نفت حركة المقاومة الإسلامية في
فلسطين "
حماس"، المزاعم
الإسرائيلية التي تتحدث عن تنامي علاقتها بتنظيم "
ولاية سيناء"، ودخول عناصر من
تنظيم الدولة بمصر للعلاج في
غزة، مؤكدة أنها "ادعاءات كاذبة".
وزعم موقع "تايمز أوف إسرائيل"، في تقرير نشره أمس الاثنين، أن هناك "غضبا شديدا في القاهرة؛ من التعاون المتزايد بين حركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة، وبين القوات التي تنتمي لتنظيم
داعش في شبه جزيرة سيناء".
وزعم الموقع الإسرائيلي أن "القاهرة علمت أنه تم تهريب مقاتلين من داعش كانوا قد أصيبوا في هجوم على قواتها في سيناء إلى غزة عبر الأنفاق؛ لتقديم العلاج لهم"، مؤكدا أن مصر "وفي محاولتها لكبح هذا التعاون؛ نقلت إلى قادة حماس أنها على علم بالروابط بين نشطاء كبار في الحركة برفح، وبين قادة في تنظيم ولاية سيناء التابع لتنظيم داعش".
وأضاف أن هذا "التطور المثير للقلق للمصريين بدأ قبل بضعة أشهر؛ عندما انتقل أعضاء بارزون في جناح حركة حماس العسكري (كتائب القسام) إلى سيناء؛ لمساعدة داعش في وضع بنيتها التحتية العسكرية، كما أن قادة القسام يستضيفون بانتظام قادة من ولاية سيناء؛ من أبرزهم سليمان السواركة" وفق زعمه.
من جهته؛ أكد المتحدث الرسمي باسم "حماس" عبداللطيف القانوع، أن
الاحتلال الإسرائيلي وأذرعه المختلفة، الأمنية والإعلامية وغيرها "تهدف إلى شيطنة غزة ومقاومتها الباسلة، وكذلك شيطنة حق الشعب الفلسطيني في التحرر من هذا الاحتلال البغيض".
الحدود محكمة
وشدد القانوع في تصريح خاص لـ"
عربي21" على أن ما ورد في الإعلام الإسرائيلي "ادعاءات كاذبة، ومحض افتراء"، لافتا إلى أن "الحدود ما بين غزة ومصر محكمة ومغلقة تماما، والأجهزة الأمنية الفلسطينية في قطاع غزة تقوم بدورها بشكل كامل".
وأضاف: "يعمل الاحتلال المأزوم جدا بين الحين والآخر على تكرار مثل هذه المزاعم والتسريبات الكاذبة، من أجل إرباك الساحة الفلسطينية، وإدخال قطاع غزة المحاصر في صراعات إقليمية ودولية".
وحول "توتر" العلاقة ما بين مصر وحركة حماس؛ قال القانوع إن "العلاقة مع مصر ليست متوترة، فهناك اتصالات بيننا وبينها، لكنها تتقدم بشكل بطيء جدا"، مشيرا إلى أن وفد حركته الذي زار مصر مؤخرا "في انتظار موعد قادم لإجراء ترتيبات أخرى بخصوص بعض الإشكالات المتعلقة في طبيعة العلاقة بين الطرفين".
وتابع: "لا يوجد حاليا موعد محدد لزيارة وفد الحركة للقاهرة".
دعايات تحريضية
من جانبه؛ قال الخبير في الشأن الاسرائيلي، عدنان أبو عامر، إن "إسرائيل تحاول بين الحين والآخر؛ بث دعايات تحريضية عبر وسائلها المختلفة على قطاع غزة؛ سواء من خلال الحديث عن خروج عناصر فلسطينية إلى العراق وسوريا للالتحاق بتنظيم
الدولة الإسلامية، أم عن وصول أفراد من تنظيم ولاية سيناء إلى القطاع".
وأضاف لـ"
عربي21" أن "كلام الاحتلال لا يبدو دقيقا، وربما كان هناك بعض الحالات الفردية، التي لا يمكن التعميم عليها بالنسبة لقطاع غزة"، لافتا إلى أن "إسرائيل تعمل وفق أجندة إعلامية دعائية سياسية، تندرج ضمن خطة حقيقية مدروسة؛ هدفها تشويه صورة قطاع غزة، وتسويقه كمنطقة معادية".
وأوضح أبو عامر أنه لا "وجود لتنظيمات بهذا المعنى في قطاع غزة، باستثناء الحركات الفلسطينية ذات البعد الوطني الفلسطيني؛ دون الارتباط بأجندات دولية أو إقليمية أو جهادية سلفية".
وتابع: "إسرائيل تحرص دائما على أن تجعل من حماس وقطاع غزة، واجهة أخرى لتنظيم الدولة وجبهة فتح الشام (النصرة سابقا)، ومنظمات القاعدة، علّها تنجح في ترويج مقولة أن قطاع غزة منطقة إرهابية، ولا بد أن تحارب كالتنظيمات الأخرى من المجتمع الدولي".
وحول "تصدير" الاحتلال لوجود "توتر" في العلاقة بين مصر وحركة حماس؛ قال أبو عامر إن "إسرائيل ترغب أحيانا في توتير العلاقة بين مصر وحماس، وفي أحيان أخرى تسعى لإيجاد تقارب بينهما، وكل ذلك لأهداف إسرائيلية بحتة، مبنية على التغييرات المصلحية لإسرائيل بين الحين والآخر".