفق سرية تامة، ولذلك فإنّ المعلومات محدودة جدا عن الأشخاص الذين نقابلهم ونجتمع معهم، وأنا تعاملت مع "الأخ الأكبر" المسؤول عني، ولم أكن أعلم عنه أي معلومات، وعن طريق الصدفة علمت أين يسكن، وذلك لأني أوصلته إلى بيته في إحدى المرات، وإلا لما علمت عنه شيئا أبدا. لا يمكن أن تعلم أسماءهم الحقيقية، ومعلومات عملهم، وعناوينهم حتى لو التقيت بهم كثيرا".
- "قسّموا العساكر حسب قوائم معينة"
"كل العساكر الذين كنت لهم "أخا أكبر" كانوا تابعين للقوات البرية، وهذا يعني بأنّ الجماعة تُقسم الجنود حسب أماكن وجودهم وخدمتهم، وقد كتبت لكم أسماء الجنود الذين كانوا تحت إشرافي، منهم اسمه الحركي "أحمد" وهو المقدّم ليفنت تورك كان، و"رمضان "وهو الرائد محمد أككورت، و"آدم" وهو الرائد فاتح، لكني لا أعلم اسم عائلته، وكذلك "يوسف" لكني لا أعرف اسمه الحقيقي، و"رؤوف" لا أعلم اسمه الحقيقي، وهو يعمل في رئاسة الأركان. وكتبت لكم مقدار أموال "الهمة" التي جمعتها منهم وسلمتها "للأخ الأكبر" صلاح الدين. وكنت قد قلت للجنود الذين يتبعون لي "كأخ أكبر" لهم، بأنهم إذا واجهوا صعوبة في أداء الصلاة، باستطاعتهم أداؤها بالإيماء، وأخبرتهم بأنهم كذلك يستطيعون جمع الصلوات، وإلا يلجأوا إلى أداء الصلاة بالإيماء".
- "تغيّر الجنود بتغيير الشقة"
"أخبرني الأخ الأكبر "ي" بأنه سوف يذهب لخارج البلاد، ولذلك طلب مني الارتباط مع الأخ الأكبر "س"، ولذلك في عام 2012 غيّرت الشقة التي كنت أعطي فيها الدروس للجنود، وبتغيير الشقة أصبح من يأتي إليّ مجموعة مختلفة من الجنود الذين كانوا يأتون إلى الشقة السابقة".
- "كنا نتنصت باسم الجماعة"
"كان "أحمد" واسمه الحقيقي ليفنت تورك كان، وكذلك "صالح" واسمه الحقيقي غوكهان اسكي، يعملان في رئاسة الأركان، وكنت أعطيهم جهاز راديو كما نسميه بيننا، وهو في الحقيقة جهاز تسجيل صوتي، وضعاه في غرفة رئيس الأركان، وعندما يمتلئ كانوا يحضرونه لي، وأعطيهم بدلا منه جهازا فارغا، وهكذا تنصتنا لفترة طويلة على رئيس الأركان من أجل الجماعة، كنت آخذ وأعطيهم في كل مرة 2 أو 3 من أجهزة الراديو هذه. والجهاز صغير ويشبه ريموت السيارة، لونه اسود، ومسطح، وفيه بطارية ساعة. وكانوا يحضرون لي الأجهزة وهي ممتلئة بالملفات الصوتية، وكنت بدوري أسلمه "للأخ الأكبر" صلاح الدين".
- "لابتوب بشيفرة خاصة"
"بعد مدة، أحضر لي صلاح الدين جهاز لابتوب، مخزّنا عليه برنامج، وطلب مني نقل الملفات من جهاز التسجيل الصوتي إلى ذاكرة فلاش، ويقوم البرنامج الخاص بنقل الملفات إلى الذاكرة الخارجية (فلاش)، ويشفرها، بحيث إذا وصلت هذه الذاكرة ليد أي شخص لا يستطيع معرفة الملفات التي فيها، وأنا كنت أقوم بمسح الملفات الصوتية من أجهزة التسجيل الصوتي بعد نقلها إلى الفلاش، وعملت في هذا الأمر لمدة عام كامل".
- "برنامج مشفّر"
"في يوم من الأيام، أصابني الفضول لمعرفة ما تحتوي الملفات الصوتية، لكني تفاجأت بأنّ الأصوات تخرج بصورة غير واضحة ومتقطعة، ولم يكن من الممكن فهم ما يُقال من خلال السماعة العادية أو سماعة الأذنين، وأعتقد أنّ هناك برنامجا خاصا يتيح سماع الأصوات المسجلة بوضوح، لكنني لا أعلم أين وكيف يعملون ذلك، ولا أعلم أين تذهب هذه الملفات الصوتية بعد معالجتها، حيث ذكر لي صلاح الدين بأنهم يقيّمون الأحاديث التي جرت في الملفات الصوتية ثم يرسلونها لمن يهمهم الأمر، وهم يقررون كيف سيتصرفون. وقد تنصتنا أيضا على الرئيس الثاني لهيئة الأركان، مع العلم أنني تركت مسألة التنصت هذه منذ ستة أو سبعة أشهر، حيث أخذ مني صلاح الدين المعدات وقال لي تمام أنت اترك هذا العمل".
- "كنا نتواصل عبر التانعو"
"أحضر لي "الأخ الأكبر" صلاح الدين، جهازا لوحيا عليه برنامج التانغو، ولم يكن فيه خط هاتف، وكنت عن طريقه أتصل بالإنترنت، وأتواصل عبر برنامج التانغو مع منتسبي الجماعة، ومع صلاح الدين وغيرهم، ولا أعلم إذا كان برنامج التانعو المستخدم أصلي أو تم إجراء تعديلات عليه. وبعدما حصلت المحاولة الانقلابية وقبل القبض عليّ، قمت بكسر الجهاز اللوحي ورمتيه في الحاوية".
- "اجتمعوا في بيتي في أثناء غيابي"
"جاء صلاح الدين يوم الخميس فجأة دون إخباري إلى بيتي، وتقابل مع شخص واجتمع به في الصالون، وشرحت لي زوجتي هذا الأمر بعدما رجعت إلى البيت، حتى إنها غضبت مني، وحسب كلامها، فإنّ صلاح الدين حضر أولا وحده، وطلب منها استخدام الصالون، وأنّ عليه مقابلة شخص ما، وأعطته الإذن، وبعدما جاؤوا ذهبت زوجتي وأغلقت الباب على نفسها في المطبخ، ولذلك لا أعلم مع من التقى صلاح الدين وماذا تحدثوا. وهذا كان غريبا، لأنه في العادة لا يمكن أن يحضروا إلى بيتي دون أن أكون موجودا".
- "كنت أتنصت من أجل مرضاة الله"
"دخلت جماعة غولن من أجل مرضاة الله، وخدمة الشعب والوطن، وعندما طلبوا مني السرية، وطلبوا كذلك التنصت على رئيس الأركان، قالوا نعمل ذلك من أجل الله والوطن، وهذه كانت نيتي، آمنت بما قالوا، كما أنهم هم السبب في إكمالي دراستي الجامعية وإيصالي إلى ما أنا عليه، ولذلك دوما أشعر بمنتهم عليّ".
- "تعليمات أمنية حول السرية"
"أريد الحديث عن بعض الأمور التي طلبها مني صلاح الدين، كمعلومات أمنية للتحرك بسرية، منها عدم أخذ جهاز الجوال في تحركاتي، وعدم استخدام الهاتف العمومي، وعدم ترك سيارتي أمام البيوت التي أذهب اليها، وإذا لم تستطع مقابلة الشخص المطلوب تقابله الأسبوع المقبل بنفس اليوم ونفس الساعة، وطلبوا منا الحذر في استخدام التكنولوجيا، وارتباط العناصر بعضها مع بعض تُدار من قبل الأخ الأكبر".
- "نادم أشد الندم"
"لم أكن أتوقع أن تقوم الجماعة بقتل المدنيين والإيقاع بين الشرطة والجيش، هذا أمرٌ أنا لا أقبله، ولهذا فإنني اليوم نادم على كوني جزءا من هذه الجماعة، ونادم لقيامي بالتنصت على رئيس الأركان والرئيس الثاني لهيئة الأركان، وأتمنى الاستفادة من قوانين التعبير عن الندم الشديد إنْ أمكن".
يُشار إلى أنّ المقدّم "ليفنت توركان" مساعد رئيس هيئة الأركان، الذي تنصت على رئيس الأركان، كان قد قدّم اعترافات موسعة للسلطات التركية، ذكر فيها تفاصيل مشابهة لما ذكره "الأخ الأكبر" له وهو "محمد أوسلو".